الملتقى الوطني الثالث لسينما الهامش بجرسيف : استمرارية وتطور
تأكد بالملموس لكل من تابع فقرات برنامج الدورة الثالثة للملتقى الوطني لسينما الهامش ، المنظمة بفضاءات متنوعة بجرسيف من 13 الى 15 مارس 2015 ، أن ادارة الملتقى المكونة أساسا من أعضاء ومسيري جمعية الشاشة الفضية والمتعاونين معهم قد نجحت في تنفيذ جزء كبير من البرنامج الذي تم الاعلان عنه عبر وسائل الاعلام المكتوبة والإلكترونية وغيرها .
افتتاح ناجح وتنشيط جميل :
وهكذا امتلأت قاعة المسبح البلدي في حفل الافتتاح عن آخرها بضيوف المهرجان وممثلي السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وعلى رأسهم السيد عامل الإقليم والوفد المرافق له وجمهور محلي مكثف (رجالا ونساء) أغلبه من الشباب ، جاؤوا جميعا لدعم هذه التظاهرة السينمائية الفتية بالإقليم والاحتفاء بضيوفها وعلى رأسهم الممثل القدير حميد نجاح والممثلة المتألقة نادية نيازي والمخرج الممثل محمد قيسي والنقاد السينمائيون عز الدين الخطابي وإدريس القري وفريد بوجيدة وغيرهم ...
ومما أضفى جمالية ملحوظة على حفل الافتتاح ، الذي انطلق في الرابعة والنصف من عشية الجمعة 13 مارس ، التنشيط المبدع للشاعرة صباح الدبي وصوتها الجميل وكلماتها المختارة بعناية فائقة وانتقالها بسلاسة من فقرة لأخرى من فقرات برنامج حفل الافتتاح .
انطلق الحفل بكلمة الجمعية المنظمة ألقاها رئيس الملتقى الأستاذ عبد العالي لخليطي ، الذي رحب بالحاضرين وشكر الجهات والمؤسسات الداعمة ماديا واعلاميا ولوجيستيكيا ، مؤكدا على أن ملتقى جرسيف السينمائي يشكل فضاء مناسبا للتلاقح الثقافي وتبادل التجارب والخبرات بين المبدعين والمثقفين والجمعويين تكريسا لقيم الديموقراطية والحوار وترسيخا لثقافة الاعتراف . وأشار في ختام كلمته الى أن مخطط جمعية الشاشة الفضية بجرسيف يرمي الى خلق أندية سينمائية بالمدارس ودعم المبدعين الهواة والرفع من عدد المنخرطين في الجمعية وأنشطتها المختلفة . وبعد الإستماع إلى أغنية ممتعة لحنا وأداء وكلمات تم تكريم الممثلة المبدعة نادية نيازي (زوجة الفنان يونس ميكري) والناقد السينمائي عز الدين الخطابي اللذان تسلما من يد السيد عامل الإقليم ذرعي التكريم وهدايا رمزية واستمعا إلى شهادة في حقهما ألقاها الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي . وفي كلمتيهما بالمناسبة شكر المكرمان كل من فكر وساهم في الإحتفاء بهما وبعطاءاتهما وتمنيا المزيد من التألق لملتقى جرسيف الوطني لسينما الهامش .
وبعد عرض شريط فيديو تضمن لقطات من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية ، تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم المكونة من الممثل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني حميد نجاح والأستاذة والمخرجة إحسان بودريك والممثل والمخرج محمد قيسي والدكتور عز الدين الخطابي ، رئيس اللجنة ، الذي أعلن عن انطلاق الدورة الثالثة للملتقى . ومباشرة بعد عرض فيلم الإفتتاح القصير " غادي نكمل " من إخراج رشيد زكي نظم حفل شاي على شرف ضيوف الملتقى ، تلاه مباشرة عرض أفلام المسابقة بحضور مخرجيها أو من ناب عنهم .
ندوة " الأدوار التنموية لسينما الهامش " :
احتضنت القاعة الكبرى لدار الثقافة ، ابتداء من العاشرة والنصف من صباح السبت 14 مارس ، أشغال ندوة الملتقى التي تمحورت حول موضوع " الأدوار التنموية لسينما الهامش " والتي نشطها باقتدار ملحوظ الأستاذ والباحث هشام المكي وشارك فيها بمداخلتين قيمتين الباحث السينمائي فريد بوجيدة (أي دور للسينما في التنمية ؟) والناقد والكاتب والمترجم إدريس القري (بين الهامش والتهميش : مركزية السينما في الفعل التنموي) . تم التطرق عموما في هذه الندوة الفكرية وما تلاها من نقاش إلى إشكالية العلاقة الجدلية بين السينما والتنمية ، من خلال التفاعل الواضح بين المجتمع والسينما ومساهمة هذه الأخيرة في تسليط الأضواء على قضايا الهامش ، مع مناقشة بعض المفاهيم المركزية كالتنمية والهامش وسينما الهامش والإشارة إلى الأدوار المختلفة للسينما عبر المراحل التي يمر منها المجتمع والشروط التي ينبغي توفرها في الأعمال السينمائية ليكون لها بالفعل دور تنموي داخل المجتمع .
ورشتان تكوينيتان :
نظمت صباح الجمعة 13 مارس بفضاءات دار الشباب علال بن عبد الله ورشتان تكوينيتان الأولى حول التصوير السينمائي أطرها الأستاذ شرف بن الشيخ ، والثانية حول إخراج فيلم وثائقي أطرها المخرج ربيع الجوهري . وقد استفاد من هاتين الورشتين مجموعة من الطلبة والتلاميذ والأساتذة والفاعلين الجمعوين والمهتمين .
كما شهدت ساحة بئر إنزران صباح السبت 14 مارس حصة تطبيقية في التصوير السينمائي تخص تموضع الممثلين والكاميرا والإضاءة وغير ذلك من التقنيات.
عروض المسابقة الوطنية :
شهدت قاعة المسبح البلدي ابتداء من السادسة من عشية الجمعة 13 مارس عرض الأفلام القصيرة المتبارية على جوائز المسابقة الوطنية (جائزة العمل المتكامل ، جائزة الإخراج ، جائزة السيناريو) وعددها عشرة بحضور مخرجيها أو من ناب عنهم وهي : " ثلاث نقط " لبدر الخناشر (من جرسيف) و " آش كاين ؟ " لحميد عزيزي (من بني ملال) و " الطاحونة " لعبد الله مريمي (من جرسيف) و " المحروم " لتوفيق إغزر (من إيموزار كندر) و " الدائرة " لمحمد مرنيس (من طنجة) و " بريق أمل " لنادية التازي (من فاس) و " الفاكهة المحرمة " لنورى أزروال (من ميدلت) و " الظرف " لمراد عباري (من برشيد) و " صراع " للخضر الحمداوي (من وجدة) و " أنين الربيع " لفاطمة المعتوكي .
عروض سينمائية موازية :
تم ليلة الخميس 12 مارس الجاري ، بداخلية ثانوية الزرقطوني وداخلية إعدادية الجاحظ بالجماعة القروية صاكة ، عرض أفلام قصيرة وطويلة لفائدة تلامذة هاتين المؤسستين التعليميتين لإشراكهم في هذا العرس السينمائي السنوي . كما تم عرض الفيلم الروائي الطويل " أندرومان " من إخراج عز العرب العلوي ، يوم الأحد 15 مارس الجاري ابتداء من العاشرة والنصف صباحا بدار الثقافة ، قبل توزيع شواهد المشاركة في الورشتين التكوينيتين .
أنشطة موازية :
بالاضافة الى ما سبق تم تنظيم عروض بالهواء الطلق (ساحة بئر انزران ) لأفلام قصيرة وطويلة ، ومعرضا للصور القديمة لمدينة جرسيف (بدار الثقافة) وآخر للكتب السينمائية بمشاركة الكتبي حسن بن عدادة من فاس (بدار الشباب والمسبح البلدي) طيلة أيام الملتقى . كما تم في حفل الإختتام تكريم النوادي السينمائية المدرسية وكل الفاعلين في إنجاح دورة 2015 للملتقى .
التفاتة إنسانية :
تم صباح اليوم الثاني للملتقى تنظيم زيارة لمركز تصفية الدم للتواصل بين وفد من ضيوف الملتقى ومرضى القصور الكلوي تخفيفا عنهم ودعما لهم في مواجهة محنتهم مع المرض .
حفل الاختتام والاعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز المسابقة :
تم في حفل اختتام الدورة الثالثة للملتقى الوطني لسينما الهامش بجرسيف عشية السبت 14 مارس الاعلان عن نتائج المسابقة الوطنية للأفلام القصيرة التي جاءت على الشكل التالي :
جائزة العمل المتكامل وجائزة الإخراج : فاز بهما فيلم " الفاكهة المحرمة " من إخراج نورى أزروال ، جائزة السيناريو : كانت من نصيب المخرج حميد عزيزي عن فيلمه " آش كاين ؟ " . ولم يفت لجنة التحكيم التنويه بتشخيص فوزية الغندور (في دور الأم) وسمير الزرهوني (في دور الشاب العاطل) في فيلم " صراع " و بالتوظيف الجيد لتقنيات الصوت والصورة في فيلم " الدائرة " .
دورة ناجحة رغم كل شيء :
يمكن القول إجمالا بعد استعراض المنجز من فقرات الدورة الثالثة للملتقى الوطني لسينما الهامش بجرسيف أن جمعية الشاشة الفضية وشركاؤها والمتعاونون معها قد كسبوا الرهان وأبانوا عن مقدوراتهم في التخطيط والتنفيذ . فدورة 2015 كانت ناجحة بكل المقاييس لأنها استقطبت جمهورا كبيرا في حفلي افتتاحها واختتامها وفي عروض مسابقتها الوطنية وغيرها ، كما جلبت العديد من عشاق السينما وثقافتها (كبارا وصغارا) للاستفادة من ورشاتها التكوينية واستضافت وجوها سينمائية وتلفزيونية ومسرحية مغربية وغيرها في زيارتها الأولى للمدينة . ورغم الهفوات التنظيمية البسيطة ، التي يمكن تداركها في الدورات القادمة ، والتغييرات الطارئة في بعض المواقيت والفقرات ، التي لا يخلو منها أي مهرجان أو ملتقى سينمائي بالمغرب ، وغياب بعض الضيوف المدعوين لأسباب خارجة عن ارادة المنظمين وغير ذلك من النواقص ، يمكن الجزم أن الدورة الثالثة لهذا الملتقى الفتي قد شهدت تطورا ملحوظا شكلا ومضمونا مقارنة مع الدورتين السابقتين .
أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق