العراق يفقد فناناً كبيراً.. حسيب الجاسم يودع الحياة وعينيه على بلده












فقد العراق يوم أمس الأحد فناناً كبيراً أخلص لبلده في الداخل والخارج، حسيب الجاسم، فنان الكاريكاتير وأحد أفراد عائلة الجديدة انتقل إلى رحمة الله في مقر إقامته في السويد، بعد أن جسد معاناة أبناء العراق على صفحات المجلات بريشته التي كانت تحمل الحنين والاشتياق لكل ذرة تراب في بلده العراق.
نحن في الجديدة إذ ننعى الزميل العزيز حسيب الجاسم نتقدم بنفس الوقت بهذا النداء لكل الفنانين والمثقفين العراقيين وعلى رأسهم الحكومة العراقية، لتقديم تكريم بسيط لهذا الفنان الكبير الذي خدم الوطن، وذلك بتنفيذ رغبته، التي لطالما رافقت حياة الغربة التي عاشها، بدفن جثمانه في بلده العراق كأقل تقدير لمسيرته الحافلة والطويلة في الفن.
نبذة عن حياة الراحل
ولد حسيب الجاسم في سنة 1951 في مدينة الموصل في العراق، بدأ في مجال الفن منذ صغره، بعد أن عمل كرسّام ومصور في كثير من دول العالم، انتقل حسيب الجاسم إلى السويد في عام 1988.
تنشر رسوماته السياسية في جريدة “سندسفال” وجرائد سويدية وعربية ومنها الجديدة، ومواقع فنية عديدة على النت.
أبرز الصحف والمجلات التي عمل لها : القدس العربي ـ المعركة (مع الشهيد الفنان ناجي العلي) ـ الثقافة العربية ـ الكاتب ـ أضواء اليمن ـ الافق ـ اريتيريا ـ اتحاد الطلبة ـ الاندلس ـ الحقائق ـ العودة ـ ابن رشد ـ كرمل ـ الملف ـ بيت الكاريكاتير ـ عراق الغد ـ راديو ارابيسك .. صوت العرب في المانيا …. بالإضافة إلى عمله في الجديدة حتى آخر يوم في حياته.
بدأ كثائر من الإنسان على الإنسان. كان قريباً من موقع الحدث الأسمى ولم يكن فعلا يدرك ما يفعله تلك الايام، حيث كان أبن السادسة أو السابعة عشر، حمل حقيبته الصغيرة متوجها الى مكان غيّر من حياته ـ لبنان ـ من اجل فلسطين وقضيتها.
وبدأ بريشته يرسم معاناة الإنسان وهول ما حدث ويحدث لأبناء أمته، اشترك كفدائي مع كل رفاقه بالسلاح ولكن سلاحه كان الريشة والأوراق. شارك ناجي العلي وإخوته الألم والأحزان ولم يشأ أن تفوت فرصة دون أن يخط بقلمه الفحم خطوطه السوداء الداكنة على أوراقه البيضاء حتى نفي مع بعض رفاقه إلى قبرص من قبل دولة الكيان، ليستمر في عمله كمدير فني لعدة جرائد وفنان ورسام ومقاوم لصالح قضايا الأمة من قبرص والجزائر وكثير من الدول حتى استقر به المطاف على أرض السويد.
كان شاهداً على الحدث في تلك الأيام. كبر وكبرت معه هموم بلدانه فقد أصبح كل بلد يزوره هو بلده بعيداً عن عراقه الحبيب وأصبحت مأساة الإنسان كل الإنسان همه وعالمه المتواضع يحاول الهروب من هذا العالم الى عالمه الكاريكاتوري عالم الاوراق والألوان عله يستطيع بأسلوبه أن يرتقي بهذا العالم إلى فضاء المحبة والسلام والأمل … حتى نال جائزة من أميرة السويد فكتوريا
هذا الإنسان لم يعرف الاستقرار إلا على أوراق الصحف التي تنشر رسوماته الكاريكاتورية وهو الذي لم يكن متعصبا لحزب أو دين أو عرق، كان ببساطة إنسان يحمل أحلام والآم الانسان .. إنه الانسان الفنان حسيب الجاسم.
استضافته العاصمة النمساوية فيينا و في مقر مركز المؤتمرات في معرض يضم مجموعة ضخمة من رسوم الجاسم التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات العالمية والأوروبية تحت اسم ـ رسوم كاريكاتورية من أجل عراق موحد ـ وتناولت مواضيع مختلفة بينها النزاعات الدولية و وضع الشعب العراقي تحت وطئة الاحتلال وقضايا عالمية اخرى متعددة . إنه يحرص في اعماله على اهمية نشر مفاهيم وقيم العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية وغيرها من المبادئ والقيم النبيلة التي تشتد حاجتنا اليها.

وقد حاول من خلال المشاركة في هذا المعرض أن “ينقل بريشة الفنان واقع وهموم الشعب العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص” مشيراً إلى أن العراق يمر اليوم بمرحلة صعبة جدا على مختلف المستويات
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار