همنغواي ينتقم من مجلة أميركية رفضت نشر قصة له العام 1924 :عدنان أبو زيد


جّدد الراعون لإرث الكاتب الأميركي الراحل أرنست همنغواي (21 تموز1899 - 2 تموز1961)، رفضهم عرضاً تقدّم به، رئيس تحرير مجلة "فانيتي فير"، كرايدن كارتر، لنشر قصة "حياتي في حلبة مصارعة الثيران في رفقة دونالد اوغدن ستيوارت"، التي كُتبت العام 1924  حين رفضت المجلة نشرها في ذلك الوقت، حين كان همنغواي في الخامسة والعشرين باعتبارها قصة لكاتب مبتدئ غير معروف.
وقال مايكل كتاكيس المؤتمن على إرث همنغواي " لسنا نحن من يرفض، همنغواي سينتقم أيضاً من المجلة، وسيؤكد رفضه النشر فيها". وبرّر مايكل كتاكيس المؤتمن على إرث همنغواي رفْض عرْض المجلة نشر القصّة الى "الحذر الشديد الذي تتبناه سياسة الراعين لإرث الكاتب الكبير من إعادة نشر المواد غير المنشورة من قبل الكاتب نفسه".  ويحتل نصّ القصة حجم خمس صفحات، مطبوعة على الآلة الكاتبة وموقعة باسم همنغواي، كان قد أرسلها الى صديقه الكاتب والناشر دونالد ستيوارت، حيث نسيها   في أحد أدراج مكتبه، إلى أن عُثِر عليها مؤخراً، وسعى ابنه الى نشرها.
وتساءل كتاكيس في هذا الصدد "كيف سيكون موقف همنغواي من المجلة لو كان حياً، وسألته المجلة نشر قصة رفضت نشرها في عشرينات القرن الماضي، حين كان الكاتب يبحث عمّن ينشر له نتاجاته وهو في بداية رحلته مع الكتابة".
و "فانيتي فير"، مجلة شهرية أميركية تهتم بالثقافة الشعبية والموضة والسياسة، والنشر فيها يعد مهمًا جداً للكثير من الكتّاب، بل ان المنتقدين للاعتراض على نشر قصة همنغواي، يرون ان الكاتب الكبير الذي عكس في تجاربه الشخصية، أحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الأهلية الإسبانية، يحتاج في هذا الوقت الى مجاراة العصر، عبر اخضاع نتاجه الى عملية تجديد، تجعله مناسباً لقراء القرن، مع انتشار الميديا والنشر الرقميين". بل ان البعض يصف الامتناع عن نشر قصة الكاتب الكبير، يعود إلى دوافع مادية لدى المؤتمنين على إرث الكاتب وليس أسباباً أخرى.
والقصة مثار الجدل، عبارة عن حكاية ساخرة، يقلّد فيها الكاتب الكبير الى حد كبير أسلوب مارك توين الساخر، وتتحدث عن محاولة ستيوارت وهو كاتب أميركي معروف، الإمساك بثورفي  أثناء احتفال بامبلونا السنوي باسبانيا، عندما تطلق الثيران في شوارع هذه المدينة.
 لكن نقاداً فنيين، يرون ان هذه القطعة الادبية، لا ترقى إلى ما كتبه همنغواي عبر سنوات من مدوّنات قصيرة، ويعدونها ذات قيمة أدبية "متواضعة".
وتعود أسباب ذلك، بحسب المهتمّين بأدب همنغواي إلى الفترة الزمنية المضطربة سياسياً واقتصادياً، التي كُتبت فيها، لكنها تسلّط الضوء على بدايات الكاتب، ويمكن الاطلاع عليها في المجلد الثاني من "رسائل ارنست همنغواي" بين الأعوام 1923-1925.
وكانت مخطوطة القصة، طًرحت للبيع في مزاد العام 2004 ، في قاعة مزاد "كريستيز" الأميركية في نيويورك ، حيث قدر سعرها ما بين 12 و18 ألف دولار.   يجدر ذكره، إنّ ابن الكاتب الكبير، باتريك همنغواي، رفض هو الآخر نشر القصة، على الرغم  من  انه يحتاج إلى الشهرة والدفع باسمه إلى التألق في عالم الكتابة، بعدما أصدر كتابه "الحقيقة في النور الأول" الذي اسْتُقْبِل من قبل القرّاء بمشاعر باردة وآراء مختلفة وحماس قليل".
 ومازال إرث ارنست همنغواي الأدبي مثار نزاع بين الولايات المتحدة وكوبا حيث عاش الكاتب هناك ردحاً من الزمن.
وعلى نفس منوال القصة غير المنشورة المتنازع عليها، هناك الكثير مما تركه الكاتب في كوبا مازال يثير أشكاليات ثقافية وسياسية بين الدولتين.

ومنذ العام 2002، سعت الدولتان إلى السماح لخبراء وعلماء أميركيين بمعاينة مجموعة نفيسة من أوراق همنغواي المتضمنة أكثر من عشرة آلاف رسالة ومدونة وملفات أخرى محفوظة في المنزل الذي عاش فيه همنغواي بين عامي 1939 و1960.
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار