مقالات أدبيّة في سؤال ما الشّعر وسؤال الكتابة واللعنة
غلاف الكتاب
صدر حديثًا عن دار أصول (فلسطين 2014)، كتابٌ يحمل عنوان "السؤالان: مقالات أدبيّة في سؤال ما الشعر وسؤال الكتابة واللعنة" إعداد وتحرير الشاعرة والمترجمة الفلسطينيّة ريم غنايم. شاركَت في صناعة هذا الكتاب كوكبةٌ متميّزة ولامعةٌ من الشعراء والكتّاب المقيمين داخل الوطن العربيّ وفي المهجر، محدّدين معالم تجاربهم في الكتابة شعرًا ونثرًا في محاولة الإجابة عن أسئلة فلسفيّة وتأمليّة في تعريف الشعر والكتابة عمومًا وعلاقتهما بالوجود. ينقسم الكتاب الى قِسمين يضمّ كلّ قسمٍ عشرة كتّاب: يناقش القسم الأول سؤال الشعر وتعريفه وحدوده وذلك وفق الرؤية الخاصة لشعراء من مناطق مختلفة من الوطن العربيّ وخارجه (تونس، العراق، سورية، المغرب، ليبيا فلسطين وهولندة) هم: يوسف رزوقة، ناجي رحيم، معتز رشدي، لينا شدود، كولالة نوري فاطمة الزهراء بنيس، عبد الفتاح بن حمودة ، عاشور الطويبي، سامر خير، وريم غنايم. يُلاحَظ في هذا القِسم المحاولة الدّقيقة والحذِرة للشعراء في تحديد صياغة تعريفيّة للشّعر كلّ وفق تجربته في الممارسة الشعرية الراهنة المنبنية على تراكمات معرفيّة وثقافيّة أنتجت ملامح هذه التجارب المتنوّعة. في تحديد إجابة على سؤال ما الشّعر يقدّم لنا غالبيتهم إجابة مفتوحة تؤكّد شرعيّة السؤال وتنفي وجود إجابة مطلقة واحدة لهذا السّؤال. يدخل الشّعراء والشّاعرات في عمق الذاكرة ليحدّدوا معًا ملامح هويّاتهم الشعريّة- الفرديّة والجمعيّة- رابطين ايّاها بإرثهم الحضاريّ والسيريّ والوجوديّ، ليحوّلوا سؤال ما الشّعر إلى إجابة مجازيّة لا تقبل التّعريف أساسًا. أمّا القسم الثاني من الكتاب فيتناول سؤال الكتابة وعلاقته الفلسفيّة باللعنة، وهنا يفتح عشرة كتّاب آخرين الخيال على ملامح التجربة النثرية، روايةً وقصةً وتنظيرًا، لتحديد هذه العلاقة القلقة بين فعل الكتابة والوعي وسؤال اللعنة. المشاركون في هذا القسم هم ايضًا متنوّعون في الرؤية وفي انتماءاتهم الجغرافيّة (السودان، المغرب، العراق، تونس، الجزائر، الكويت، سورية، لبنان)، وهم: : أمير تاج السرّ، جان دوست، سعود السنعوسيّ، عبد الرحمن مجيد الربيعي، عبد العزيز بركة ساكن، عمارة لخوص، كمال الرياحي، لطيفة لبصير، لينا هويان الحسن، منصور الصويّم، ويوسف رخا.
يتلخّص التنوّع الهائل في هذا القسم في قدرة الكتّاب القادمين من ذاكرات ثقافيّة وجغرافيّة وسياسيّة مختلفة، على الرّبط اللامتناهي بين النصّ وبين معنى اللعنة، حيث تكتسبُ اللعنة عُمقًا جدليًا يتحاورُ فيها النصّ الأدبيّ مع الدّين ومع الانسان ومع الذاكرة ومع اليوميّ الرّاهن.
يشكّل الكتاب فاتحة لسلسلة مستقبليّة لهذا النّوع من الكُتب التي تحاول أن تحدد رؤى أدبيّة وفلسفيّة لأزمات راهنة في الكتابة عمومًا ولإعادة النّظر في معنى الشّعر ومعنى النّثر اليوم.
0 التعليقات :
إرسال تعليق