بالتزامن مع الاحتفال بالربيع الأمازيغي ”الراس والفرطاس” على ركح مسرح وهران

لم يشذ المؤلف المسرحي جمال بن عوف في مسرحيته الأخيرة ”الراس والفرطاس” عن قاعدة توظيف التراث والأساطير الأمازيغية لمحاكاة الواقع السياسي، ليجد الجمهور في كل مرة نفسه مقحما في طقوس رواية الحكايات والالتفاف حول موقد ”كانون” ونار دافئة.

عوّدنا جمال بن عوف وفرقة ”عمل وكلمة” وجمعية ”نوميديا” الثقافية، على ترسيخ تقليد الاحتفال بالربيع الأمازيغي في عمل مسرحي لاقتناع الجمهور بأن الإبداع والإنتاج الثقافي الأمازيغي مرادف للنضال، وهو ما تجسد من خلال تقديم العرض العام لمسرحية ”الراس والفرطاس” أو ”بوتملغيغث وبو تسلغيغث” بالأمازيغية، أول أمس، بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، بحضور جمهور وفيّ لمسرحيات جمال بن عوف.

اختار بن عوف بناء حبكته الفنية على حكاية صراع بين شخصيتين، الأولى سلبية تتسم بالغرور والعناد تتخذ القرارات بصفة أحادية ودون استشارة، أما الشخصية الثانية فهي متزنة، متواضعة، تتمثل في إنسان أصلع ويتيم وعديم الحظ، إلا أنه يمتاز بحدة الذكاء. لكن دوام الحال من المحال، تنقلب الأمور ويصبح المتواضع غنيا وينمو الشعر في رأسه ويعود من منفاه ليتزوج. احتوت المسرحية الكثير من المقالب والوضعيات الساخرة والهزلية، لتجسيد الصراع بين الشخصيتين بمشاركة شخصيات أخرى. ويجب التنويه بالأداء الجيد للممثلين الذين تعوّدوا على العمل مع جمال بن عوف في فرقة ”عمل وكلمة”، على غرار يونس رسوس، عبد الرزاق دحماني، لوناس زابوري، تينهينان أورابح، في عدة مسرحيات بلغت ستة أعمال حصدت 28 جائزة خلال مشاركتها في عدة تظاهرات ثقافية ومهرجانات مسرحية محترفة. وقال بن عوف عقب العرض إن هذا الإنتاج المسرحي يكرّم الراحل محمد بلعروسي المستشار الفني لجمعية ”نوميديا”، الذي توفي مؤخرا إثر مرض. وفي رصيد فرقة ”عمل وكلمة” العديد من العروض المسرحية، حاز البعض منها عدة جوائز بعد مشاركة متميزة في مختلف التظاهرات المسرحية. ويعدّ سجل الفرقة التي يقودها جمال بن عوف نحو ثلاثين جائزة ظفرت بها بفضل مختلف الأعمال مثل تلك المعنونة ”إلى أرض الاستهزاء” (2003) و”الرجل ذو القبعة غائب” (2007) و”الأخير يغلق الباب” (2005) و”شيخ القانون” (2011) و”لعبة العائلات السبعة” (2012).