افتتاح معرض الكتاب العربي والدولي الـ 57 في "البيال"

افتتاح معرض الكتاب العربي والدولي الـ 57 في "البيال"
تظاهرة لبيروت ذوداً عن ثقافة الحياة والتشبث بالحداثة
افتتح في الرابعة من بعد ظهر امس الجمعة، في البيال، معرض الكتاب العربي الدولي في دورته السابعة والخمسين. عاصمة للنشر والثقافة وابتداع الافكار هي بيروت. لعله من الفأل الحسن للعرب والعروبة، في منحاها الإنساني والكتاب في اشراقاته للألفية الثالثة، أن صمد الكتاب طوال هذه العقود في المدينة المستهدفة، ولعله أيضاً تعبير هو الأكثر إيحاء ودلالة على الاستعداد الغريزي لبيروت لمواجهة الحصار المفروض عليها بصناعة الفكرة التي تحولت رؤية للزمن اللبناني.
كلمة الافتتاح لرئيس حكومة تصريف الاعمال، نجيب ميقاتي من بعد كلمتين أخريين لرئيس النادي الثقافي العربي، فادي تميم، ورئيسة اتحاد الناشرين في لبنان، سميرة عاصي. جاء ذلك بحضور شخصيات سياسية وإعلامية وثقافية وحشد من اللبنانيين والعرب والاجانب. يبقى أن الاهم، في سياق هذه التظاهرة اللبنانية العربية، هي تلك الأجواء التي كانت ولا تزال تعبد الطريق لهذا المعرض الكبير على الرغم من المعوقات التي يراد بها اقتلاع لبنان من جذوره التاريخية والسياسية والثقافية. من نافل القول إنه كلما ازدادت الأثقال وزناً على كاهل لبنان وعاصمته بيروت، استنفرت أكثريته الساحقة للذود عنه. بدليل ان الثقافة لم تعد وجهاً براقاً للحداثة فحسب، بل تحولت بنية تحفر عميقاً في ترب الاجتماع اللبناني.
يكتسب معرض الكتاب في عامه السابع هذا العام على وقع تحولات فصل الخريف هذه السنة. وهو وان حضر هذا العام على وقع تحولات محلية واقليمية مشتعلة، غير انه يتقدم عليها خطوة على الاقل، وربما خطوات. ليس على سبيل الاحتمال، بل في ما ينبغي ان يكون عليه في زمن الشدة والردة والانقلاب على حقائق الواقع والتاريخ والمزاج اللبناني على حد سواء. نظرة سريعة، في اسوأ الاحوال، او متأنية في احسنها، الى آلاف الاصدارات التي ابصرت النور هذا العام، كفيلة بارساء معادلة من نوع آخر. في الفكر والفلسفة والاجتماع والسياسة والفقه والاديان المقارنة والتاريخ وسواها الكثير، تنبئ، على الفور، بأن الزلزال الذي وقع في لبنان لم يكن مقدراً له ان يزعزع مرتكزات البلد. وان الزلازل المتناسلة في المحيط الاقليمي لن يكون مقدراً لها ان تمس الطبيعة المنفتحة على ثقافة الحياة والبقاء والاستمرار في لبنان. يبدو معرض الكتاب، في هذا المنحى، تعبيراً دامغ الدلالة على صدقية هذه الثوابت.
265 داراً للنشر لبنانياً وعربياً و14 مؤسسة ثقافية تعيش ربيعاً فاعلاً طوال اسبوعين في ارجاء معرض الكتاب. ربيع غير موسمي، على الارجح قدره الارتحال من مكان الى آخر من بلد عربي الى آخر وان تكدست الظلمات وتعاقبت موجات الجراد التي لن يقيض لها ان تأكل الاخضر واليابس. ستلتهم نفسها بنفسها. سترحل مع خرابها.
من جهته اعرب الرئيس ميقاتي في كلمته عن سروره في افتتاح المعرض قائلاً إن "بيروت كانت ولا تزال عاصمة العرب جميعاً. بيروت التي كانت ولا تزال تشكل مركز تلاق فكري ومساحة للتعبير الحر للمثقفين العرب والاجانب من كتاب وادباء وصحافيين ومبدعين في كل المجالات". اضاف "لبنان لا يتغاضى عمن مد له يد العون والأخوة في أحلك الظروف، وهم كثر والحمد لله، ويرحب بكل الحضور العربي في هذا المعرض، وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتنا بسط يد الأخوة والخير والسلام". وقال: "نحن شعب لا يعرف الاستسلام الا لمشيئة الله وقدره، لذلك أقول هي حقبة من الزمن علينا تجاوزها بأقل الأضرار ووظيفة الحاكم حصر الأضرار الى حدها الأدنى ومحاولة فكفكة العقد وحماية الناس وخياراتها", واردف: "ولن نسمح لأي كان، بقدر إمكاناتنا، أن يطيح بإنجازات المجتمع اللبناني بعد الحرب التي عصفت بين أبنائه، والتي عقدنا العزم على طي صفحتها نهائياً رغم الأحداث التي تحصل من وقت الى آخر". وختم: "لا مكان للتشاؤم في قلوبنا بل واقعية معززة بإيمان بالله عز وجل وبإرادة المواجهة الإيجابية". وفي الختام وزع ميقاتي عدداً من الجوائز التقديرية على مؤلفين. ثم قص شريط الافتتاح وجال في المعرض.
جهاد الترك

شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار