إقامة معرض الكتاب العربي لرفع الشعلة في وجه الظلمة

مؤتمر صحافي للنادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين: إقامة معرض الكتاب العربي لرفع الشعلة في وجه الظلمة

ي.ت

عشية افتتاح فعالياته مساء الثامن والعشرين من الجاري، وجرياً على عادته، عقد النادي الثقافي العربي بالتعاون مع نقابة اتحاد الناشرين مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة أمس للإعلان عن فعاليات المعرض، الظاهرة الثقافية العامة التي تتكرر سنوياً.

الحفل غابت عنه العديد من وسائل الإعلام المرئية وذلك الحشد الصحافي الكبير الذي لطالما رافق دورات مهرجان الكتاب الذي يشكل جزءاً مهماً من ذاكرة بيروت المدينة، مختبر الثقافات والفنون، ورد تأخر بعض وسائل الإعلام من التغطية صعوبة الانتقال إلى مكان نقابة الصحافة مع الإجراءات الأمنية المشددة والحواجز التي تمنع وصول العام إلى المكان، بفعل إجراءات الحماية في قصر عين التينة والذي تحوّل إلى ما يشبه ملكية خاصة! بأي حال عقد المؤتمر الصحافي بحضور جورج سكاف ممثلاً نقيب الصحافة محمد بعلبكي وسميح البابا رئيس النادي الثقافي العربي ونبيل عبدالحق نائب رئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان وسط جمهرة من المثقفين وأصحاب دور النشر وبعض الإعلام.

كلمة ترحيب باسم جورج سكاف وإشادته بالتظاهرة الثقافية تلتها كلمة رئيس النادي الثقافي العربي ركّز فيها على أن الكتاب هو باب في مواجهة الظلمة وباب إلى الحرية وثقافة الانفتاح.

... «لقد غدا معرض الكتاب وللسنة الثامنة والخمسين على التوالي عيداً للكتاب واحتفالاً به بل لا نبالغ إذا قلنا بأنه اصبح مهرجاناً ثقافياً سنوياً يقام في مدينة بيروت. وكما ناضلت بيروت طوال تاريخها على هذا النسيج الاجتماعي الراقي والذي يعتبر نموذجاً وقدوة . ناضل معرض بيروت أيضاً طوال تاريخه عبر كوكبة من الفدائيين المتطوعين ليثبت أن الثقافة ثابتة في مواقعها أمام صروف الدهر ومصائب الأيام، ذلك بأنها تعبر عن توق الناس إلى المعرفة والى حرية الرأي والرأي الآخر.

ويمر هذا المعرض اليوم في ظروف عصيبة أيضاً إذ إن كامل المنطقة من حولنا تغلي بفعل البراكين التي انفجرت في كل مكان دفعة واحدة وما زال لهيبها في اتساع وتنام.

ومع ذلك كله يصر النادي الثقافي العربي على إقامة هذا المعرض لرفع الشعلة في وجه الظلمة نثبت مرة أخرى بأننا نحن رفاق الكتاب ثابتون في مواقعنا ولن نتراجع ولأننا نؤمن بأن الكتاب هو بابنا إلى الحرية والى ثقافة الانفتاح»..

وأضاف: لقد بلغ عدد دور النشر اللبنانية 167 داراً ودور النشر العربية 56 داراً كما اشتركت ايضاً الدول العربية التالية: المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، لبنان والعراق.

بالإضافة إلى اشتراك مؤسسات الأبحاث والجامعات اللبنانية والعربية. كما يتضمن المعرض نشاطات ثقافية متعددة الوجوه فهناك المحاضرات والندوات والأمسيات واللقاءات تتناول مختلف جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى عروض فنية متنوعة وتكريم شخصيات فكرية رفيعة المستوى وشخصيات فنية تركت تأثيرات جمة في حياتنا الثقافية والفنية. كما يشهد المعرض عشرات تواقيع الكتب الأمر الذي يشير إلى نجاح الكتاب كرمز للتقدم.

يستمر المعرض من 28 ت2 الجاري إلى 11 كانون الأول المقبل، ويفتح أبوابه من الساعة العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساء.

وألقى نبيل عبدالحق كلمة نقابة اتحاد الناشرين رحب فيها بالضيوف المشاركين من الدول العربية والعالم وزوار المعرض، مشيراً إلى أن لبنان «أثبت قدرته دوماً على تشجيع العطاء الثقافي والانفتاح الحضاري والعلمي، ليس فقط في العالم العربي، انما أيضا على الثقافات العالمية ضمن اطار حوار الثقافات . وتميّز لبنانيون بعطائهم الفكري في لغات أجنبية عدة ونال بعضهم جوائز دولية قيّمة.

وفي الوضع الصعب الذي تجتازه منطقتنا، نرى ان الكتاب الجيد ما زال يتجاوز العقبات مهما تعددت، واصدارات دور النشر اللبنانية المتقنة، طباعة ومحتوى، ما زالت موجودة في العالم العربي لتشهد أن للكتاب حيزاً كبيراً في عالمنا الحالي، والقراءة باقية حاجة للجميع.

هذه الحقيقة يجسدها معرض بيروت السنوي الذي يؤكد على تواصل لبنان الحضاري في مشروع ثقافي ضخم يخوضه «النادي الثقافي العربي» و»نقابة اتحاد الناشرين» خدمة للقارئ العربي وللمؤلفين والمبدعين وللناشرين وأصحاب المطابع».

أما لجهة نشاطات البرنامج الثقافي، فهي على سيولة ومنفتحة على التيارات والاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية كافة ولا يخلو الأمر من بعض المفارقات «السوريالية» في عناوين بعض النشاطات واختيار المشاركين فيها. لكن بالعموم البرنامج ينتظر حضوراً كبيراً ومشاركة واسعة في مهرجان الكتاب الذي صار جزءاً من نسيج المدينة بيروت وذائعة مختبر الثقافة العربي وعنواناً لصناعة الكتاب المزدهرة لبنانياً وفي السوق العربية، صناعة مقاومة على طريقتها أبقت على الرغم من كل الظروف القاسية على بيروت عاصمة ومطبعة الكتاب العربي وملامسة الوعي العام والفكر العام.

ثقافة و فنون