ينظم ملتقى الثقافات والفنون، بتعاون مع
اتحاد كتاب المغرب، لِقاءً وطنياً حول
القصة، بعنوان
مستويات التجريب القصصي في القصة المغربية المعاصرة
يوميْ 31 يناير و 1 فبراير 2014 بمدينة المحمدية
ورقة اللقاء
يُجْمِع الدَّارِسُون على أنّ التَّجْريبَ القَصَصِيَّ هو رهان إبداعي
مفتوح، لا حُدودَ له، وليست له قواعد ثابتة، وراسِخَة ، بل إنَّّه يتمظهر على صُعُدٍ ومستويات وبنياتٍ
تَهُمُّ اللغةَ ، والتقنية ، والبناءَ المِعْماريَّ ، والمرجعية ، ودينامية
الانفتاح على فنون ومعارف موازية. كما أنّه لا يخضع لِوَصْفَةٍ عامَّةٍ أو ﺃُطُر
جاهزة. فالتجريب هو رؤية فنية ذاتية وسيرورة فكرية شخصية ، يصوغها القاص في
مختبره أو مَشْغَلِه القصصي، الذي يخضع
باستمرار للتبديل والإزاحة والتحوير وتقليب التُّرَبِ، ومراجعة معنى
التجريب وجدواه .
إنّ التجريب ليس، استقراراً، واستكانة لصورة معينة ، بقدر
ما هو خروج دائم من جلد هذه الصورة، ومن دَمِها أيضاً. وإذا ما ترسَّخ التجريب
وانتظم في معايير محددة ، صار بدوره، قانوناً، ووَصْفَةً جاهزةً، أو كتابة
تقليدية، لا تفتح آفقاً للإبداع والتخييل وكما هو غير خاف ، تعاقبت على المشهد القصصي المغربي أجيال من
الكُتَّاب، ممن اختاروا التجريب كأفق لكتاباتهم،
وعَمِلُوا على تثوير وتجديد دماء الفن القصصي ، وأحدثوا فيه رجَّاتٍ جمالية وأسلوبية، كان لها
وقع ظاهرٌ في إخراج القصة المغربية من مرحلة النمطية والجمود ، على الرغم من كون
هذه الرَّجَّات، استهدفت، في أساسها، البحث عما يمكن اعتباره " جماليات ما
وراء القصة " ، التي اعْتُبِرَتْ، في نظر بعض الباحثين، المُهْتَمِّين
بالقصة، كسرا لعمود الحكاية الفقري،
وتمردا " وقحا "، أو شَرِساً،
على " عروض القصة "، ونظامها التخييلي .
ولقد امْتَلَكَ كل جيل من المجربين وعيه النظري الخاص ،
وتصوره الكتابي المتفرد ، بالتَّسَاوُق مع الشروط الوجودية، والمرحلة التاريخية
التي انكتب فيها منجزه الإبداعي ، غير أننا نحدس أن المدونة النقدية المغربية لم
تكن في مستوى، جُرْأة الكُتَّاب، وما قاموا به من اختراقات إبداعية مهمة، ولم
تستطع مجاراة هذه الدينامية الإبداعية سواء في مستوى خصائصها النوعية، أو في مستوى
ﺇبدالاتها العمودية والأفقية. فضلا عن هذا ، نَذَرَتِ الكتابات الموازية والشهادات
التي وقَّعَها القصاصون والقصاصات، نفسها
لإضاءة عوالمهم السردية الطاعنة في المغامرة، والمجافية لليقين القصصي، كما
كان سائداً في الكتابات الكلاسيكية، التي حَرِصَت على القاعدة، كشرط للكتابة
.
ومن هنا ، تبرز الحاجة الماسة ، اليوم أكثر من أي وقت
مضى، إلى صياغة ما يشبه " خارطة التخييل، أوالإبداع
القصصي "، الذي يمكنه أن يُساعِدَ،
ربما، على تنضيد، و«تنظيم» " فوضى التجريب القصصي " ، وتنخيل ما فيها
من مثالب وهنات ، وفرز ما يقبل الحياةَ
منها، مما لا حياة فيه أساساً . وليس هذا
اللقاء، الوطني حول «أشكال التجريب في القصة المغربية» الذي بادر ملتقي الثقافات
والفنون بالمحمدية لتنظيمة، بتعاون مع اتحاد كتاب المغرب، والمديرية الجهوية
لوزارة الثقافة، سوى نوع من المراجعة النقدية والنظرية، لِما تحقَّق من تراكُمات
قصصية، نحن اليوم في حاجة لاستقراء مساراتها، وفرزها، أو وصفها، بالأحرى، للوصول
لبعض ما تتأسَّس عليه من بنيات، وما يحكم نظامها التخييلي من عناصر ومكوناتٍ، عند
مختلف كُتَّابها، من مختلف الأجيال، والحساسيات. اجتماع قصاصين، ونُقَّاد،
وباحثين، ومهتمين بهذا الفن الكتابي التخييلي، هو، في ذاته، رغبة منا لمعرفة ما
يجري في هذا الحقل الأبداعي من اختراقات، وما يمكنه أن يكون فيها من تأصيل،
وابتداع، في نفس الوقت، مما يمكن اعتباره أضافاتٍ في مسار الكتابة القصصية في
المغرب، أو في القصة المغربية المعاصرة.
الجلسة الأولى. الجمعة 31 يناير 2014 على الساعة السادسة مساءً، بدار
الثقافة مولاي العربي العلوي:
ندوة مستويات التجريب القصصي بالمغرب. بمشاركة: ذ. نجيب العوفي ذ.عبد الرحيم جيران ذ.
محمد رمصيص ذ. عبد الرحمان تمارة ذ. عمر العسري ذ. أحمد لطف الله يُدير الجلسة :
ذ. حسن بحراوي
الجلسة الثانية. السبت 9.30 صباحاً بمركز الاستقبال
البشير شهادات : التجريب والاشتغال النصي من منظور الكاتب ؟ بمشاركة : ذ. ﺃحمد
بوزفور ذ. محمد عز الدين التازي ذ. محمد الهرادي ذة. لطيفة باقا ذة. زهور كرام
يُدير الجلسة : ذ. عبد الرحيم العلام
الجلسة الثالثة
الساعة 11 صباحاً بمركز الاستقبال البشير قراءات في متون تجريبية بمشاركة :
ذ. أبو يوسف طه ذ. مصطفى المسناوي ذ. أنيس الرافعي ذ. سعيد منتسب ذ. الطاهر حمزاوي
يُدير الجلسة : ذ. نجيب العوفي
0 التعليقات :
إرسال تعليق