نداء إلى من يهمهم الأمر: الكاتب محمد أديب السلاوي، من يعيد له
الاعتبار...؟
تلقت مجلة إتحاد
كتاب الإنترنت المغاربية نداءا عاجلا جاء في وقته المناسب يتعلق بشخصية ثقافية
مغربية أسدت الكثير على مدى نصف قرن من العطاء الأدبي والإعلامي والفكري للمغرب في
فترة كانت البلاد فيها في حاجة إلى أبنائها البررة على إختلاف مشاربهم الفكرية
والإعلامية ... من هم من قضى نحبه ومنهم من أطال الله في عمرهم إلى وقتنا الراهن ،
لكن مايحز في النفس أن من مات فقد مات ورحمة الله عليه ومن قاوم تبعات الزمن فقد
طاله النسيان والجحود مثلما طال العديد من الكتاب والأدباء والفنانين ...
النداء جاء في
وقته لأن الأمر يتعلق بالأستاذ الإعلامي والأديب محمد أديب السلاوي الذي يطفئ
شمعته في عيد ميلاده الخامس والسبعين في عمر أوقد فيه مئات الشموع الفكرية لهذا
الوطن الغالي ... وهذا نص النداء الذي أطلقه الأستاذ محمد المهدي الإدريسي بهذه
المناسبة
يحتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين
على الانتظارات القاسية،
من يعيد له الاعتبار...؟
محمد المهدي
الادريسي
يحتفل الكاتب الكبير، الأستاذ محمد أديب السلاوي،
وأسرته وأصدقائه ومعهما الحقل الثقافي المغربي والعربي، بالذكرى الخامسة والسبعين
لميلاده يوم 18 شتنبر الجاري.
وبهذه المناسبة تصدر " مؤسسة محمد
أديب السلاوي للفكر المسرحي " بإدارة الناقد والباحث الدكتور عبد اللطيف
ندير، كتابا تكريميا لهذا المفكر الموسوعي الكبير والباحث الحصيف المتميز، يحمل
عنوان " محمد أديب السلاوي، الكاتب والقضية" شارك في تحرير مواده
حوالي عشرين كاتبا ومفكرا وباحثا من الذين تابعوا عن قرب سيرته الثقافية والإعلامية،
على مدى نصف قرن من الزمن، والتي أغنت المكتبة المغربية والعربية، بأزيد من أربعين
مصنفا في الثقافة والفنون والآداب
والسياسة والمجتمع بالمغرب الراهن، ارتقت به الى مدارج السمو الإبداعي، بمظاهره
الموسوعية المتميزة، بفضل ثقافته المتنوعة المشارب والمتعددة المصادر.
وقبل أيام من هذا الموعد، نشرت له جريدة
المنعطف حوارا شيقا وممتعا، حول الدخول الثقافي الجديد، تحدث فيه بصراحته المعهودة
وأسلوبه الواضح عن إشكالات وقضايا الثقافة المغربية، عن الدخول الثقافي الجديد،
المليء بالثغرات، كما تحدث فيه بمرارة عن أوضاعه الصحية والمادية والمعنوية
الخاصة، في غياب أي اهتمام أو عناية من الدولة المغربية، والتي تتحمل بلا شك كل
المسؤوليات الكبرى، عن حالة وأوضاع هذا الهرم الثقافي الكبير، الذي وصل سن الخامسة
والسبعين (أطال الله في عمره) وهو بلا أجر، بلا تقاعد، بلا تغطية صحية، يعاني من
أمراض الزمن والسن والداء والأعداء.
إن وضعيته هذه، تعني بوضوح، أن مؤسسات
الدولة، لا ترى أن المفكرين والكتاب والمبدعين من أمثال الأستاذ محمد أديب
السلاوي، على قلتهم ونذرتهم يشكلون مرآة حقيقية للمغرب وحضارته وثقافته وموقعه
الدولي، فبعيونهم وأفكارهم وكتاباتهم، يرانا ويقيمنا العالم.
ويجب التذكير بهذه المناسبة التي نحتفل
فيها مع صديقنا الوفي، المعطاء، الكريم، محمد أديب السلاوي بعيد ميلاده
الخامس والسبعين، أن ثلة من الكتاب والإعلاميين والجامعيين المغاربة، انتبهوا في
السنة ما قبل الماضية، إلى أوضاعه المادية والصحية والمعنوية، فوجهوا رسائل مفتوحة
إلى رئيس الحكومة، ووزير الثقافة، ووزير الإعلام، والديوان الملكي، يناشدون الذين
يهمهم الأمر، رد الاعتبار إلى هذا الرجل الصامد، ليس فقط من أجل أن يعيش بكرامة،
ولكن من أجل مواصلة العطاء والإنتاج والإبداع...ولكن كل هذه الرسائل ظلت حبرا على
ورق...ومرة أخرى لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأمام الصمت الذي واجهت به مؤسسات الدولة
هذه الرسائل، وضع الكاتب الباحث والشاعر الأستاذ محمد السعيدي، كتابا قيما
بعنوان : " الفكر الحداثي للكاتب محمد أديب السلاوي" (مطابع
الرباط نت /2014) تحدث فيه بموسوعية أكاديمية عن فكر هذا الرجل وعطاءاته المتعددة،
مطالبا برد الاعتبار إليه قبل فوات الأوان...وأيضا ظل ما جاء في هذا
الكتاب،(بالنسبة للمسؤولين، كل المسؤولين ) صيحة في واد، وحبرا على ورق...ولا حول
ولا قوة إلا بالله.
بمناسبة هذا اليوم، وأبناء وأحفاد وأصدقاء
الكاتب الموسوعي الصامد، وكل أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة، يحتفلون معه بذكرى
ميلاده الخامسة والسبعين، نقول للمسؤولين الذين يهمهم الأمر، أن الصمت على وضعية الأستاذ
محمد أديب السلاوي، سوف يتحول لا قدر الله إلى جريمة.
إننا من موقعنا، لا نستطيع أن نقول سوى :
الله يطول في عمرك أسيدي محمد أديب السلاوي، لمواصلة مسيرتك الفكرية
والثقافية، الله يقويك لمواجهة هذا التهميش، واجتياز أزماتك. ونطالب بصوت مرتفع،
كافة المؤسسات الثقافية والفكرية والفنية، وكافة أصحاب الضمائر الحية، ومن كافة
الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين الغيورين، التضامن معنا من اجل رد الاعتبار
لمثقف ناضل وما زال يناضل ضد الفساد والعنف والتخلف والسلطة القهرية، ينتمي إلى
جيل الاستقلال الذي يرفض الركوع والانبحاط بأي وسيلة...وبأي ثمن.
ربما ينتظرون وفاته ،
ردحذففقد أصبحنا نتقن لعبة التأبينات والمراثي،
نخبك يا وطن