تكريم مستحق لرواد حركة الأندية السينمائية بالمغرب

تكريم مستحق لرواد حركة الأندية السينمائية بالمغرب
سيشهد حفل افتتاح الدورة السادسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري ، مساء الخميس 4 شتنبر 2014 ابتداء من السابعة بالقاعة الكبرى لمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية  ، تكريما لثلاثة من الأسماء الوازنة  التي أثرت عمل وفعل الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب في محطات من تاريخها الطويل (1973 – 2014) : يتعلق الأمر بالمخرج السينمائي سعد الشرايبي والناقد السينمائي مصطفى العلواني والسينفيلي الجمعوي حسن وهبي .
فيما يلي ورقة ، بقلم أحمد سيجلماسي ، تعرف بجوانب من عطاءات المخرج والسينفيلي سعد الشرايبي :
سعد الشرايبي : الإبن البار
لحركة الأندية السينمائية بالمغرب
أنجبت حركة الأندية السينمائية بالمغرب مجموعة من الأسماء الوازنة التي سجلت حضورها في ساحتنا السينمائية بشكل مستمر على امتداد أربعة عقود أو يزيد ، خصوصا مع حدث تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية سنة 1973 ، التي شكلت ولازالت مدرسة للتكوين السينمائي الهاوي  ، وما نظمته هذه الجامعة وأنديتها من أنشطة مختلفة الأشكال والأحجام على امتداد تاريخها المديد . وكان سعد الشرايبي واحدا من هذه الأسماء البارزة التي ترعرعت في أحضان هذه الحركة وراكمت  خبرة نظرية وعملية في التنظيم الجمعوي والتدبير المالي وتنشيط جلسات نقاش الأفلام والكتابة الصحافية وتلقي وتحليل الأفلام وغير ذلك . وأصبح من خلال مساهمته في تأسيس وتسيير نادي العزائم السينمائي بالدارالبيضاء ، من 1973 الى 1983 ، والإنضمام الى المكتب الوطني المسير لجامعة الأندية السينمائية ، من بين العناصرالمثقفة الفاعلة داخل حركة أندية السينما بالمغرب . ومما زاده فعالية ذكاؤه وديناميته وقدرته على المبادرة واستشرافه للمستقبل وتواضعه وعمقه الإنساني وحبه اللامحدود للمعرفة .
فهذه الخصال المقرونة بعشقه الكبير للسينما ساعدته في الإنتقال من ضفة المستهلك لصور الغير الى ضفة المنتج لصوره الخاصة ، وقبل أن يخرج باكورة أفلامه ، الوثائقي القصير " بوعادل / من حياة قرية " سنة 1978 ، اشتغل كمساعد في الإخراج في " رماد الزريبة " ، وهو فيلم روائي طويل من إنجازجماعي سنة 1976 ، كما اشتغل كمدير إنتاج في الفيلم القصير " الأيام المائة للمامونية " من إخراج مصطفى الدرقاوي سنة 1977 . وبعد فيلمه الأول ، الوثائقي القصير،  أخرج سعد الشرايبي سنة 1980 فيلما روائيا قصيرا بعنوان " كلمات وتعابير " ، وأردفه سنة 1982 بفيلم متوسط الطول بعنوان " غياب " من تأليفه وإنتاجه وإخراجه . وبعد ذلك دخل تجربة الفيلم الروائي الطويل سنة 1990 بإخراجه ل " أيام من حياة عادية " ، الذي ستتلوه أفلام روائية طويلة أخرى هي على التوالي : " نساء ونساء " (1998) و " عطش " (2000) و " جوهرة بنت الحبس " (2003) و " الإسلام يا سلام " (2007) و " نساء في مرايا " (2010) ، بالإضافة الى أفلام تلفزيونية أخرجها وأفلام قصيرة أنتجها أو نسق إنتاجها وغير ذلك .
ما يلاحظ على هذه الأفلام الروائية الطويلة أن مخرجها العصامي يتطور من عمل لآخر ويزداد تمكنه من أدوات التعبير الفيلمي رغم أن مواضيعها لا تخرج في غالبيتها عن ثلاث تيمات رئيسية متداخلة فيما بينها  : تيمة المرأة :وضعيتها وعلاقتها بالرجل في سياقات مختلفة ، تيمة الصداقة : خيبة الأمل في الحاضر والحنين الى الماضي ، تيمة التاريخ القريب : العلاقة بالمستعمر الفرنسي ، تأثيرات أحداث 11 شتنبر على العلاقة بين الشرق والغرب ، مغرب سنوات الرصاص .
سعد الشرايبي ، المزداد بفاس يوم 27 يونيو 1952 ، ليس مخرجا سينمائيا وتلفزيونيا فحسب ، فمهنته الأساسية مرتبطة بالأدوية وتوزيعها  ، لأنه تابع دروسا جامعية بكلية الطب بالدار البيضاء ، كما تابع دروسا في التواصل بجامعة فانسين الفرنسية في مطلع السبعينات من القرن الماضي . إن انخراطه في الحياة السينمائية المغربية  كعاشق للسينما ومتتبع لجديدها ، ثم كمبدع ومهني داخل غرفها وهياكلها المختلفة ، جعله أحد مهندسي السياسة السينمائية بالمغرب في محطات تاريخية مختلفة بفضل أفكاره وتصوراته وتوصياته و قوته الاقتراحية ، وبفضل نضاله الى جانب سينمائيين آخرين من أجل تحسين شروط الممارسة السينمائية بالمغرب . فطيلة مساره السينمائي كان مناضلا ولايزال ، من مواقع مختلفة ، من أجل نشر الثقافة السينمائية وتنظيم المهنة ودعم الجمعيات والتظاهرات السينمائية ماديا ومعنويا وتأطير الورشات وتنشيط الندوات والموائد المستديرة وغير ذلك . لم يبخل أبدا على أصدقائه بما يتوفر عليه من إمكانيات مادية وغير مادية ، ولم يبخل على الجمعيات والأندية السينمائية بأفلامه ، ولم يكن أبدا شحيحا مع العاملين معه في أعماله السينمائية والتلفزيونية  ، ولم يسجل عليه أنه تنكر لأصدقائه القدامى أو لم يلب دعوة لتأطير ورشة تكوينية أو المشاركة في ندوة أو غير ذلك . فهو خريج مدرسة الأندية السينمائية والإبن البار لحركتها الثقافية والفنية ، اجتمع فيه ما تفرق في غيره . وما تهافت التظاهرات السينمائية المغربية المختلفة على تكريمه وهو في أوج عطائه إلا اعتراف واضح بخدماته الكثيرة وبنبل أخلاقه وبعمق العلاقات الإنسانية التي تربطه بمختلف الفاعلين السينمائيين من فنانين وتقنيين ونقاد وصحافيين وجمعويين وغيرهم .
فتحية احترام وتقدير، صادقة ونابعة من القلب ،  لهذا الفنان والمثقف العضوي ، المناضل والملتزم والمتخلق ، بإسم أندية السينما بالمغرب ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، لأنه كان ولا يزال من المدعمين الأساسيين ، قولا وفعلا ، للثقافة السينمائية ببلادنا وأحد المهندسين لتجربة الأندية السينمائية بالثانويات مع الدكتور عبد الله ساعف ( الوزير المكلف بالتعليم الثانوي سابقا) ، وبعد ذلك بدور الشباب مع الأستاذ محمد الكحص (كاتب الدولة المكلف بالشباب سابقا) ، كما لعب دورا مهما في خلق قناة تواصل بين جواسم ووزارة حقوق الإنسان ( في عهد الوزير السابق محمد أوجار) حيث نظمت العديد من الأنشطة في مختلف مناطق المغرب حول موضوع " السينما وحقوق الإنسان " . ولا ينبغي نسيان أنه كان من المدعمين ماليا لعودة الروح لجامعة الأندية السينمائية إبان انعقاد مجلسها الوطني التاسع عشر في مارس 2013 .
شكرا أخي وصديقي سعد الشرايبي ، ومزيدا من النضال والإبداع والعطاء الإنساني ...
                                                              

أحمد سيجلماسي
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار