احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف تنظم حركة التوحيد
والإصلاح وجمعية مغرب الفن، يوم السبت 8 فبراير 2014 ابتداء من الساعة الرابعة بعد
الزوال بمسرح محمد الخامس بالرباط، الدورة الرابعة للمهرجان الفني " مغرب المديح
" بمشاركة المطرب فؤاد الزبادي وفريق النور للموسيقى والموشحات بالإضافة الى فرقة
التخت العربي الفضي الأصيل برئاسة المايسترو نبيل أقبيب .
ويتضمن برنامج هذا المهرجان الفني تكريما للشاعر
الكبير محمد علي الرباوي والفنانة القديرة فاطمة وشاي .
فيما يلي ورقة تعرف بمسار الممثلة المسرحية والتلفزيونية
والسينمائية فاطمة وشاي:
فاطمة وشاي: مسار ممثلة كبيرة
أضحت الممثلة الكبيرة فاطمة وشاي جد معروفة ومألوفة
لدى الأسر المغربية من خلال مشاركاتها المستمرة في السلسلات التلفزيونية الشعبية الناجحة
" حديدان " و " رمانة وبرطال " ، من توقيع المخرجة فاطمة بوبكدي
، وفي برنامج " مداولة " الأسبوعي ، من اخراج ناصر لهوير وإعداد وتقديم القاضية رشيدة أحفوظ ، وفي غيرها من الأعمال الفنية المختلفة
، وأصبحت لها شعبية جد واسعة داخل المغرب وخارجه بفضل حضورها المتميز في العديد من
المسرحيات والأفلام السينمائية والتلفزيونية والمسلسلات وغيرها ... وهذه الشعبية الواسعة
لم تأت من فراغ وذلك لأنها جاءت نتيجة عمل دؤوب وتعلم مستمر ومثابرة دائمة ، ولعل الوسط
العائلي المنفتح على الفنون والآداب الذي تربت فيه ، والتكوين الذي تلقته بالدار البيضاء
داخل المعهد البلدي للموسيقى والرقص والفن المسرحي ، والانطلاق من مسرح الهواة منذ
طفولتها في اواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ، والارتباط في منتصف
الثمانينات بزوج فنان (الاعلامي والقاص والكاتب والمخرج المسرحي محمد شهاب ) هي العوامل
الأساسية التي صقلت موهبتها الفطرية في التشخيص وأدخلتها عالم الاحتراف من أبوابه الواسعة .
ولدت فاطمة وشاي يوم 3 دجنبر 1955 بحي لقليعة بمدينة
آسفي ، وترعرعت داخل أسرة تعشق الفنون حيث كان أبوها الفقيه ، المحب للموسيقى وشاعر
الملحون ، يصطحبها معه وهي طفلة أو يافعة لمشاهدة الأفلام السينمائية والمسرحيات والاستمتاع
بنغمات وأغاني الحفلات الموسيقية . ومن هنا تربى لديها عشق كبير للفن وتولدت فيها رغبة
عارمة لاقتحام عوالمه وفضاءاته . وعندما لاحظ والدها ميلها المبكر لفن التشخيص سجلها
بمعهد الفن الدرامي بالبيضاء سنة 1973 وكان يرافقها اليه ذهابا وإيابا . في هذا المعهد
تلقت تكوينا رصينا على امتداد سبع سنوات (من 1973 الى 1980) الى جانب زملاء لها في
الدراسة نذكر منهم على سبيل المثال حميد برودان وعلي أصمعي وبوشعيب الطالعي وحسن فولان
وغيرهم ، وكان يؤطرهم آنذاك ، نظريا وعمليا ، فنانون وأساتذة كبار من عيار فريدة بورقية
وأحمد الصعري والراحلين محمد الركاب وفريد بنمبارك وغيرهم .
أثناء دراستها بالمعهد المذكور شاركت فاطمة وشاي
سنة 1975 كممثلة في فيلمين سينمائيين أمريكيين ، صورا جزئيا بالمغرب ، هما " عودة
الفهد الوردي " من اخراج بلاك ادواردز
و " الرجل الذي أراد أن يكون ملكا " لجون هيوستن (وهو فيلم شارك فيه
ممثلون مغاربة آخرون و على رأسهم الراحل العربي الدغمي ) . ولم تمثل هذه المشاركة بالنسبة
لوشاي أول وقوف لها أمام الكاميرا ، بل سبقتها مشاركة في فيلم تلفزيوني مغربي من توقيع
المبدع الراحل محمد الركاب سنة 1973 بعنوان " شبح العاشق " كتب له السيناريو زميلها في الدراسة حميد برودان .
والملاحظ أن المسيرة الفنية لفاطمة وشاي قد انطلقت
أولا من المسرح حيث شاركت كممثلة هاوية أو محترفة وهي صغيرة السن في مجموعة من الأعمال
نذكر منها المسرحيات التالية : " قيس العبدي وليلى الدكالية " لحميد نوجدة
سنة 1965 و " مسامر الميدة " (1967) و " لحكيم قرفوح " (1968)
و " الزوج الخائن " (1969) لشعيب رشاد . كما شاركت في ملحمة " مولاي
ادريس " سنة 1973 من اخراج عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي ومسرحيات
" سوء التفاهم " (1974) تاليف الطيب لعلج واخراج حميد برودان و " المراية
" (1975 ) للراحل محمد الركاب و " أين الرؤوس ؟ " (1976) للراحل حوري
الحسين و " حكاية مريم " (1977) لمصطفى الشتيوي و " البغلة هذا شهرها
" (1978) للراحل مصطفى سلمات ...
بعد تخرجها من معهد الدار البيضاء شاركت في المسلسل
التلفزيوني " كلها وحرفتو " من اخراج أحمد حيضر سنة 1981 وفي الفيلمين السينمائيين
المغربيين " الزفت " (1984) من اخراج الطيب الصديقي و " غراميات
" (1986) من اخراج لطيف لحلو ، كما شاركت في ملحمة " نحن " من اخراج
الطيب الصديقي سنة 1986 ومسرحية " ترابي النصارى " من اخراج زوجها الفنان
محمد شهاب سنة 1986 و " أضواء وأصوات " للطيب الصديقي سنة 1989 وغيرها .
وبحلول عقد التسعينات وما بعده تكثفت مشاركاتها في الأعمال السينمائية والتلفزيونية
والمسرحية بوثيرة أسرع من وثيرة الثمانينات وتنوعت أدوارها في مختلف الأعمال ، وهكذا
شاهدناها سينمائيا في الأفلام الفرنسية الثلاثة
" ليلة القدر " (1992) للمخرج نيكولا كلوتز و "الفيس عزيز
" (1996) للمخرج فريدريك كوبان و " قضية أجنبية " (2010) لفانسانزو
مارانو والفيلم البلجيكي " البارونات " (2009) من اخراج نبيل بن يدير، وفيلم
" ولد بمكان ما " لمحمد حميدي (2012)
، كما شاهدناها في الأفلام المغربية القليلة التالية : " المطرقة والسندان
" (1990) لحكيم نوري و " عرس الآخرين
" (1990) لحسن بنجلون و " الطفولة المغتصبة " (1993) لحكيم نوري و
" ياريت " (1993 ) لحسن بنجلون و " أوشتام " (1998) لمحمد اسماعيل
و " محاكمة امرأة " (2000) و " شفاه الصمت " (2001) و " درب
مولاي الشريف " (2004) لحسن بنجلون و " سميرة في الضيعة " (2007) للطيف
لحلو و " طريق العيالات " (2007) لفريدة بورقية و " نامبر وان
" (2008) لزكية الطاهري و " آلو 15 " (2010) لمحمد اليونسي ...
أما الأعمال التلفزيونية التي ساهمت بقدر كبير في
انتشارها وتكريس شعبيتها الواسعة ، على عكس السينما التي لم تعطها لحد الآن الأدوار
الملائمة والفرص الكافية لتفجير طاقاتها الكبيرة في التشخيص ، فعددها كبير نذكر منها
بالخصوص المسلسلات التالية : " خمسة وخميس " (1990) و " حوت البر
" (1992) لفريدة بورقية و " ظلال الماضي " (1994) لمحمد عاطفي و
" كواليس " (1995) و " لا تبحثوا عني " (1997) لمصطفى الخياط و
" ذئاب في دائرة " (1997) لشكيب بنعمر و " سرب لحمام " (1998)
لمحمد عاطفي و " أبواب النافذة " (1998) لمصطفى فاكر و " المصابون
" (1999) لمحمد عاطفي و " دواير الزمان " (2001) لفريدة بورقية و
" كلها يلغي بلغاه " (2001) لمحمد مكوار و " نساء آل الرندي "
(2002) لشكيب بنعمر و " الكمين " (2004) لفاطمة بوبكدي و " موعد مع
المجهول" (2005) لحسن الواحدي و
" وجع التراب " (2006) لشفيق السحيمي و " المارقون " (2006) للمخرج
السوري اسماعيل نجدت أنزور و " رمانة وبرطال " (2007) لفاطمة بوبكدي و
" رحيمو " (2007) لاسماعيل السعيدي و " المجدوب " (2009) لفريدة
بورقية و " حديدان " (2010) لفاطمة بوبكدي و " تورية " (2010)
ليونس الركاب ...، والسلسلات والسيتكومات التالية : " الحيلة أحسن من العار
" (1996) لمصطفى الخياط و " أنا وخويا ومراتو " (1999) و " زايد
ناقص " (2001) لناصر لهوير و " الشن الطن " (2001) لرضوان القاسمي و
" شكون هي ؟ " (2002) لمحمد ليشير و" لالة فاطمة " (2002) لعلي
الطاهري و " عائلة السي مربوح " (2004) لحسن الواحدي و " البعد الآخر
" (2005) لمحمد كغاط و " عائلة محترمة جدا " (2006) لكمال كمال و
" دار لخواتات " (2006) لعبد الصمد دينية و " شريكتي مشكيلتي
" (2007) لفاطمة الجبيع و " العقبة ليك " (2010) لياسين فنان و
" سولو حديدان " (2011) لفاطمة بوبكدي و حوالي 200 حلقة من برنامج
" مداولة " من 2006 الى 2011 ...هذا بالاضافة الى الأفلام التلفزيونية التالية
: " رحيل البحر " (2003) لفريدة بورقية و " شظايا الماضي "
(2003) لعبد الكريم الدرقاوي و " المعلمة " (2003) لمصطفى الخياط و
" الدم المغدور " (2003) لعادل الفاضلي و " الطريق الصحيح "
(2004) لعبد الكريم الدرقاوي و " خريف الأحلام " (2004) لحميد بناني و
" القسم 8 " (2004) لجمال بلمجدوب و " أصدقاء من كندا "
(2005) و " الشاوش " (2005) لمحمد كغاط و " موسم جاف " (2005)
لرضوان القاسمي و " فجر جديد " (2006) لحميد بناني و " الحي الخلفي
" (2006) لفريدة بورقية و " بوشعيب أبو السعود " (2006) لعبد الكريم
الدرقاوي و " الباحث " (2007) لجمال بلمجدوب و " النوارس "
(2008) لطارق بن ابراهيم و " بوكيوض " (2008) لفاطمة بوبكدي و " الزبير
وجلول " (2009) لهشام الجباري و " حمرا خضرا " لجيهان البحار ...
لقد تميزت الفنانة فاطمة وشاي في تشخيصها للعديد
من الأدوار (الزوجة والأم والجدة والحماة ... ) على امتداد ما يقارب نصف قرن من العطاء
، وكان حضورها قويا أمام كاميرا التلفزيون سواء في دور المرأة المغلوبة على أمرها
(فيلم " الحي الخلفي " ومسلسل " دواير الزمان " من اخراج فريدة
بورقية ، نموذجين) أو في دور المرأة الشريرة والمتسلطة (مسلسل " ثورية "
ليونس الركاب نموذجا ) أو في غيرها من الأدوار الكوميدية وغير الكوميدية التي شخصتها
بعفوية وتلقائية في المسرح والسينما والتلفزيون .
ننتظر أن تتاح لها في السينما المغربية نفس الفرص
والأدوار ، كما في التلفزيون والمسرح ، الذي لازلنا نتذكر صولاتها وجولاتها على ركحه في أعمال كثيرة نشير منها الى ما يلي
: " اسمع يا عبد السميع " (1990) تاليف عبد الكريم برشيد واخراج محمد شهاب
و " الغولة " (1999) لمحمد شجري و " اشعيبة يا وليدي " (2001)
لمحمد شهاب و " فوق السلك " (2003) و " رقية البحرية " (2005)
و " خالتي قنبولة " (2007) لميلود الحبيشي و " الوسيط " لمصطفى
تاه تاه ومحمد شهاب و " حاني راسو (2011) لادريس السبتي ... فتحية لها ولزوجها
ولأسرتها الصغيرة والكبيرة بمناسبة هذا التكريم المستحق .
فاس : أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق