أدونيس: لا تحل مشكلات العرب إلا بفصل الديني عن السياسي والاجتماعي
رأى الشاعر أدونيس، الذي تعرض للانتقاد بسبب مواقفه، التي اعتبرت مراعية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أن «مشكلة تغيير النظام مشكلة ثانوية» في سوريا والأهم هو «تغيير المجتمع».
وأوضح أدونيس في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس في أبوظبي: أن «مشكلة تغيير النظام مشكلة ثانوية في حين أن المشكلة الجذرية التي نحتاج إلى حلها هي تغيير المجتمع، إذا كانت هناك قوى ثورية فعليها أن تغير المجتمع وليس الأنظمة».ومضى يقول: «لقد غير العرب الأنظمة الحاكمة منذ الخمسينات في كل من العراق وسوريا ومصر السودان والجزائر ومع ذلك لم يتحسن الواقع».
من جهة أخرى أكد الشاعر أن انتخابات الرئاسة المرتقبة في سوريا لن تضع حداً للحرب. مشدداً على أن «ليس هناك ما يحل مشكلات العرب وليس سوريا وحدها إلا شيء أساسي وهو الفصل الكامل بين الديني والاجتماعي والسياسي، الدين يهيمن سياسياً واقتصادياً، ولن تكون هناك حلول جذرية لا فيسوريا ولا في المنطقة إلا بذلك».
وقد ادى النزاع السوري منذ مارس 2011 إلى وقوع أكثر من 200 ألف قتيل.
وأتت تصريحات الكاتب والشاعر في افتتاح معرضه الفردي «معلقات» في غاليري سلوى زيدان الخاص في جزيرة السعديات في أبوظبي مساء الاثنين.
ويعتبر أدونيس واسمه الأصلي علي أحمد سعيد أسبر من أهم الشعراء العرب المعاصرين. وقد ورد اسمه مرات عدة كمرشح للفوز بجائزة نوبل للآداب.
ولد ادونيس في الأول من يناير 1930 في قرية قرب اللاذقية في شمال سوريا. ويقيم في فرنسا منذ العام 1985. وساهم في تجديد الشعر العربي المعاصر، وترجم الكثير من أعمال الكتاب والشعراء الفرنسيين.
وتعرض أدونيس لانتقادات من جزء من المعارضة والمثقفين السوريين لمواقفه التي اعتبرت مراعية للنظام السوري.
وأكد أدونيس: «مأخذي على الثورات العربية أنها شوهت الثورة وجمالها وحقيقتها، وهي كالأنظمة العربية تماما، المعارضة السورية والنظام السوري في نفس الموقع بالنسبة لي».
وطرح صاحب كتاب «الثابت والمتحول» امكانية تحقيق العلمانية في المنطقة العربية مثلما حققتهاالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا. وقال «لابد أن نعيد قراءة الموروث بشكل جديد قراءة حرة وتتيح المجال للتعددية. للفرد أن يؤمن كما يشاء أما الجامعة والعائلة والسياسة والدولة فلم تتدين؟».
ويستمر معرض أدونيس المنفذ بطريقة الكولاج على الورق وباستخدام الخط العربي، الى 19 يونيو (حزيران) المقبل. ويقدم فيه أدونيس تصورا معاصرا للمعلقات العشر لكبار الشعراء العرب في العصر الجاهلي، التي كتبت بماء الذهب وعلقت داخل الكعبة باعتبارها الأكثر بلاغة. وهي قصائد طويلة لكل من أمرؤ القيس وطرفة بن العبد وحارث بن حلزة وعنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص والاعشي. ويضم المعرض أعمالا أخرى متفاوتة الأحجام تراوح أسعارها بين 6500 و45 الف دولار.
وأوضح أدونيس لوكالة فرانس برس قائلاً: إن «فترة ما قبل الإسلام تهمني كثيراً، وخصوصا الشعر، لأنها تعبر عن عمق ما لدى العرب قبل الاسلام».
والمعرض تحية للتعبير عن الحرية والمغامرة والإبداع، وهو تحية أيضا للقيم التي تمثلها المعلقات العشر، ففي هذه المعلقات العشر ما يمكن أن نتحاور معه اليوم مثل الحرية والفردانية والعلاقة مع الجماعة والعلاقة بين الإنسان والإنسان».
0 التعليقات :
إرسال تعليق