خمسة أفلام غيرت التاريخ ترجمة- خالد قاسم
يرى الممثل "ستانلي باكستر" أن فيلم القلب
الشجاع هو السبب في استفتاء استقلال اسكتلندا، لكن ماهي الأفلام الأخرى التي غيرت العالم؟
لم يكن كل هذا القلق السياسي والشك الاقتصادي بشأن
استفتاء اسكتلندا ليحصل أبداً لولا ذلك المزعج "ميل غيبسون". لكن هذه وجهة
نظر الكوميدي ستانلي باكستر على أي حال، والذي يقول أن العِداء الاسكتلندي تجاه الانكليز
لم يكن ليحدث بدون ذلك الفيلم المثير.
أُنتج القلب الشجاع في العام 1995 ويصف حرب استقلال
اسكتلندا في القرن الثالث عشر ضد انكلترا لكنه يحوي أخطاء تاريخية مثل التنورات الأسكتلندية
والتي لم تظهر الى الوجود الّا بعد ذلك التاريخ بثلاثة قرون. لكن من دون شك أن صرخة
المحارب في القلب الشجاع تقف وراء الضغط باتجاه استقلال اسكتلندا بعد عشرين سنة من
ظهور الفيلم. وتماشياً مع فرضية باكستر التاريخية، نذكر خمسة أفلام أخرى ربما ساهمت
في تغيير التاريخ:
جيمس بوند
يذكر بعض الناس أن الحرب الباردة قد خضعت الى قتال
أيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية وحرب دولية مربكة وتهديد ثقيل للقنبلة الهيدروجينية.
لكن من عاش في ذلك قد نجا من أزمة الصواريخ الكوبية في تشرين الأول 1962، أي قبل سنة
من ظهور فيلم جيمس بوند "من روسيا مع الحب" في العام 1963. ويبدو أن عالم
الكاتب "يان فليمنغ" الفاتن المليء بحوادث الاختطاف والتجسس والعلاقة الغرامية
مع امرأة روسية جميلة قد جعل الحرب الباردة جيدة جداً ومن المؤسف انتهاؤها.
فيلم 2001
عندما شاهد ملايين الناس حول العالم "نيل ارمسترونغ"
وهو يسير أولى خطواته على سطح القمر، فلم يكونوا شاهدين على قفزة عملاقة للجنس البشري
فحسب ولكنهم بحثوا عن الحجر الضخم الأسود الذي يبلغ عمره أربع ملايين سنة. يصف فيلم
"2001: سبيس اوديسي" الحياة خارج كوكب الأرض والأحجار الضخمة السوداء، وهي
آلات صنعتها مخلوقات غريبة تؤثر على التطور البشري، على القمر.
فيلم أوشن 13
قبل انهيار مصرف "ليمان بروذرز" في أيلول
2008، ظهر فيلم "أوشن 13" النهم تجاه المقامرة والإنفاق المسرف والجشع. هل
هي مصادفة؟ ربما لا. ففي العام 2001 قدّم فيلم "أوشن 11" لنا عالماً مسموماً
بشراء ما يمكن تحمّل قيمته، ومن ثم كثّف فيلم "أوشن 12" الإنفاق في العام
2004، لكن أوشن 13 والذي ظهر في العام 2007 دفع الناس الى التصرف بجنون. اذ مع وجود
جورج كلوني وبراد بيت ومات دامون الذين تلاعبوا بالرهانات من أجل كسب 50 مليون دولار
بسهولة، فكيف يمكن للمصارف أن تقاوم؟ مصرف ليمان بروذرز كان عاجزا.
كوكب القردة
ربما حفّز الذوبان البطيء للجبال الجليدية والطقس
غير المتوقع البعض للتخلي عن عادة الوقود الأحفوري وتقليص الأكياس البلاستيكية. لكن
اذا كنًا صادقين فهل يجب علينا أن نشكر فيلم كوكب القردة لأنه أعطى هذه الحركة قوة
بقاء حقيقية؟ أفلام الرؤيا النبوئية تأتي وتذهب لكن مفهوم العالم الذي تحكمه القردة
حيث يجري صيد البشر لأغراض التسلية بينما يظهر تمثال الحرية محطماً، هو القوة الدافعة
الكبيرة التي تنقذ كوكبنا. ربما نترك الأرض في لحظة فوضى لكن لن نسمح للقردة مطلقاً
أن تحل مكاننا.
فيلم التواصل الاجتماعي
العبارة الخالدة التي ذكرها الممثل "جاستن
تيمبرليك": "مليون دولار ليست باردة. أتعرف ما هو الشيء البارد؟ مليار دولار"،
أرسلت آلاف المهووسين بالتكنولوجيا الى وادي السيليكون في تدافع من أجل ايجاد عالم
تتحول فيه مهارات القرصنة لديهم الى مصدر ثقة في الشارع بينما جرى الاعتراف أخيراً
بحافظات آلاتهم الحاسبة على أنها إكسسوارات عملية.
على الرغم من وجود فيسبوك عند ظهور هذا الفيلم في
العام 2010، لكن عالم التكنولوجيا انفجر منذ قيام "آرون سوركين" بإخراج الفيلم
الذي كلّف نحو 200 مليون دولار. هل كان تطبيق واتس آب يستحق مبلغ 16 مليار دولار وتطبيق
"دروب بوكس" 10 مليار دولار بدون فيلم التواصل الاجتماعي؟
اوليفيا غولدهيل ـ صحيفة ديلي تلغراف البريطانية
0 التعليقات :
إرسال تعليق