الشيخ عبد الكريم الصادقي

الشيخ عبد الكريم الصادقي
" والله إن الله لازال يرعى الملحون"
بهذه الجملة قدم الأستاذ الجليل الشيخ الحاج أحمد سهوم مترجمنا الشيخ عبد الكريم الصادقي الفيلالي المزداد سنة 1953بتلمسان بحي سيد الحلوي بالجزائر الشقيقة، تولع بفن الملحون منذ نعومته بحيث أحس بميول جارف نحو هذا الأدب الرفيع الذي يعتبره أرقى أنماط الأدب الشعبي المغربي على الإطلاق. هذا الميول جعله يواضب على سماعه واستعاب نصوصه وأساليب أدائه مما حدا به الى البحث عن قصائد شغف بها وبمضامينها كيف لا وهو ابن تافيلالت مهد الملحون ومعقل رجالاته ومشتل فحوله. تتلمذ شيخنا على يد الشيخ محمد ولد لالة عيشة، أب الفنان مولاي المكي العواد البلدي، ثم الشيخ با الحبيب وكان قلالا في تروين "صانع الخوابي الطينية" هذا الشاب الموهوب بالفطرة بدأ بحفظ بعض القصائد التي كانت رائجة يومها، وبتوجيهات من شيوخه وإرشاداتهم بدأت تتفتق موهبة عبد الكريم الصادقي في الإنشاد، وهو الذي حباه الله بصوت عذب سجي، وفصاحة قل نظيرها في وقته كل هذا أهله الى البروز في الساحة الفيلالية في وقت مبكر وبشكل كبير. تعلم العزف على آلة السوسان سنة 1966 بعد اقتنائه لهذه الآلة، ثم على آلة البانجو ، ثم آلة العود والذي اقتناه بمعية الشيخ بلعيد السوسي رحمه الله. وبعد التفنن في العزف وتكوين أول مجموعة له لعزف وإنشاد قصائد الملحون التي كان اقتناؤها ليس بالأمرالسهل وقتها، بدأ عبد الكريم الصادقي يفكر في قرض الشعر ولم لا وهو يحفظ الكثير من القصائد هنا جاءته فكرة نظم الشعر، زائد لقاؤه بالحاج أحمد سهوم بمدينة سلا وإنشاده لرائعة الحاج احمد الطربلسي رحمه الله قصيدة * الغفار * والتي هي من مرمة °بحر° المبيت الثلاثي قياس الباكي للتهامي المدغري، أمام هذا الهرم بمقهى با عبد سلام المعتدر الفيلالي هذا المقهى الذي اعتبره أول نادي لرجالات الملحون بالمغرب، قلت أنشدها فاطرب الحاج سهوم بإنشاده فقال قولته التي بدأنا بها ترجمة هدا الشيخ المبدع. قال في حقه صنوه الشيخ الاستاذ عبد العلي الفيلالي: الشيخ سيدي عبد الكريم الصادقي مثال لشيخ الملحون أدبا وأخلاقا وإبداعا التقيت به مرة بفاس فأعجبت به أشد الإعجاب واستمعت إليه في قصيدة عويشة فهزني طربا حفظه الله ورعاه. وفي حقه يقول الفنان سعيد مفتاحي: الفنان الشيخ العزيز على قلبي بأخلاقه السامية , و صنعته في الأداء الملحوني الرائع سيدي عبد الكريم الفيلالي الفاضل, هذا ليس بغريب على فيلالة الأحرار وعلى شرفاء المغرب الحبيب حفظهم الله ورعاهم " . الذي كان له قصب السبق في إدخال السرابة إلى تافيلالت. وتكررت لقاءاته بالحاج سهوم الذي توسم فيه الخير ونصحه بحفظ الكثيرمن النصوص حتى يتمكن من قول الشعر وفعلا تفتق موهبته بأول باكورة من نظمه سنة 1980 في التوسل تقول لازمتها :
يالغابط ثبتْ عقلك كون راضي ارضى بْما اعطاك المولى حق في اقسمْـتو
وبعد اطلاع الحاج أحمد سهوم عليها وكانت القصيدة على حرف الدال صحح له راوي اللازمة ليصبح هكذا:
يالغابط ثبتْ عقلك يالرادي. فقال له يالفيلالي" اهز وراقك الله ايوفقك راك مطبوع"، وكان هذا القول بمثابة نيشان على صدر الشيخ عبد الكريم، كيف لا وهو من أحمد سهوم وما أدراك ما سهوم. شيخنا غزير الإنتاج سواء بالنسبة للقصائد التي سجلها والتي تفوق 300 قصيدة متنوعة لمجموعة من فحول شعر الملحون ،أو القصائد التي هي من نظمه وهي الأخرى كثيرة ومتنوعة الأغراض والقياسات. زرته بمدينة فاس أخيرا فكان كريما معي بحيث أمدني بنسخة أصلية من ديوانه الذي يحتوي على ما يفوق 30 قصيدة.
مكناس في 11.11.2013 شماس نورالدين
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار