مؤتمر أدب الأطفال بين التراث والحداثة بقلم: السيد نجم

مؤتمر أدب الأطفال بين التراث والحداثة بقلم: السيد نجم
عقد مؤتمر "أدب الطفل بين التراث والحداثة" بمدينة الفيوم خلال شهر مايو/آيار 2014م.في الفترة برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة.
تناولت البحوث "التراث وأدب الأطفال المعاصر"، "مسرح الطفل والموروث الثقافي"، "أشكال الحكي التراثي"، " تجدد الخيال في شعر الأطفال"، "نحو كتابة جديدة للطفل"،" صورة المرأة في الكتابة للطفل"، "الوسائط الحديثة وأدب الأطفال"، "ألعاب وأغاني الأطفال"، "رسوم الأطفال والخيال الشعبي"، "التراث الثقافي وفنون الطفل". بالاضافة إلى جلسات شهادات إبداعية لنخبة من الكتاب والمبدعين عن تجاربهم في الكتابة للطفل، وأمسية شعرية.
شارك في المؤتمر نخبة من الباحثين والكتاب وفناني رسوم الطفل: د.السيد نجم، د. عفاف طبالة، يعقوب الشاروني، محمود قاسم، د. محمود الضبع، سماح أبوبكر عزت، نشأت المصري، جار النبي الحلو، أحمد زحام، صفاء البيلي، عبده الزراع، منار فتح الباب، ناصر العزبي.. وآخرين.
تعد الكتابة للطفل مغامرة فى حاجة إلى كاتب جسور ومثقف موهوب، يدرك أهمية الكلمة فى مستقبل طفل صغير، سوف تبقى معه وقد تشكل وجدانه وأفكاره إلى بقية العمر.
ترجع أهمية كتاب بحوث المؤتمر لكونها تعبر عن محاولة جادة لتقديم الأفكار البحثية فى مجال أدب الطفل، بينما الواقع الثقافى العربى يعانى من قلة تلك الدراسات والبحوث، خصوصاً أن أغلب كُتاب تلك الأبحاث ممن مارسوا كتابة الإبداع الأدبى للطفل، مع عدد من النقاد، وهو ما يثرى المكتبة العربية. وقد طرحت العديد من الأفكار.
يقول الفرنسى "شارل لالو": "إن الفن لا ينقل الطبيعة، وإنما يستلهم منها ليعبر عن أشياء جديدة، خاصة فن المسرحية للطفل..". بات على مسرح الطفل كما لغيره من الفنون عبء كبير مع الطفل الجديد، بالفن يكون المعلم الأخلاقى والمعرفى والإجتماعى.                                  وتعد الولايات المتحدة فى طليعة الدول المهتمة به. بتلك الرؤية قدمت الباحثة "صفاء البيلى" بحثها "إشكاليات الإستلهام".
فيما يعبر الموروث الثقافى عن الهوية لأى بلد، حيث أنه على جانبين.. الجانب المادى فى صيغة كتابة أو رسوم أو مبان، وهناك الجانب غير المادى المتمثل فى الموروث الشفاهى من لهجات وأمثال وأغانى والحان. الأثنان معاُ هى أسلوب حياة الناس، وعلى كاتب الطفل تعميق تلك الخصائص من أجل النشء المنتمى. وهو ما تناوله بحث "مسرح الطفل والموروث الثقافى" للباحث "ناصر العزبى"
أما الباحث "نشأت المصرى" فقد أعطى لشعر الطفل إهتمامه، حيث الشعر هو جوهر الخيال. وتحت عنوان "تجدد الخيال" تناول بالتحليل تجربة الشاعر السورى "مروان شيخى" مع مجموعة من الأطفال، حتى أن طفلة عمرها 11سنة كتب:                                             "تلك الفراشة/ تباغت الوان حياتى فى الزهور/ وترتشف نداها/ فى حدائقنا المتعبة/ إلا زهرة منعزلة/ فى الركن المجرد من الحياة/ تبكى أشواقها/ إنها زهرة من بالونات طفولتنا".. استدل الباحث من هذا العمل لطفلة وأمثلة لغيرها، القدرة على تجدد الخيال، وخصوصاُ فى الشعر.
بينما توقف الباحث "عبده الزراع" مع شعر الأطفال قديما فى التراث، وحديثا. فقد رصد لأسماء شعرية عربية كبيرة، تناولت تجربة شعر الأطفال، من أمثال: "المتنبى- أبونواس- ابن الرومى- البحترى- عمرو بن كلثوم.. وغيرهم"، ومنهم من قرض الشعر صغيراُ. قال المتنبى فى صغره عن أبيه: 
 "يا أبى من وددته فافترقنا   ..   وقضى الله بعد ذلك إجتماعا                                              فافترقنا حولا فلما التقينا    ..   كان تسليمه على وداعا "
ثم كان بحث "د.أمين الطويل" حول رصد إبداع المرأة فى مسرح الطفل، حيث أشار إلى أن "فاطمة المعدول" الأغزر إنتاجا خلال الثلاثين سنة الماضية (19 مسرحية).. ثم "زينب العسال" و"لوسى يعقوب" و"نهاد جاد". وهى الأعمال التى قدمت المسرح البشرى للطفل، ومسرح العرائس، كما تعاملت مع الأطفاء الأسوياء والمعاقين.. وهناك المسرحيات التى يقدمها الكبار للصغار أو الصغار للصغار.
وقد ركز الباحث "د.محمود الضبع" على الرؤية المستقبلية لأدب الطفل. فقد تطورت فنون الآداء الخاصة بأدب الطفل، بين الاذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح بالإضافة إلى الكتاب والتقنية الرقمية.. وكلها لها أهميتها ودورها. وهو ما يلزم معه الفصل بين المعرفة والمعلوماتية، حيث الأولى جماع المعلومات المحددة فى موضوع ما، بينما الأخرى هى طرق إنتاج المعلومة.
كانت التقنية الرقمية ودورها فى أدب الأطفال الموضوع الذى تناوله السيد نجم، معتمداً على الإعتراف بأهمية التقنيات الأولى "شفاهية، وكتابية" ثم جاءت التقنية الرقمية، التى بدت أكثر تأثيراً، وأنتجت أشكال ثقافية وإبداعية متميزة وجديدة للطفل.                                     فألعاب الكمبيوتر تعبر عن ميزة التفاعل بين الطفل والمنتج، ولها دورها المعرفى وتنشيط الذكاء والقدرة على إتخاذ القرار، وتنمية الإنضباط العصبى العضلى.. ومع ذلك الإفراط فى تلك الألعاب قد يؤدى إلى الإدمان "إدمان الانترنت" وهو مرض جديدة تم التعامل معه مؤخراً وخاصة فى الصين.
عرض الباحث "د.محمد سيد عبدالتواب" فى بحثه "كتابة الرجل نموذجا"، بحثا مطولا حول صورة الرجل والمرأة فى أدب الطفل، وكيف أن الأجيال الثلاثة الأولى من كتاب أدب الطفل بمصر، أعطوا للرجل كل الصفات الإيجابية، على العكس من صورة المرأة السلبية.. منهم "محمد سعيد العريان"، "محمد عطية الابراشى"، "عبدالتواب يوسف"، "يعقوب الشارونى"..    أما الجيل الرابع من الكتاب فقد أعطوا للمرأة دورها الفاعل وربما المتفاعل مع المعطيات التكنولوجية الحديثة، منهم: "السيد نجم"، "رجب سعد السيد"، "أحمد سويلم".. وغيرهم.
"نحو كتابة جديدة.." عنوان البحث المقدم من "د.إيمان سند"، وفيه تقدم أهمية التناول الأدبى للطفل، مثله مثل تناول الغذاء. وتتوقف مع بعض السلبيات فى أعمال أدب الأطفال، مثل: تفكك بنية النص، تكرار الموضوعات، أسلوب الارشاد والتقرير، عدم اتاحة الفرصة للطفل كى يفكر، مع عدم التفريق بين تناول العمل للكبار أم للصغار.
وتساءل الباحث "إبراهيم حمزة" بقوله: "هل لدينا كتابة جديدة للأطفال؟".. ثم أجاب بأن هناك محاولات جادة ولكنها لم تلق التناول النقدى الواجب والمطلوب.          
أما القسم الأخير من الكتاب فقد تناول شهادات الأدباء من كتاب أدب الطفل، خصوصاً من شباب جيل الوسط الذى تحقق بنشر أكثر من عمل أو بعد حصوله على جوائز مصرية وعربية. وبذلك يعد الكتاب مرجعاً هاماً لكل المهتمين بأدب الأطفال فى العالم العربى.
*************

Ab_negm2014@yahoo.com
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار