«الغارديان» تتساءل عن دور موازين في نقل الرباط إلى مصاف المدن العالمية

 «الغارديان» تتساءل عن دور موازين في نقل الرباط إلى مصاف المدن العالمية
إنها العاشرة ليلا، أكثر من مائة ألف شخص اجتمعوا في منصة السويسي قرب حي أكدال بالعاصمة الإدارية والذي يعتبر واحدا من بين الأحياء الراقية بالعاصمة، كما أنه على مدى العقد الماضي أصبح معروفا أيضا كمركز موسيقي دولي للمدينة، جمهور الليلة حاضر في افتتاح الدورة الثالثة عشر للمهرجان الدولي موازين، الحدث السنوي الذي منح لحي أكدال شهرة موسيقية، وهو اليوم الذي سيحي فيه المغني العالمي "جاستين تيمبرلاك" أولى سهراته في المغرب هذا ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" على موقعها الإلكتروني على الأنترنيت.
الصحيفة تساءلت عن سبب الحضور القوي لجمهور من مختلف الأعمار والأنواع والفئات الاجتماعية لحضور حفل "تيمبرلك" على الرغم من غلاء التذاكر، خصوصا أن متوسط الدخل في المغرب لا يتجاوز 5300 درهم في الشهر؟ قبل أن تضيف، أن الدخول المجاني لحفلات المهرجان كان واحد من بين أسس موازين. "إنه مهرجان لجميع المغاربة لا نميز بين الأشخاص الذين لديهم الإمكانيات لدفع سعر التذاكر، مهرجان موازين يستقطب جمهورا من مختلف الشرائح الاجتماعية"، يقول المدير الفني للمهرجان.
المهرجان يجلب أعمالا عالمية بمختلف أنواعها لمدينة الرباط. هذه السنة، استقبل أكثر من 30 فنانا من مختلف الدول خلال تسعة أيام من المهرجان؛ "ريحانا"، و"جاكسون"، و"كايلي مينوغ" و"إلطون جون" من بين الأسماء التي قدمت عروضها الغنائية السنوات السالفة في منصة السويسي.
من البديهي، أن مهرجان موازين يعتبر المشروع المركزي للجمعية المغربية للثقافات، هذه الأخيرة التي تأسست في الفترة نفسها لتأسيس المهرجان عام 2011. المنظمة التي يترأسها رئيس الأمانة الخاصة للملك محمد السادس، غير الربحية والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الأنشطة الفنية والثقافية العالية الجودة، والتي "تستحق عاصمة المغرب".
عباس العزوزي نائب الرئيس التنفيذي لمهرجان موازين، يعتقد أنه طور المشهد الثقافي للرباط والمغرب ككل "مهرجاننا يعتبر مروجا رائعا للموسيقى العالمية، كما أنه نقطة انطلاق للمواهب المغربية، ينتقي تشكيلة من الفنانين المغاربة والأفارقة جنبا إلى جنب النجوم العالميين، كما أنه بمثابة نقطة التقاء ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى أنه يعزز قيم قوية مثل الانفتاح على جميع الثقافات".
كما أن موازين لا يقتصر فقط على نشر الثقافة، فهو يجلب ربحا مهما كذلك لاقتصاد المدينة، يضيف العزوزي قائلا: "المهرجان صار حدثا لا يحول فقط الرباط إلى منصات في الهواء الطلق، بل يسهم أيضا في التنمية الاقتصادية للمدينة".
وأضاف: "قبل بدأ المهرجان، تنظم الرباط بعض الأنشطة الثقافية، التي ليست بحجم الحفلات المقدمة خلال أيام المهرجان"، واستمر في الحديث موضحا: " في السابق، كانت الرباط فقط المدينة الإدارية للمغرب لكن موازين رفع عنها هذا المفهوم".
يوفر المهرجان أكثر من خمسة آلاف فرصة شغل بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة في كل سنة، حسب المكتب الإعلامي لموازين. كما تنتعش أكثر من 40 شركة تجارية مغربية وأخرى أجنبية، وهو ما يعكس حجم ومكانة هذا المهرجان العالمي.
منذ افتتاح دورات مهرجان موازين عام 2001، فرض نفسه كقوة اقتصادية مهمة لمدينة الرباط، يفسر العزوزي "كل سنة موازين يستمر في رفع عائدات سيارات الأجرة وغيرها من الأعمال التجارية، فضلا عن انتعاش حركة الفنادق والمطاعم، هذا يسمح لمهنيي قطاع السياحة في زيادة عائداتها بنسبة 30 في المائة".
العزوزي أيضا مقتنع بأن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام وحده يساهم بشكل كبير في اقتصاد المدينة، فموازين حدث مهم في البرنامج الثقافي للمغرب، الشيء الذي يجعل مدينة الرباط كباقي أكبر العواصم الموسيقية في العالم.
الحاج زهيد، أستاذ الاقتصاد والمالية في جامعة محمد الخامس أكدال في الرباط ،لا يتفق مع هذا التقييم "مهرجان موازين منظم من قبل الجهات المانحة، ومعظمهم رجال الأعمال من الشركات الكبرى الذين يسعون إلى تأسيس علاقات مع الأشخاص الأكثر نفوذا في المغرب"، كما يقول.
وأضاف: " مهرجان موازين ينعكس إيجابا على السياحة والترويج لمدينة الرباط، لكنه لا يؤثر بشكل دائم وكبير في إمتاع المواطنين بمدينة الرباط".
كما أن هذا الحدث الموسيقي يعد فرصة لجلب وجوه دولية شهيرة للمغرب، وأنه يوفر فرصة مهمة للسكان المحليين للمشاركة في الأنشطة الموسيقية والثقافية التي يصعب الوصول إليها أحيانا.
تعرض موازين لانتقادات كثيرة من طرف بعض الجماعات داخل المغرب، بما في ذلك الحملة الوطنية المطالبة بإلغاء المهرجان. بعض النشطاء يرون أنه إهدار للمال العام، رغم أنه في عام 2012 ثمانية في المائة فقط من ميزانية المهرجان كانت من تمويل الحكومة، أما عام 2014 فلم يستفد من أي دعم منها.
" يعتقد أغلب المواطنين أن قضايا مثل مستوى المعيشة، وتطوير التعليم والنقل، تحتاج إلى اهتمام مباشر ومزيد من الدعم. "نحن بلد فقير، والعديد من الناس يعتقدون أن إنفاق المال على مثل هذه المهرجانات أمر غير مقبول تماما". مثل ما أكد زهيد.
لكن في السنوات الأخيرة، المهرجان أثر بشكل ملحوظ في البنية التحتية للعاصمة.
إعداد: مديحة المناصفي

[ - ]. : http://www.awassim.ma

شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار