عبد الفتاح كيليطو كاتب زاهد في الكلام. نادرا ما يخرج عن صمته، أو من «مقبعه»، بتعبير عبد الله العروي. وحتى إذا تكلم، مثل ما فعل أول أمس بمعرض الكتاب، فإنه لا يقول إلا ما قلّ ودل، يقوله بوضوح وصراحة قاتلين، كما هو شأن موقفه من دعوة نور الدين عيوش.
«لا أرى فائدة في تعليم الدارجة»، موقف صريح وصارخ من مفكر ومبدع كبير من طينة عبد الفتاح كيليطو. بهذا الموقف، اختصر صاحب «العين والإبرة» كل اللغط السياسي الدائر منذ سنة، حيث يرى «أننا نذهب إلى المدرسة لنتعلم أشياء جديدة أو لا نعرفها». بينما تبقى الدارجة، حسب قوله، يتعلمها الجميع في البيت والشارع، ولا يحتاج المرء لتعلمها إلى الذهاب إلى المدرسة. وفي سياق آخر، قال على لسان الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو إن «لغة أوروبا هي الترجمة»، كأنه يريد للمغاربة أن يتعلموا لغات أخرى غير العربية والفرنسية.
وقد صدر هذا الموقف عن عبد الفتاح كيليطو ردا على سؤال أحد الحاضرين، أثناء مشاركته بمعرض الكتاب في حفل تقديم وتوقيع كتابه الجديد «مسار»، الصادر قبل أيام ضمن منشورات دار توبقال. وبهذا الخصوص، كشف كيليطو أن ناظم عبد الجليل، وهو أحد مؤسسي الدار، هو الذي أوحى له بفكرة الكتاب، مشيرا إلى أن الكتاب يتكون من حوارات أدلى بها طيلة مساره الأدبي والعلمي.
هذا، وأوضح كيليطو أنه أدلى بنحو مائة حوار طيلة حياته الأدبية والعلمية. لكنه اختزل هذا الكم في عشرين حوارا فقط. وبرر هذا الاختزال بالقول إنه لم يكن من الممكن الاحتفاظ بها جميعا، احتراما للقراء، وتجنبا للتكرار، مشيرا إلى أنه حذف الأسئلة التي سبق له أن أجاب عنها.
وأكد كيليطو، أيضا، أن مهمة جمع الحوارات وطرح المتكرر والزائد فيها لم يكن عملا سهلا. إذ اعترف أن هذا الكتاب أتعبه أكثر، مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في كونه أدلى بحوارات عديدة. هنا، نبه كيليطو الكُتّاب الشباب إلى فكرة عدم الإكثار من الحوارات، على اعتبار أنه، هو نفسه، كرر أشياء كثيرة في حواراته (وهو سيجده القارئ في مقدمة كتابه الجديد: «لربما ينبغي للكاتب أن يتجنب الحوارات، أن يكتفي بكتبه ويدع قارئه يتدبر أمره. وإن كان ولابد، فليكن حوارا واحدا، وإلا سيتعرض حتما لإعادة أقواله»). ثمة سبب آخر وراء تعبه من هذا الكتاب يكمن، حسب تأكيده، في أن من يسألون يكررون الأسئلة نفسها. فضلا عن ذلك، «تجد نفسك أمام قراء لا يقرؤون»، كما قال كيليطو.
غير أن كيليطو تساءل، بعد أن أورد هذه التوضيحات، قائلا: «هل يمكن أن نكتب من دون أن يكون هناك تكرار». وللإجابة عن هذا السؤال، لجأ كيليطو، كما هي عادته، إلى بعض الإعلام المفضلين لديه، ليقول إنه عندما كان يقرأ باختين وبوخريص، كان يغتاظ منهما، لأنهما كانا يكرران أفكارهما، وليشير كذلك إلى أنه كان يتمنى ألا يكرر نفسه عندما يصبح كاتبا. وفي هذا الصدد، كشف كيليطو عن «تناقض» صارخ، حينما قال إن تجنب التكرار يعني التوقف عن الكتابة. إذ لا يمكن، حسب رأيه، «أن تكتب إلا إذا كررت نفسك أو الآخرين».
جدير بالذكر أن اللقاء، الذي شهد تفاعلا كبيرا بين كيليطو والحاضرين، شهد مداخلة افتتاحية للناقد ناظم عبد الجليل، توقف فيها عند أهم مميزات كتابات صاحب «حصان نيشته»، وكذا مجالات اهتماماته الأدبية والنقدية.
«لا أرى فائدة في تعليم الدارجة»، موقف صريح وصارخ من مفكر ومبدع كبير من طينة عبد الفتاح كيليطو. بهذا الموقف، اختصر صاحب «العين والإبرة» كل اللغط السياسي الدائر منذ سنة، حيث يرى «أننا نذهب إلى المدرسة لنتعلم أشياء جديدة أو لا نعرفها». بينما تبقى الدارجة، حسب قوله، يتعلمها الجميع في البيت والشارع، ولا يحتاج المرء لتعلمها إلى الذهاب إلى المدرسة. وفي سياق آخر، قال على لسان الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو إن «لغة أوروبا هي الترجمة»، كأنه يريد للمغاربة أن يتعلموا لغات أخرى غير العربية والفرنسية.
وقد صدر هذا الموقف عن عبد الفتاح كيليطو ردا على سؤال أحد الحاضرين، أثناء مشاركته بمعرض الكتاب في حفل تقديم وتوقيع كتابه الجديد «مسار»، الصادر قبل أيام ضمن منشورات دار توبقال. وبهذا الخصوص، كشف كيليطو أن ناظم عبد الجليل، وهو أحد مؤسسي الدار، هو الذي أوحى له بفكرة الكتاب، مشيرا إلى أن الكتاب يتكون من حوارات أدلى بها طيلة مساره الأدبي والعلمي.
هذا، وأوضح كيليطو أنه أدلى بنحو مائة حوار طيلة حياته الأدبية والعلمية. لكنه اختزل هذا الكم في عشرين حوارا فقط. وبرر هذا الاختزال بالقول إنه لم يكن من الممكن الاحتفاظ بها جميعا، احتراما للقراء، وتجنبا للتكرار، مشيرا إلى أنه حذف الأسئلة التي سبق له أن أجاب عنها.
وأكد كيليطو، أيضا، أن مهمة جمع الحوارات وطرح المتكرر والزائد فيها لم يكن عملا سهلا. إذ اعترف أن هذا الكتاب أتعبه أكثر، مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في كونه أدلى بحوارات عديدة. هنا، نبه كيليطو الكُتّاب الشباب إلى فكرة عدم الإكثار من الحوارات، على اعتبار أنه، هو نفسه، كرر أشياء كثيرة في حواراته (وهو سيجده القارئ في مقدمة كتابه الجديد: «لربما ينبغي للكاتب أن يتجنب الحوارات، أن يكتفي بكتبه ويدع قارئه يتدبر أمره. وإن كان ولابد، فليكن حوارا واحدا، وإلا سيتعرض حتما لإعادة أقواله»). ثمة سبب آخر وراء تعبه من هذا الكتاب يكمن، حسب تأكيده، في أن من يسألون يكررون الأسئلة نفسها. فضلا عن ذلك، «تجد نفسك أمام قراء لا يقرؤون»، كما قال كيليطو.
غير أن كيليطو تساءل، بعد أن أورد هذه التوضيحات، قائلا: «هل يمكن أن نكتب من دون أن يكون هناك تكرار». وللإجابة عن هذا السؤال، لجأ كيليطو، كما هي عادته، إلى بعض الإعلام المفضلين لديه، ليقول إنه عندما كان يقرأ باختين وبوخريص، كان يغتاظ منهما، لأنهما كانا يكرران أفكارهما، وليشير كذلك إلى أنه كان يتمنى ألا يكرر نفسه عندما يصبح كاتبا. وفي هذا الصدد، كشف كيليطو عن «تناقض» صارخ، حينما قال إن تجنب التكرار يعني التوقف عن الكتابة. إذ لا يمكن، حسب رأيه، «أن تكتب إلا إذا كررت نفسك أو الآخرين».
جدير بالذكر أن اللقاء، الذي شهد تفاعلا كبيرا بين كيليطو والحاضرين، شهد مداخلة افتتاحية للناقد ناظم عبد الجليل، توقف فيها عند أهم مميزات كتابات صاحب «حصان نيشته»، وكذا مجالات اهتماماته الأدبية والنقدية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره
0 التعليقات :
إرسال تعليق