جامعة الأندية السينمائية تكرم الناقد عبد السلام بوخزار :
بمناسبة التكريم المستحق للناقد السينمائي عبد السلام بوخزار من طرف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب نعمم الورقة التعريفية التالية :
الأستاذ عبد السلام بوخزار هو الرئيس الثالث ، بعد الأستاذين نور الدين الصايل (1973 – 1983) والمختار آيت عمر (1983 – 1992) ، للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) منذ تأسيسها في مطلع سنة 1973 ، تحمل مسؤولية تسيير هذه الجمعية السينمائية الوطنية (1992 – 1994) في ظروف جد صعبة واستطاع رفقة باقي أعضاء المكتب وثلة من الأندية السينمائية أن يحققوا انطلاقة جديدة للجامعة بعد جمود دام بضع سنوات .
ومعلوم أن سجل هذا السينفيلي الشمالي ، المزداد سنة 1955 بإقليم شفشاون ، حافل بالعطاءات المتنوعة على مستويات عدة ، فهو كاتب ومترجم ومنشط وصحافي وجمعوي وناقد سينمائي استمر حضوره الفاعل في مشهدنا السينمائي والإعلامي والجمعوي منذ السبعينات ، كعضو نشيط داخل نادي الشاشة بتطوان أولا ، ثم استمر هذا الحضور في الثمانينات مع نادي الرباط السينمائي ، الذي كان ينظم عروضه ومناقشاته داخل قاعة سينما الملكي ، وهو النادي الذي ترأسه تباعا الأستاذان نور الدين الصايل والراحل محمد الدهان (1953 – 2013) ، وبعده مع نادي الرائد للثقافة والسينما بالعاصمة ، الذي ترأسه بوخزار من 1988 إلى 1990 . إلا أن هذا الحضور تميز بالتراجع خلال العقدين الأخيرين (1995 – 2015) لأسباب ذاتية وموضوعية . ونأمل أن يشكل تكريمه بالدار البيضاء بداية عودة جديدة له إلى واجهة الفعل السينمائي (نقدا وإعلاما على الأقل) .
لقد واكب بوخزار أهم محطات جامعة الأندية السينمائية بالمغرب ، حيث مثل نادي الشاشة التطواني في لقاء مكناس حول السينما العربية الذي نظمته " جواسم " في منتصف السبعينات ،
وانطلقت تجربته في الكتابة والنشر منذ سنة 1979 بجريدة " المحرر " ، وبعد منعها من الصدور ارتبط بأسبوعية " البلاغ المغربي " و يومية " الإتحاد الإشتراكي " وصحيفة " القدس العربي الدولية " ومجلة " دراسات سينمائية " ، التي أصدرت منها " جواسم " 13 عددا من 1985 إلى 1991 ، ولا ننسى إشرافه سنتي 1980 و1981 على الصفحة الأسبوعية " المحرر الفني " رفقة القصاص والكاتب والصحافي الأستاذ إدريس الخوري ومساهماته في الموقع الإلكتروني " مشاهد " الذي يشرف عليه الناقد السينمائي عادل السمار ، وحضوره في المهرجانات السينمائية داخل الوطن وخارجه (تونس ، العراق ، فرنسا ، مصر ، إسبانيا ...) والمشاركة في نشراتها الخاصة ، ومشاركته في اللجنة التأسيسية لاتحاد النقاد السينمائيين العرب سنة 1980 ببغداد .
تميزت فترة رئاسته ل " جواسم " بإحداث " الجامعة السينمائية الصيفية " ، التي نظمت دورتها الأولى سنة 1993 بتازة وشهدت برنامجا مكثفا من الورشات التكوينية والعروض السينمائية واللقاءات الثقافية توجت بتكريم مستحق للسينمائي الراحل محمد مزيان (1945 - 2005) ، كما تميزت هذه الفترة أيضا بتمثيله لجامعة الأندية السينمائية بلجنة صندوق دعم الإنتاج السينمائي الوطني في موسم 1992 – 1993 ، ومساهمته في الإعداد للإحتفال بمائوية السينما (1895 - 1995) مع البعثة العلمية الجامعية الفرنسية بالرباط .
للأستاذ عبد السلام بوخزار مبادرات ومساهمات نقدية وفكرية وإعلامية عدة في كتب جماعية من قبيل " العربي الدغمي ، إبداع مغربي أصيل " و " محمد الركاب " (كتاب أعده وقدم له الباحث مولاي إدريس الجععيدي ) و" التاريخ والسينما " (أشغال ندوة نظمتها ونشرتها سنة 1993 شعبة التاريخ بكلية الآداب بنمسيك ) و " كتابات عن عبد الله العروي " ... وفي برامج تلفزيونية وإذاعية لعل أهمها تقديمه لورقة سينمائية كل أسبوع من خلال برنامج " الفن السابع " ، الذي كانت تعده وتقدمه الإعلامية صباح بنداوود أسبوعيا من إذاعة الرباط بإشراك نقاد وسينفيليين من المغرب وخارجه .
شارك كذلك كعضو في إحدى لجن قراءة سيناريوهات المشاريع المقدمة للتلفزة المغربية ، ونشر بانتظام على امتداد سنوات أوراقا نقدية ب " الملحق التلفزي " الأسبوعي لجريدة " الإتحاد الإشتراكي " ، كما نشر ترجمات لنصوص سينمائية وحوارات مطولة مع مبدعين سينمائيين كبار وقراءات في بعض الأفلام المغربية والعربية وغيرها . هذا بالإضافة إلى مساهمته في تنظيم تظاهرات سينمائية بالإشتراك مع مؤسسات ثقافية وصحافية وفنية وطنية ك " اتحاد كتاب المغرب " و " مسرح محمد الخامس " و " النقابة الوطنية للصحافة " أو أجنبية كالمراكز الثقافية المعتمدة بالرباط ، وندوات ولقاءات حول التقنيات السينمائية وتحولات السينما المغربية والسينما المصرية الجديدة والنقد السينمائي بالمغرب والسينما الواقعية الإيطالية والسينما الإيرانية والسينما الألمانية ... كما كان وراء مبادرة تنظيم العروض الأولى للأفلام المغربية الجديدة بقاعة الفن السابع بالرباط وتكريم مجموعة من السينمائيين والفنانين المغاربة والأجانب (محمد الركاب ، العربي الدغمي ، فديريكو فلليني ، فرانسوا تروفو ...) مع إعداد ملفات تعرف بهم وبأعمالهم (في إطار أنشطة نادي الرائد للثقافة والسينما) . ولا ننسى مشاركاته العديدة في تنشيط الندوات السينمائية والموائد المستديرة بمختلف المدن المغربية وحرصه على إشراك الكثير من رموزنا الثقافية وكتابنا ومفكرينا الكبار ، كالأساتذة عبد الله العروي ومحمد برادة والراحلون عبد الكبير الخطيبي ومحمد زنيبر والمهدي المنجرة وعبد الجبار السحيمي ... ، في مناسبات مختلفة .
ويعتبر تكريم الأستاذ عبد السلام بوخزار في افتتاح المجلس الوطني الواحد والعشرون ل " جواسم " ، يوم 15 مارس 2015 بالدار البيضاء ، بمثابة التفاتة دالة تحسب لصالح المكتب الجامعي الحالي الذي يترأسه الأستاذ عبد الخالق بلعربي ، وقد عودنا هذا المكتب الديناميكي في كل الأنشطة التي نظمها حتى الآن على ترسيخ ثقافة الإعتراف من خلال تكريمه لعدد من رواد حركة الأندية السينمائية القدماء ببلادنا . فتحية حارة وصادقة للجميع .
أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق