قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية عن
دار نون للنشر الإماراتية
رأس الخيمة – يسعى القاص والصحافي السوري خطيب بدلة في
كتابه الجديد (قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية) الذي
صدر مؤخراً عن دار نون للنشر الإماراتية، على توثيق الثورة السورية منذ بدايتها
بأسلوبه الساخر الحاد واللاذع في آن، حيث يشير بدلة في كتابه إلى أنه بدأ بتحرير هذا
الكتاب، مع بداية الثورة السورية التي انطلقت في الثامن عشر من شهر آذار /مارس
2011، وبقي يعملُ فيه، بهدوء، وروية حتى انتهى من تحريره بتاريخ.. 7 / 12 / 2013.
وصف الكاتب والروائي عادل بشتاوي الكتاب في مقال له
بقوله: خطيب بدلة كاتب ساخر لكن سخريته واقعية، وهناك فارق شاسع بين السخرية الواقعية
والتهريج. إنه مؤرخ معاين ومعايش، لكن يجب أن نكون واقعيين ونعترف أنه ليس مثل اليعقوبي
أو المسعودي، أو حتى الطبري. سيرة الثورة السورية في كتابه "رواية" ليس فيها
الإسناد المسند الساند، ولم أجد فيها حديثاً واحدا.
خطيب بدلة مهذب ومتواضع بطبعه وهو لا ينفي: "أحببتُ
أن أتقدم للقارئ الكريم باعتذار شديد اللهجة عما يمكن أن يرد في هذه الكتاب من معلومات
قد لا تتوفر فيها الدقة المتناهية.. فيؤثر ذلك على مصداقيتي التي أزعم أنني أمضيتُ
عمري وأنا أسعى إلى الحفاظ عليها… وإنما هي، في كل الأحوال، رؤية، واجتهاد، ووجهة نظر
(ص 9-10).
ويضيف البشتاوي: لكن إن لم يكن التأريخ رواية، فما هو؟
إن لم يكن رؤية، فما هو؟ إن لم يكن اجتهاداً، فما هو؟ إن لم يكن وجهة نظر، فما هو؟
إن لم يكن التاريخ كلاماً بسيطاً، سلساً، سهل الهضم، هدفه اعلام الانسان العادي ومساعدته
على اتخاذ القرار، فما قيمته؟ في تاريخ الأمم نوعان من الروايات: روايات كتبها المنتصرون
وروايات كتبها المهزومون. وفي تاريخ هذه الأمة المقدسة، باستثناء، نوع واحد من الروايات
هو أساساً رواية السلاطين والمتسلطين جمع فيها معظم المؤرخين حطام تفسير المفسرين وكذب
النسابين وتأويل المؤولين والإسناد المتسلسل المبين الذي يتطلب التحقق منه ما لا طاقة
لأحد به من العالمين.
إذا كان الخيار بين المؤرخ أبو العباس أحمد بن إسحاق بن
جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي أو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودى فخذوا الاثنين
من أجل الله وأعطونا محمد خطيب بن عبد العزيز بدلة بن فاطمة وكتابه الجديد الجدير بالاقتناء
والقراءة بامتياز.
ومن أجواء الكتاب، يقول خطيب بدلة:
“حُكمت
سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير
هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة
الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ،
وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ
بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب
التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه
الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن
ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية
خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً.
ولأجل تحقيق هذه المعادلة التسلطية، القائمة على كذب مكشوف
غير مشوب بأية شائبة من صدق، فقد عمدت السلطة «الأمنية/ الإعلامية» إلى التعتيم الإعلامي
الشامل، ومنع أي إعلام خارجي حر من دخول البلاد، وحَصَرَتْ عملية السماح بإنشاء مؤسسات
إعلامية داخلية خاصة برجال تثق بهم، أغلبُهم مسؤولون متقاعدون، أو أبناءُ ضباط أمنيين
سابقين مشهود لهم بالولاء للنظام،.. وحتى المراسلون الذين تعتمدهم الصحف والمحطات التلفزيونية
العربية والعالمية فلا يمكن لهم أن يعملوا في سورية إذا لم يكن معهم «o.k» ليس من وزارة الإعلام
السورية، وإنما من إدارة المخابرات العامة، أو أية جهة أمنية كبيرة أخرى” (ص 8-9).
يذكر أن قاص والصحافي والسيناريست خطيب بدلة من مواليد
معرتمصرين بمحافظة إدلب شمالي سورية عام 1952 ويرأس حاليا اللجنة الثقافية في رابطة
الكتاب السوريين، أمين تحرير مجلة «أوراق » التي تصدرها الرابطة. مؤسس ومالك ورئيس
تحرير مجلة «كش ملك » الإلكترونية الساخرة، يجيء كتابه الأخير قصص وحكايات وطرائف من
عصر الديكتاتورية في سورية الرابع عشر ضمن ما أصدره على مرِّ تجربته في الكتابة والتي
بدأها ب "حكى لي الأخرس- سخريات صغيرة 1987"، بالإضافة إلى كتاب المستطرف
الليلكي «ديوان الطرائف المعاصرة » بالإشراك مع القاص إياد جميل محفوظ والذي صدر
عن دار نون للنشر أيضاً، وكذلك إعداد كتاب "الساخرون - نماذج من القصة الساخرة"،
كما قدم للتلفزيون والإذاعة العديد من الأعمال الدرامية والإذاعية.
أخيراً جاء الكتاب في 176 صفحة من القطع الوسط، وصمم
غلافه الشاعر الفلسطيني خالد سليمان الناصري.
0 التعليقات :
إرسال تعليق