في إطار دورة محمد زفزاف الحادية عشرة للقصة
القصيرة نظم اتحاد كتاب المغرب فرع الجديدة بتنسيق مع مكتبة مؤسسة عبد الواحد
القادري بالجديدة يوم الجمعة 31 يناير 2014 ندوة في موضوع "السخرية عند محمد
زفزاف" وذلك في محاولة
للوقوف على بعض تجليات الطابع الساخر لدى هذا الكاتب المتميز، وإبراز دلالات
سخريته وأبعادها.
في بداية الجلسة ألقى الروائي الحبيب
الدائم ربي، ورقة تمهيدية أوضح فيها بأن السخرية كمظهر من مظاهر عدم التوافق بين الذات ومحيطها
تشكل إحدى العلامات البارزة عند محمد زفزاف. وتتجلى هذه السخرية سواء في تصريحاته الشفوية
وتصرفاته الشخصية ناهيك عنها في كتاباته القصصية والروائية وحواراته الصحفية..وأضاف بأن محمد زفزاف بصم بشخصيته المتميزة وإبداعاته العميقة المشهد
الثقافي المغربي والعربي بله العالمي رغم أنه لم يحظ بالاهتمام اللازم الذي حظي به
مبدعون نشروا بالفرنسية والتحقوا بأوربا مثل الطاهر بنجلون وفؤاد العروي. والحال
أن محمد زفزاف كان جد واع بهذه المسألة ومرارا قال
إن من يكتب بالعربية لا ينتشر كما ينتشر من يكتب بلغة أجنبية.
وتدخل في هذا اللقاء الباحث التربوي علي آيت سعيد حيث وقف عند ملمح السخرية في قصة
"الديدان التي تنحني" معرفا بدءا بعنصر السخرية والفرق بينها وبين الضحك
معتبرا أن السخرية عنصر بارز في إبداعات زفزاف جميعها، تتجلى في تمظهرات لفظية
ودلالية يغني بها خطابه البلاغي. بل إن عناوين أعمال زفزاف تحمل معاني ساخرة فيها
كثير من المجاز والتشبيهات والإيحاءات.
المصطفى اجماهري، عرض
مجموعة من الحوارات الصحفية لمحمد زفزاف وانتقى منها عينة من الإجابات الساخرة
التي جعلت الحاضرين وخاصة من الشباب يتفاعلون معها بالإعجاب والتعليق من مثيل قولة
الراحل "إن السياسيين لا يقرأون ولو قرأوا لابتعدوا عن السياسة" وكذا من مثيل ما حصل له حينما أراد نشر قصة "ملك الجن" في السعودية
فما كان منه إلا أن غير عنوانها إلى "شمهروش".
التشكيلي عبد الكريم الأزهر
أدلى بشهادة في حق الراحل أبرز فيها طبيعته الساخرة والمرحة وحدة لسانه في قول
رأيه بلا مواربة. وأعطى الأزهر مثالا عن ذلك حينما سأله إن كان يحضر بعض معارض الفن التشكيلي، فأجابه الراحل
"أنا لا أحضر لذلك التخربيق باستثناء معارضك أنت". كما أشار الأزهر
إلى أنه ذات مرة سأل شاب الراحل عن سبب كتابته في جريدة "السياسة"
الكويتية فأجابه الراحل بتلقائية "وهل تريدني أن أموت جوعا" كما لو أنه
يقول إن الصحافة المحلية تستغل عرق الكاتب مجانا.
أما عبد الرحمان الساخي
فأوضح في تدخله بأن محمد زفزاف يملك القدرة على تحويل اللحظات الفارقة إلى مواقف
ساخرة، منوها بما سبق أن لاحظه المرحوم سالم يفوت بخصوص عدم عناية دور النشر
بترجمة الأعمال الإبداعية العربية المتميزة، مثل أعمال زفزاف، والتي تضاهي أو تفوق
إبداعيتها بعض الكتب الغربية بكثير.
وقدم شكيب عبد الحميد شهادة
عما عرفه عن الراحل الذي كان بيته مفتوحا للكتاب والمثقفين وزاوية للنقاش الفكري
وتبادل الرأي في الإبداع والأوضاع مشيرا إلى جانب السخرية في التعامل معهم. في حين
قدم عبد اللطيف مكان وجهة نظره في الموضوع من خلال رواية "بيضة الديك".
واعتبر حسن عطاري أن شخصية
محمد زفزاف تحمل وعيا شقيا تجعل من السخرية وسيلة لانتقاد الانكسارات والتعثرات
الشخصية والاجتماعية. وكان الراحل يعبر عن سخطه من تردي الأوضاع الاقتصادية
والاجتماعية ويأمل في تجاوزها إلى الأحسن. نفس الطرح ذهبت معه زينب الهنتاتي التي وصفت
سخرية زفزاف بكونها سخرية مستفزة تسلط الضوء على المواقف قبل كل شيء .
وحين فتح باب النقاش تبين بأن الجيل الحالي ليست
له دراية بأعمال الراحل رغم صيته الكبير وحضور أعماله وهو ما ينبغي على المؤسسات
التعليمية والجامعية تداركه قبل فوات الأوان، إن لم يكن فات
اتحاد كتاب المغرب – فرع الجديدة
0 التعليقات :
إرسال تعليق