في لقاء جهوي بدكارحول موضوع "مغربيات إفريقيا جنوب الصحراء"

مجلس الجالية المغربية يبحث في خصوصيات الهجرة النسوية بإفريقيا

الرباط: سعيدة شريف

بعد تنظيمها لأربع لقاءات حول الهجرة المغربية النسوية تحت شعار "مغربيات من هنا وهناك"، اثنين منهما بمدينة مراكش سنتي 2008 و2009، والآخرين ببروكسيل بأوروبا سنة 2010، وموريال الكندية بأمريكا الشمالية سنة 2011، تشرف مجموعة العمل "مقاربة النوع والأجيال الجديدة" بمجلس الجالية المغربية بالخارج على تنظيم لقاء جهوي بالعاصمة السنغالية دكار يومي 20 و21 شتنبر الجاري يخصص لمغربيات دول إفريقيا جنوب الصحراء حول موضوع "مغربيات إفريقيا جنوب الصحراء: مسارات وتحديات". ويهدف المنظمون من وراء هذا اللقاء، كما صرح إدريس أجبالي، عضو مسير بمجلس الجالية المغربية بالخارج ومنسق هذا اللقاء الجهوي، إلى "القيام بالتشخيص العلمي للهجرة النسوية المغربية بإفريقيا، وإتاحة الفرصة للتبادل وفتح الحوار بين نساء من المغرب ومن المهجر من أجل فهم خصوصيات هذه الهجرة ومشاكلها، خاصة أن معدل تأنيثها يصل إلى نسبة 34.66 في المائة". وأضاف أجبالي أن مجلس الجالية المغربية بالخارج تأخر نسبيا في عقد هذه اللقاءات بسبب التغيرات والتحولات التي عرفها المغرب مع تعديل الدستور، وتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن هناك لقاء آخر سينظم قبل نهاية هذه السنة مع الجالية المغربية في العالم العربي، التي عبرت غير ما مرة عن احتجاجها من التقصير الذي يلحقها من قبل مجلس الجالية، الذي يهتم بالمهاجرين المغاربة بأوروبا وأمريكا ولا يهتم بالمهاجرين في العالم العربي. وقال إن لقاء العالم العربي لن يكون نسائيا، بل سيكون مخصصا للمهاجرين المغاربة في العالم العربي ككل رجالا ونساء. وأوضح أجبالي أن مجلس الجالية المغربية بالخارج يقوم بهذه اللقاءات الجهوية ليفهم خصوصيات الهجرة المغربية النسوية في كل جهة على حدة، كاشفا أنه من خلال اللقاءات السابقة بأوروبا وأمريكا تبين لهم أن الهجرة النسوية المغربية لهاتين القارتين عرفت تحولات كبيرة، بحيث يمكن وصفها بتأنيث الهجرة، التي تبلغ ما بين 47 و50 في المائة من معدل الهجرة المغربية العامة لتلك القارات. وأكد أجبالي أن الهجرة النسوية المغربية في أوروبا وأمريكا عرفت تحولات عميقة، ولم تعد المرأة تذهب إلى بلدانها من أجل الالتحاق بالزوج أو العائلة، بل تذهب لوحدها من أجل العمل وتكوين الذات، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن هناك فوارق كبيرة بين الهجرة النسوية في تلك القارات والقارة الإفريقية، وهو ما سيسعى مكتب الجالية إلى الكشف عنه والقيام بتشخيص دقيق من خلال هذه اللقاءات المثمرة، من أجل التمكن من الإجابة على هذه الإشكاليات المتنوعة، وتحديد الخطوات العملية التي يجب على المغرب ودول الاستقبال تطبيقها من أجل استجابة أفضل، سواء بشكل فردي أو جماعي، للحقوق الأساسية للمهاجرات المغربيات بحضور العديد من المسؤولين العموميين والفاعلين الجمعويين، وكذا باحثين ومتخصصين في المجال القانوني والسياسي والاجتماعي، بهدف الإحاطة العلمية حول إسهام النساء المغربيات في الهجرة جنوب-جنوب. وحسب بلاغ لمجلس الجالية المغربية بالخارج فالهجرة المغربية إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء بدأت في القرن التاسع عشر، وشهد القرن العشرون بروز وجهات جديدة، حيث استقر المغاربة أيضا بالكوت ديفوار، والغابون، وغينيا، وجنوب إفريقيا، كما تنوعت الهجرة المغربية أيضا وظهرت بها مكونات جديدة من بينها النساء والطلبة والمستثمرون. ويقدر عدد أفراد الجالية المغربية بدول إفريقيا جنوب الصحراء بحوالي 10 آلاف شخص، وهو ما يمثل 0.17 في المائة من مغاربة العالم، مع معدل تأنيث تصل نسبته إلى 34.66 في المائة. ويستقر هؤلاء المهاجرون والمهاجرات بكل من السنغال، والكوت ديفوار، ومالي، والكاميرون، والغابون، وغينيا، وجنوب إفريقيا، والبنين، وبوركينافاسو. وأضاف البلاغ أن النساء المغربيات تهاجرن أكثر فأكثر إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء بشكل مستقل بحثا عن تحسين ظروفهن الاقتصادية. ولقد عرفت هذه الساكنة في الثلاثة عقود الأخيرة تحولات عميقة أهمها التجذر في هذه الدول وارتفاع نسبة النساء، منهن سيدات نجحن بشكل لامع في الاندماج الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي في هذه الدول، وأخريات وجدن أنفسهن في وضعيات صعبة لا تمكنهم من الاستفادة حتى من حقوقهن.

تعليق الصورة:

1- ملصق اللقاء الجهوي بدكار