جاسوسة من هذا الزمان ترجمة- جودت جالي




20/2/2014 12:00 صباحا


في صيف 2010 جرى إطلاق سراح متبادل للجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة وكانت (آنا تشابمان) من بين الجواسيس الروس الذين أطلقت الولايات المتحدة سراحهم، وقد استقبلها بوتين شخصيا في موسكو وتنبأ لها "بمستقبل لامع". حين سئل (جو بايدن) عن المرأة التي أصبحت نجمة في كلا البلدين: "هل للولايات المتحدة جاسوسات مثيرات مثلها؟" أجاب: "ليكن الأمر واضحا، لم تكن نيتي طردها"! من المتوقع أن تحضر الفتاة الجميلة في سوتشي الألعاب الأولمبية التي يريد بوتين جعلها رمزا لقوته، وفي بادرة امتنان لبوتين صرحت بخصوص التهديد الاسلاموي قائلة: "لا يوجد سوى قلعة واحدة... بوتين!".
سلالة الجاسوسات
الجاسوسات "الآتيات من البرد" أسهمن غالبا في تغيير ملامح القرن العشرين.
حياتهن رواية حقيقية تتفوق فيها الحقيقة على الخيال، وقد أثّرن في اتجاه الأحداث الحاسمة بدءا من الثورة الروسية الى الحرب العالمية الثانية وصولا الى سقوط جدار برلين.
البارونة الجميلة بودبيرغ (1892 - 1974) التي حرمتها الثورة الروسية من ثروتها وزوجها اضطرت، لكي تعيش، للعمل سكرتيرة للكاتب مكسيم غوركي وارتبطت معه بعلاقة غرامية ثم غادرت الى بريطانيا وهناك ارتبطت بعلاقة مع الكاتب ه. ج. ويلز.
 وقد أشتهر عنها أنها عميلة مزدوجة للبريطانيين والروس.أما إليزابيث زاروبينا فقد سرقت أسرار القنبلة الذرية الأميركية ما مكن الاتحاد السوفيتي من صنع قنبلته.
 وأولغا تشيخوفا نجمة من نجوم السينما الصامتة التي أصبحت أقرب صديقة لأيفا براون عشيقة هتلر وكانت تبلغ ستالين بأسرار النازيين وقد كلفها ستالين إثناء الحرب بأن تتهيأ لإغتيال هتلر ولكن لم تستطع التنفيذ، وعندما دخل الجيش السوفيتي الى برلين أرسلوها بطائرة الى موسكو للتحقيق معها وأعيدت بعد فترة قصيرة الى برلين.
وهناك نينا العشيقة الجاسوسة التي أغوت العالم ألبرت آينشتاين بأمر من موسكو.
 وكذلك شبكة "طيور السنونو" كما كانت تسمى والمكونة من الراقصات والفنانات، التي تسللت الى اعلى المستويات في الأوساط السياسية الغربية.
كوكتيل الجمال والتجسس
إن اعتقال آنا تشابمان في الولايات المتحدة ومن ثم تبادلها وتسعة آخرين مشتبه في تخابرهم مع روسيا لرصد، وربما أيضا التخطيط لإغتيال أربعة متهمين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد وضع في الواجهة من جديد قضية كوكتيل الجمال والتجسس. ولدت آنا (اسمها الأصلي آنا كوشتشنكو) في فولغوغراد (اسمها ستالينغراد سابقا) سنة 1982، وكان أبوها أحد عناصر المخابرات الروسية تحت غطاء دبلوماسي في نيروبي بكينيا. عايشت خلال طفولتها مشروع خصخصة ثروات البلد من قبل يلتسن، وبين عشية وضحاها تحول الموظفون البيروقراطيون من وزراء ومسؤولين الى أصحاب بنوك ورجال أعمال يملكون قطاعات اقتصادية بكاملها بمباركة المخابرات الروسية التي تسميهم "مليارديرية مخولين"!
هذا هو الصنف الذي كانت تختلط به آنا تشابمان وهي بعمر 19 عاما حين إلتقت في حفلة بأليكس تشابمان رجل الأعمال البريطاني وتزوجا فحصلت على الجنسية البريطانية، ولكنهما تطلقا في العام 2005 وغادرت الى الولايات المتحدة حيث أقامت سنة 2007 مع أميركي ميسور الحال.
تصفها وكالة التحقيقات الفيدرالية بأنها "عميل عالي التدريب" ولكنها في الواقع خريجة كلية الاقتصاد في جامعة (صداقة الشعوب باتريس لومومبا)، ولم تتلق تدريبا على التقنيات الجاسوسية إلا قبل أشهر من مغادرتها الى الولايات المتحدة في المدارس المتخصصة بالغة السرية التي تشرف عليها المخابرات الروسية حيث يتدرب التلميذ على برودة الأعصاب والتخفي واتقان لغات أخرى، وتقنيات التحقيق والضغط النفسي، والأسلحة، والسموم.
متخصصة في التشغيل
سكنت آنا قريبا من حي المال والأعمال وول ستريب وعملت بصفة متخصصة في التشغيل، وبعد سنتين أصبح لديها 50 موظفا، لفتح مشاريع في مختلف أنحاء العالم تحت شعار (إذا كان لديك حلم فلا بد أن تحققه).
 وفي الوقت نفسه عكفت على نشاطات سرية منها معرفة نوايا أوباما حول نزع السلاح النووي الإيراني قبل قمة الثمانية سنة 2009 وأمدتها موسكو بسيولة نقدية كبيرة
كانت كل أربعاء تقوم بالاتصال على الإنترنت من مكتبة في ويستفيليج بعنصر إرتباط المخابرات الروسية الذي يجلس في مكان قريب داخل شاحنة.حددت وكالة التحقيقات الفيدرالية موقعها في المكتبة وهناك القت القبض عليها بعد أن توصلت الى قناعة أن "الطير" يستعد لمغادرة أراضي الولايات المتحدة.
نجمة بوتين
بعد أسبوعين من وصولها الى روسيا واستقبال بوتين لها أصبحت آنا إيقونة الصحافة، التي لم تفتأ تعقد معها لقاءات وتنشر عن "ذات الشعر اللهب" ريبورتاجات مصحوبة بالعديد من الصور وهي عارية في الفنادق الراقية، وتفاصيل عن حياتها الجنسية، ما أثار اهتمام منتجي هوليوود ورغبتهم في العمل معها، حتى أن المنتج ستيفن هيرش قال أنه في النية إرسال أفضل المخرجين الى الشرق للعمل معها.
لكن آنا لديها الآن مشاريع أخرى فهي تقف حاليا أمام الكاميرات لإلتقاط صور الإغراء للطبعة الروسية لمجلة مكسيم وتقدم عروضا تلفزيونية، كما انتخبت مديرا تنفيذيا لأحد بنوك العاصمة، ناهيك عن أنها أصبحت ملهمة حركة الشبيبة الروسية التابعة لبوتين بوصفها "بطلة هذا الزمان".
فلاديميرفيدوروفسكي
(دبلوماسي روسي سابق وكاتب عن الجاسوسية)/ مجلة لو لوفيغارو
 
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار