قراة في مؤلف
الكاتب محمد أديب السلاوي
ذ خديجة
بركات *
(رئيسة رابطة
الإبداع والتواصل العالمي)
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول
سبحانه وتعالى "ألم
تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين
بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يذكرون" صدق الله العظيم.
مساء
الخير
مساء
المحبة
مساء
الاحتفاء بأخ وصديق عزيز على كل من ارتشف من معينه، أخ سنحتفي به اليوم، بقراءة لمؤلف الكاتب محمد
أديب السلاوي."السياسة
الثقافية في المغرب الراهن
حين
نلتقي في هذا المحفل، الذي يجمع أفاضل الناس وأطايب الكلم فنتأهب للخوض في حياض
القول المنتقي، نغتسل فيه من درب الصمم، نزيل عنا كل الغشاوات، نرتدي رداء الصفاء.
فهذه هي حالتنا اليوم سمفونية حياة اسمها محمد أديب السلاوي الأندلسي، ما يحيرك
وأنت في لقاء مع الأديب والأستاذ سيدي محمد أديب السلاوي الأندلسي هو صعوبة تحديد
انشغالاته، إنه الكثرة في الوحدة، والجمع في صيغة المفرد... فما أن تطمئن إلى
الإعلامي الذي يضبط ويوضب، يفصح تلال الملفات والصحف بحس الصحفي الخبير الدقة
والتدقيق، لأن هذا الميدان لا يقبل الهفوات، تجد نفسك أمام الفاعل والمساهم
الثقافي في تحرير الصحف والمجلات: جريدة العمل- تونس/ جريدة الحياة لندن/ جريدة
الرياض-الرياض/ مجلة دعوة الحق-الرباط/ مجلة الحياة الفنية-الدار البيضاء/ مجلة
حوار باريس/ مجلة العربي والبيان الكويت/ جريدة الثورة بغداد. نعم من الإصدارات
الأدبية والفنية، إلى الإصدارات السياسية،
وهي التي يفاجئنا بها الفاعل السياسي الذي يروم الارتقاء بالمجتمع المغربي وانخراط
الرباط في المشروع في كتابه: (عندما يأتي الفساد/ دار الحدث) وكتاب السلطة
المخزنية، تراكمات الأسئلة دار الوطن/ الرباط، أية جهوية لمغرب القرن الواحد
والعشرين، دار الوطن/ الرباط، المسرح المغربي، جدلية التأسيس/ الرباط.
إن
محمد أديب السلاوي، الخيط الناظم للتنوع... يمكن أن تقرأ الرباط في ملامح الرجل
الذي انسل منسحبا من الكراسي كمستشار في عدة دواوين... مستشار إعلامي بديوان وزير
التعليم الثانوي والتقني، فمستشارا ومدير للتحرير بوكالة الطيران والفضاء
البريطانية، (الرياض-السعودية)، ومستشار بديوان وزارة المياه والغابات، وبوزارة
الصيد البحري، وبكتابة الدولة في التكوين المهني واللائحة تطول.
نعم
انسحب من الكراسي إلى التمدد في محبتنا له، هذا هو الرجل الأديب الذي ملأ حياته
بلا ضجيج، بالوقوف هادئا في مواجهة صخب البحر، يعارك موجه ليلا ونهارا، لينخرط فيه
إيمانا واختيارا.
فريد
وليس غيره الأستاذ والفيلسوف محمد أديب السلاوي، لا يزاحم أحدا على
"مساحة" ولا على "ثقافة". بإرادته وإصراره ينسج نسيجه
المتميز، كعادة الأنهار، ينزل من القمم بإصرار ليسقي السهول، انحدر محمد أديب
السلاوي من مدينة فاس ليصبح منذ طفولته ونعومة أفكاره رجل ممسك بزمام مسار حياته
وهو بمعية أمه الذي كان وحيدها ومريدها، حمل في صدره كبرياء القمم وإصرار الأنهار
على المضي قدما مهما صعبت المسالك، فشق مجراها بصبر وثبات، إذ لم يكن من السهل على
يافع مثله أن يلتحف أحلامه وينتعل طموحه، ويتعطر بوعيه الوطني المبكر، ويضرب في
الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب، يتعامل مع السياسة باعتبارها جسما اجتماعيا
مترامي الأطراف، يمتد على خارطة متشبعة بالمفاهيم الفلسفية واللغوية والسياسية.
في
منظوره محمد أديب السلاوي "السياسة الثقافية في المغرب الراهن "ليست فقط
إنجازا سياسيا محكوما بالزمان والمكان ,وإنما استراتيجية نابعة من صميم هوية وقيم
المواطن.إنها سلوك ينبض بقوته وضعفه,لأن الثقافة في نهاية المطاف هي الإحساس
بالذات الفردية والجماعية للأمة,
إن
الراهن الثقافي ,في نظره لا يكفي أن نصفه بالمتأزم,أوالمعقد أو المريض
أوالغير متوازن,إنه وضع عشوائي ,فوضاوي,لا يخضع لأي مقياس,لأنه لا يخضع لأي تخطيط
أواستراتيجية أو رؤيا سياسية أو إيديولوجية تستطيع تقويمه أوإصلاحه أو الوصول به
إلى بر الأمان,وهذا مايعني بوضوح,أن الحكومات المتعاقبة على عهد الإستقلال,لم
تستطيع حتى الان تحويل هذا الشأن الثقافي من شأن نخبة إلى شأن عام ,فشلت في توفير
بنية تحتية مؤهلة لهذا القطاع ,تستطيع الإقلاع الثقافي لتلعب الثقافة دورها في
التنمية البشرية
في
سياق هذا الموضوع,لا بد من تذكير الأستاذ أن كتابه هذا كان من الضروروي أن يشييراو
يقف ولو في عجالة عند الادوار التي يلعبها الكتاب المدرسي اليوم في ترويج المنتوج
الثقافي ,حيث مازال هذاالكتاب مشدودا إلى الثقافة الشرقيية,أحيانا,والثقافة
الغربية أحيانا أخرى ,لكني أعتقد جازمة أن كاتبنا الكبير وهويقتحم هذا المجال,لا
بد له وأن يعود إليه ليبحث في ما بقى من زواياه ومجالاته, وهي عديدة وكثيرة,
تبقى
السياسة على لسان المؤلف، هي صاحبة البيت الكبير في الحضارة الإنسانية من عهد
أفلاطون إلى عهد الألفية الثالثة. وبالتالي فإشعاع الأستاذ الأديب محمد السلاوي لم
يقتصر على الصعيد الوطني فحسب، بل شمل أيضا الساحة الدولية بإضاءاته هذه في
اقترابها من السياسة القافية، فالأمل كل الأمل أن تساهم هذه الإضاءات على حد قوله
في توضيح صورة هذا الكائن العظيم "السياسة" الذي يلعب المواطن الانسان
بإرادته أو بغيرها في ساحتها المترامية الأطراف.
خلاصة
القول، أن أديبنا وفيلسوفنا، استثناء في زمن الكائنات المتناسخة، إنه قانع في زمن
التهافت، لم يستثمر كفاحه للتباهي وتضخيم الذات، مؤمن بأن الوطنية التزام لا
بطاقة، تضحيات لا غنائم، عطاء لا ريع. إنه فاتح عهد جديد وطاقة لا محدودة وحضور
مهيب، فبوركت وبارك الله فينا جميعا وفي الذين نظموا هذه المشاركة الثقافية.
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
ذ خديجة بركات
عضو "العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان"
الكاتبة العامة
للمؤسسة المغربية للدراسات والأبحات في "علم الأنساب"
0 التعليقات :
إرسال تعليق