مغربيان ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية
للرواية العربية لعام 2014 الرباط: سعيدة شريف خاص بالموقع
والفضل في وصول الرواية المغرية إلى القائمة القصيرة
يعود للناقدة زهور كرام التي دافعت عنها باستماتة كبيرة
الرباط: سعيدة شريف خاص بالموقع
وصلت روايتا الكاتبين المغربيين: "طائر أزرق
يحلق معي" ليوسف فاضل، و"تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" لعبد
الرحيم لحبيبي، إلى القائمة القصيرة للأعمال الروائية المرشحة لجائزة البوكر العالمية
للرواية العربية لعام 2014، ضمن روايتين من العراق، ورواية من سوريا، وأخرى من مصر.
وتعد هذه هي المرة الثانية في تاريخ جائزة البوكر،
التي يصل فيها عملين روائيين مغربيين إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة العربية الرفيعة،
بعد عام 2010، حيث بلغت روايتي محمد الأشعري، وبنسالم حميش إلى القائمة القصيرة.
وقد أعلن عن القائمة القصيرة خلال مؤتمر صحفي عُقد
أخيرا بمؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الأردنية، عمّان، بحضور لجنة التحكيم الخماسية،
والتي يرأسها الناقد والأكاديمي السعودي، سعد البازعي، وتضم في عضويتها الناقدة والكاتبة
المغربية، زهور كرام، والناقد والأكاديمي العراقي عبد الله إبراهيم، والأكاديمي التركي
المتخصص في تدريس العربية وترجمة أدبها إلى التركية، محمد حقي صوتشين، والصحافي والروائي
والمسرحي الليبي، أحمد الفيتوري.
ويشكل ترشح الرواية المغربية في القائمة القصيرة
لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية اعترافا بالرواية المغربية، والمجهودات التي
يبذلها الروائيون المغاربة في طرقهم لأساليب جديدة في التجريب الروائي العربي.
ويعود الفضل في هذا الترشح، حسب قراءة العديد من
النقاد والمتتبعين للجائزة، إلى الحضور المغربي في لجنة تحكيم الجائزة، التي يبدو أنها
دافعت بقوة على الأعمال الروائية المغربية، وتقريب الخصوصية الروائية المغربية إلى
النقاد العرب المشاركين في لجنة تحكيم الجائزة. هذا الحضور المتمثل في الناقدة المغربية
زهور كرام، التي دافعت باستماتة كبيرة على الإبداع الروائي المغربي، كما دافعت من قبل
في جائزة العويس على الكتاب المغاربة، ودفعت العديد من الكتاب والنقاد إلى الترشح إليها،
وعلى رأسهم الناقد المغربي عبد الفتاح كليطو، الذي يعود الفضل إليها في دفع كتبه إلى
الجائزة، ثم التتويج بها بعد ذلك.
في حائزة البوكر العالمية للرواية العربية قامت
زهور كرام بما لم يقم به الكتاب والنقاد المغاربة، الذين حظوا قبلها بالمشاركة في لجان
تحكيمها، وهم: محمد برادة، ومحمد بنيس، وسعيد يقطين، فدافعت عن الرواية المغربية بحجج
نقدية، وبآليات أكاديمية، فتمكنت الرواية المغربية من المرور إلى القائمة القصيرة،
لأنها تستحق ذلك لجماليتها وتجريبيتها الرائعة ولغتها الرصينة، خاصة رواية "تغريبة
العبدي المشهور بولد الحمرية" للكاتب المغربي عبد الرحيم لحبيبي، التي تعطي نموذجا
للرواية العربية المكتوبة بلغة متقنة ورفيعة.
إن الأعمال الروائية المغربية المرشحة هذا العام
لجائزة البوكر( في القائمة الطويلة اختيرت ثلاثة أعمال مغربية من ضمن 16 عملا، وفي
القائمة القصيرة أسقط عمل روائي واحد هو "موسم صيد الزنجور" لإسماعيل غزالي)،
تقدم تجارب نوعية في الكتابة الروائية المغربية، حيث تعد رواية "طائر أزرق نادر
يحلق معي" للروائي والسيناريست المغربي يوسف فاضل، الصادرة عن "دار الآداب
للنشر" ببيروت، والفائزة حديثا بجائزة المغرب للكتاب في صنف السرد والمحكيات،
رواية متميزة، يعود فيها يوسف فاضل إلى سنوات الاعتقال السياسي بالمغرب، وهي المعروفة
باسم "سنوات الجمر والرصاص"، ويهديها إلى شهداء معتقلات الإبادة في تازمامارت،
وأكدز، وقلعة مكونة، وسكورة، ودرب مولاي الشريف، والكوربس، والكومبليكس، ودار المقري؟
ويقدم يوسف فاضل في هذا العمل شهادة روائية عن مرحلة رهيبة من تاريخ المغرب
من خلال شخصيتي "عزيز" الطيار، وزوجته الشابة "زينة"، وهي رواية
تغطي 18 سنة من الاعتقال، أي من عام 1972 إلى عام 1990، وذلك في 24 ساعة، من الثامنة
مساء إلى الثامنة مساء من الغد الذي يليه، وهو زمن دائري وممتد في الآن نفسه. وتعد
هذه الرواية الجزء الثاني من ثلاثية أصدر منها فاضل الجزء الأول في السنة الماضية عن
دار النشر نفسها، وهي رواية تحمل عنوان "قط أبيض جميل يسير معي"، تتحدث عن
مهرج الملك، وتقتحم لأول مرة في تاريخ المغرب أسوار القصر الملكي، في انتظار الجزء
الثالث، الذي سيتناول بكل تأكيد فترة الثمانينيات من تاريخ المغرب.
أما رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية"
للكاتب المغربي عبد الرحيم لحبيبي، الصادرة عن "دار إفريقيا الشرق" بالدارالبيضاء،
بعد روايتيه: "خبز وحشيش وسمك" 2008، و"سعد السعود" 2010، فتمتد
من الفترة الاستعمارية إلى مرحلة سنوات الرصاص، وتعود إلى القرن 19 في صوغ حكائي لذاكرة
مرجعية يعطي للرواية تميزها، لأنها تعد رحلة في الزمان والمكان، وتنطلق من مخطوط يجده
السارد في أحد شوارع المدينة القديمة، ويتحدى كل العوائق وعلى رأسها اللغة، ليقوم بلعبة
روائية عبر تحقيق المخطوط من خلال لعبة الإيهام، ليجد القارىء نفسه أمام نصين: الأول
مخطوط والثاني نص محقق.
وإضافة إلى الروايتين المغربيتين، تضم القائمة القصيرة
لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2014، روايتين عراقيتين هما: "فرانكشتاين
في بغداد" لأحمد سعداوي، و"طشاري" لإنعام كجه جي، و"لا سكاكين
في مطابخ المدينة" لخالد خليفة من سوريا، و"الفيل الأزرق" لأحمد مراد
من مصر.
ويُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد
اختيرت من بين الروايات 16 للقائمة الطويلة، والتي كانت أُعلنت في الشهر الماضي، يناير/
كانون الثاني 2014، وهي القائمة التي اشتملت على 156 رواية من 18 بلدا تم نشرها خلال
الإثني عشر شهرا السابقة.
وتحدّد يوم الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2014 للإعلان
عن اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال يقام في أبوظبي عشيّة افتتاح
معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
والجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية
تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية، أُطلقت الجائزة في أبو ظبي، بالإمارات
العربية المتحدة، في شهر أبريل/ نيسان من عام 2007، وترعى الجائزة "مؤسسة جائزة
بوكر" في لندن، بينما تقوم "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" في الإمارات
العربية المتحدة بدعمها ماليا.
ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة
على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق