الروائي الإسرائيلي عاموس عوز ينال جائزة زيغفريد
لينتس
للكاتب عاموس عوز مكانة مميزة في المشهد الثقافي
الإسرائيلي والعالمي أيضا. إذ ترجمت كتبه ومقالاته إلى أكثر من أربعين لغة. والآن يكرم
الكاتب الإسرائيلي بجائزة قيمة في ألمانيا – جائزة زيغفريد لينتس- والتي تمنح للمرة
الأولى.
لم يرغب عاموس عوز أبدا في تولي المناصب السياسية،
فهو يفضل التأثير في مسار الأحداث من خلال كتاباته. فللروائي الإسرائيلي حوالي 500
مقال منشور كتبها كصحافي سياسي، بالإضافة إلى كتبه العديدة التي تناولت القضايا العالمية
وقضايا الشرق الأوسط بالخصوص. مداخلاته بهذا الشأن منذ 50 عاما جعلت منه ممثلا مميزا
لجيله من بين الكتاب، كما أن عدد قرائه كبير في ألمانيا أيضا.
ويشير النقاد بالخصوص إلى قدرته اللغوية وأسلوبه
الذي طبع أجيالا أدبية لاحقة. ففي عام 2002 درّس النقد الشعري لطلبة من مختلف أركان
العالم. عوز يفضل بالخصوص الحوار بين الأجيال؛ وكان عنوان كتابه الأخير الذي ألفه بالشراكة
مع ابنته فانيا عوز- زالسبيرغر "اليهود والكلمات".
تحت ظل حركة الكيبوتز
ولد عاموس عوز في الرابع من مايو عام 1939 في فلسطين
حين كانت تحت حكم الانتداب البريطاني. رحل جده الشاعر ورجل الأعمال من روسيا إلى بولندا
مع أسرته بعد ثورة 1917. وفي عام 1933 هاجر إلى فلسطين. وكان والده يتقن 14 لغة ويعمل
هناك كأمين مكتبة، ومن هنا جاء شغف الشاب عاموس عوز بالكتب.
الكاتب الإسرائيلي والناشط في حركة السلام
"السلام الآن" يساعد فلسطينيات في أعمال قطف الزيتون
وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 انتقل الشاب إلى
كيبوتز حيث كان يرفض التوجه الصهيوني لأسرته. وبعد الثانوية درس الأدب والفلسفة بالجامعة
العبرية بالقدس ثم أكمل دراسته في جامعات أمريكية. عمل فيها فيما بعد كمدرس أيضا إلى
حين تعيينه أستاذا للأدب العبري في جامعة بن غريون في إسرائيل.
ناشط شجاع من أجل السلام
منذ كتاباته الأولى اهتم عاموس عوز بالنزاع في الشرق
الأوسط فذاع صيته كصحفي عالمي يكتب في القضايا السياسية إلى جانب عمله الجامعي. ألف
عوزأكثر من 30 كتابا من بينها 14 رواية، ونشر أكثر من 500 مقال. كما أصبح من أهم المدافعين
عن السلام في الصفحات المتميزة للجرائد الألمانية أو في وسائل الأعلام.
ويشكل الصراع في الشرق الأوسط جزءا من حياته اليومية
أيضا. فهو يؤكد في حوار مع DW على أنه كان أيضا عرضة لخطر الهجمات
بالصواريخ "بمجرد إطلاق صفارات الإنذار نتوجه إلى الملاجئ بحثا عن الأمان، وننتظر
هناك ثم نستأنف مسار حياتنا إلى حين انطلاق صفارة الإنذار المقبلة". ورغم ذلك
فهو يؤيد فكرة حل الدولتين "بعاصمتين في القدس وتبادل للأراضي بين الجانبين بالتوافق
بالإضافة إلى إنهاء الاستيطان الإسرائيلي. فإذا كان هناك رخاء وحرية في رام الله ونابلس
بالضفة الغربية فإن الناس في غزة سيتعاملون عاجلا أم آجلا مع حماس كما تعامل الناس
مع ساوشيسكو في رومانيا."
"لا حوار مع
حماس عن حل وسط"
"بين الأصدقاء"
كتاب لعوز مترجم للألمانية
عام 1992 نال عاموس عوز جائزة السلام للكتاب التي
تقدمها الرابطة الألمانية لتجارة الكتب. وإلى جانب عمله الإبداعي، أي الكتابات الأدبية،
ينشط عوز في حركة السلام الإسرائيلية المعروفة بـ "السلام الآن". فهو يعتبر
أحد مؤسسيها منذ عام 1977، وأصبحت أهم ما يركز عليه في حياته. ولذلك فهو مسرور بهذا
التكريم عبر منحه جائزة زيغفريد لينتس التي تمنح لأول مرة وتبلغ قيمتها 50000 يورو.
وقد اعتبرت هيئة التحكيم أن عاموس عوز يتميز بـ "المزج بين التاريخ والمصير الفردي"
وهي ميزة تتوافق مع الرؤية الأدبية للكاتب زيغفريد لينتس.
وتثير مواقف عاموس عوز ومؤلفاته نقاشات حادة داخل
الرأي العام الإسرائيلي "لا أرى وجود أية فرصة لحل وسط بين إسرائيل وحماس. كنت
على مدى حياتي رجل التوافق". هذا ما يقوله الروائي المشهور، بيد أنه يؤكد في الوقت
نفسه أنه حتى من منطلق هذا الموقف فإنه من الصعب الحديث مع حماس عن حل وسط، حسب رأيه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق