نظم فرع اتحاد كتاب المغرب ببني ملال الفقيه بن صالح أمسية قصصية ، احتفاء
بهذا الجنس الأدبي المتعدد والمتنوع . وذلك يوم السبت 3 ماي 2014 ، بالمركب الاجتماعي
بالفقيه بن صالح ، على الساعة السابعة مساء . قدم في البدء مؤطر اللقاء الناقد المحجوب
عرفاوي كلمة في شأن هذا الاحتفاء الرمزي بالقصة ، وهو في العمق احتفاء بالإبداع الذي
ينبغي التفاعل معه وربط صلة حياة ووجود مع الأدب بشكل عام . وبالتالي فهذه اللحظة تخليدا
لليوم الوطني للقصة في المغرب ، هي مناسبة للفت النظر لهذا الجنس الإبداعي الراصد للتحولات
ومآزق الذات والمجتمع . وتعزيزا لهذا الكلام ، قدم الأستاذ مسعود الجاحظ إضاءات في
مسيرة القصة كحكي يحضر في الحياة وفي كل الأنواع الأدبية الأخرى . فلابد أن يقص الشاعر
بطريقة ما داخل القصيدة ، والمسرحي يقص بدوره، لأنه لا بد من حكاية ، والسينمائي يقص
أيضا ولو داخل الصورة ، مما يدل على جوهر السرد في الحياة والخطاب..لكن ما يعاب الآن
على الساحة الأدبية والثقافية هو انتصار القصاصين لكتابة قصيرة خالية من المعنى وروح
القصة . فلا يمكن تصور قصة من سطر واحد كما يقول الأستاذ الجاحظ .
توالت بعد ذلك في قراءات ، أسماء قصصية لها مكانتها على مستوى التأليف
، وحضورها النوعي في المشهد القصصي مغربيا وعربيا
، ويتعلق الأمر بحميد ركاطة وحواريته
المشهدية الذي هو حائر في تجنيسها كما أكد، محمد فاهي وغوصه القصصي الذي يعمق المظاهر
والمنظور ، عبد الواحد كفيح في إبحار سردي متواصل في مناطق مسكوت عنها ، الشيء الذي
يقتضي الخلخة ولو من خلال المتخيل، في انتصار للقيم الإنسانية النبيلة في الواقع والفكر ، محمد أكراد الوريني واصطياد المفارقة في قالب
ساخر يعصف بترتيب الحقائق المترسب في المخيال الشعبي ، عبد الغني صراض الذي يشكل إقامته
القصصية كلوحة لا تركن إلى مادة منمطة وزاوية واحدة ، فكان نصه ديناميا ومفتوحا . وفي
المحصلة ، تعددت وتنوعت طرائق الحكي من حيث اللغة والمتخيل والرؤيا ، بل امتد ذلك أثناء
القراءات القصصية للملامح والحركات .فكانت الأمسية لحظة جمالية وفكرية مكتنزة ، في إصغاء وحوار متبادل ينتصر للقصة أولا وأخيرا .
0 التعليقات :
إرسال تعليق