عن شركة الارتقاء بالمعرفة الكائنة بالرياض/المملكة
العربية السعودية؛صدر للأستاذ رمضان مصباح الإدريسي كتاب تحت عنوان:"متعة القنص
البري:الكلاب،الأسلحة،التداريب".
يرد في تقديم الكتاب الموجود على الرابط الآتي:
http://iktab.com/bookstore/book/book_detail/766
تقديم:
رغم أن القنص مكون من مكونات ثقافتنا العربية
والإسلامية؛حيث أفردت له قصائد شعرية رائعة ،بدءا من العصر الجاهلي المعروف ؛كما ضُمنت مطالع ،ومتون العديد من المعلقات ،وسائر
القصائد،والنصوص النثرية-عبر الحقب الإسلامية كلها -وقفات قنصية ،يحتفي فيها الشعراء
بهذه الرياضة الممتعة ؛وهي عربية بامتياز.
وفي الاحتفاء بالقنص احتفاء بالفرس،بالحبيبة تُرى
مهاة ،وبحياة البراري حيث يمتزج الإنسان –حد الذوبان- بعناصر الطبيعة كلها،الغابوية،الجبلية
،أوالصحراوية .
ورغم كل تراثنا القديم في مجال القنص ،لانكاد
نعثر في خزانتنا العربية إلا على القليل جدا من الإصدارات التي تتناول ثقافة القنص
،من حيث جوانبها العملية ،الكفيلة بجعل شبابنا العربي يحب هذه الرياضة الأصيلة ،كما
أحبها أسلافنا ،ويقبل على تعلم تقنياتها،والإحاطة بلوازمها،من أسلحة وكلاب ..
ولا يخفى الاشتغال التربوي لرياضة الملوك هذه؛إذ
تحبب المغامرة في البراري ،وما تقتضيه من بنية جسمية سليمة ومؤهلة،وعدم تهيب الصعاب
والعيش الخشن ؛وقد أوصى به المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام،لأن الحضارة لا تدوم.
وكلما سار شبابنا عبر هذه المناحي ،التي تبني
الذات والفكر، ابتعد عن شتى إشكال الانحراف التي أنتجتها الحضارة المعاصرة ؛من خلال
إبداع أنشطة تشجع على الدعة والسكون ,وتؤدي الى خمول الهمة والعزيمة.
لا أروع من حياة البراري ،ولا أفضل من معرفة يبنيها الإنسان ،وهو يفكر
وحيدا طليقا،بعيدا عن ضوضاء المدن.
ولا أروع وأمتن من صداقات تنشأ بين جماعات القناصين
،شبابا وشيبا،،وهم في مواجهة مجال القنص بكل مجاهيله ومغامراته.
من هنا بدا لي أن أقدم هذا العمل للقراء ،من قناصين
وغير قناصين؛عساه يساهم في سد الخصاص الحاد الملاحظ في خزانتنا؛وعساه ينقل النظرة إلى
هذه الرياضة – خصوصا في أوساط الشباب -من اعتبارها ترفا ،أومضيعة للوقت،إلى مجال التربية
على البناء المتكامل للذات ،ليس في قاعات مغلقة،وإنما ضمن براري وصحاري ،يجب أن نستعيد
حبها ،ونسير فيها سيرة إسلافنا ،وهم يحتفون بالطبيعة والحيوان ،والخيل والليل والبيداء..
منذ اشتد عودي ،وأنا عاشق وممارس للقنص الجبلي
والغابوي،وفاعل جمعوي في المجال؛ومن هنا غلبة الجوانب العملية
في الكتاب ؛وهذا نابع من ملاحظاتي الميدانية ،خصوصا
حينما ألتقي بقناصين شباب،وأفاتحهم في ثقافة القنص ،عموما،فلا ألمس لديهم غير التلهف
على استنهاض الطريدة وإطلاق الرصاص؛في نسيان تام لحب الكلب ،والتملي بلوحاته الرائعة
،وهو يجهد نفسه لإرضاء صاحبه في البرية،وجهل كامل بالأسلحة ،والعناية بها ؛وسكوت تام
عن معرض الطبيعة ،وهي تقدم اللوحات تلو اللوحات ،حتى تكاد تنسي القناص في ما رحل من
أجله.
ان لم يكن القنص ثقافة أصيلة،متكاملة مع البيئة ؛فهو مجرد رصاص يطلق ،وطرائد
تسقط..
0 التعليقات :
إرسال تعليق