قضية “السرقة الأدبية” أمام محكمة سطيف

مثل الصحفي محمد علال ومسؤول نشر يومية “الخبر” شريف رزقي أمام محكمة سطيف، يوم الخميس الماضي، في قضية “القذف” التي رفعها زعيم خنشلاوي ضد الجريدة في شكل ادعاء مباشر، بعد نشرها مقالا يتهم زعيم خنشلاوي بالأدلة القاطعة بـ”السرقة الأدبية”، يوم 30 أكتوبر 2013، تحت عنوان “زعيم خنشلاوي يسرق نصا لباحث فلسطيني وينسبه إليه: فضيحة السرقات العلمية تحاصر سيناريست فيلم الأمير
 غاب زعيم خنشلاوي عن الجلسة التي عقدت بمحكمة سطيف رغم أن المدعي المدني يقطن بالعاصمة ومقر الجريدة يقع بالعاصمة أيضا، لكنه اختار اختصاص محكمة سطيف لعرض هذه الشكوى.
وقد تمحورت أسئلة محامي المدعي المدني حول دوافع الجريدة من وراء توصيف عملية النقل الحرفي التي قام بها زعيم خنشلاوي بـ”السرقة الأدبية”، كما طرح سؤالا على الصحفي بخصوص امتلاكه “لتصريح الدولة الجزائرية للتحقيق في الأمور التاريخية”. وتساءل المحامي عن أسباب لجوء صاحب المقال للإشارة إلى سيناريست الأمير عبد القادر في العنوان، واعتبر أن إشارة المقال إلى المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، أمر مبالغ فيه. وقد طالب محامي المدعي المدني بتسليط غرامة مالية على “الخبر” قدرها مليار سنتيم، بينما أكد محامي الدفاع، خالد بورايو، على البراءة لعدم ثبوت الأدلة.
وقد أوضح الصحفي في معرض إجابته على أسئلة المحامي، بأن الدوافع الوطنية والشكوك التي حامت حول كاتب سيناريو الأمير عبد القادر بعد تصريحات المنتج فيليب دياز الذي يعتبر كاتب السيناريو الأول لفيلم الأمير عبد القادر، بالإضافة إلى عدم حضور زعيم خنشلاوي إلى ندوة الإعلان عن الفيلم، هو ما أثار فضول الصحفي للبحث عن مدى نزاهة زعيم خنشلاوي الذي تم إلصاق اسمه بسيناريست الأمير عبد القادر للتعتيم على السيناريست الحقيقي الفرنسي الجنسية، كما يوضح التسجيل الصوتي لفيليب دياز الذي بحوزة “الخبر”. وقد أكد الصحفي أنه اكتشف، خلال رحلة بحثه في سيرة زعيم خنشلاوي، العديد من “الفضائح العلمية”، حيث لا يبدو أن الباحث يتمتع بسمعة جيدة في الوسط الإعلامي، كما تشير العديد من المقالات المنشورة في الجرائد الوطنية، على غرار مقال بجريدة “صوت الأحرار” يصف كتابات زعيم خنشلاوي بـ”تشويه التاريخ الجزائري”، ومقال آخر للكاتب عبد العالي رزاقي بجريدة “الشروق”، ينعت فيه زعيم خنشلاوي بصاحب “الفضيحة الجزائرية السعودية”، من خلال كتاباته التي تشكك في الهوية الجزائرية الإسلامية وتقدم مغالطات خطيرة حول تاريخ الجزائر، كما وجد أيضا مقالا في جريدة “الخبر الأسبوعي” لسنة 2005، يصف زعيم خنشلاوي بـ”الرداءة في حقل البحث العلمي” وأن كتاباته في مجال التاريخ “تحمل الكثير من المغالطات”. ويوضح كتاب آخر لزعيم خنشلاوي عنوانه “التصوير الروحاني في الفلكلور الجزائري”، كيف أنه لم يحترم فيه التوثيق والمراجع، لاسيما فيما يخص الصور التي يحتويها الكتاب”، بمعنى أن السرقة العلمية عند هذا الأخير ليست “خطأ مطبعيا” كما ادعى في شكواه ضد “الخبر”، بالإضافة إلى أن إلصاق اسم زعيم خنشلاوي بسيناريو الأميرعبد القادر جاء، حسب تصريحات المنتج الفرنسي فيليب دياز، بعد صفقة “مشبوهة”، خصوصا أن زعيم خنشلاوي لم يكتب من قبل في حياته سيناريو لفيلم هام كي يتم اختياره لكتابة سيناريو فيلم مؤسس الدولة الجزائرية، كما يوضح التسجيل الصوتي لفيليب دياز الذي تحوز عليه “الخبر.
وقال مسؤول النشر لجريدة “الخبر”، شريف رزقي، إن إشارة المقال إلى المركز الوطني للبحوث يرجع إلى أن المركز تابع للدولة وأن الكتاب المشار إليه في القضية تم طبعه بأموال المركز، أي بأموال الشعب الجزائري، وقد حاولت “الخبر” الاتصال عدّة مرات بزعيم خنشلاوي للاستفسار عن ذلك الكتاب الذي ظل منتشرا بشكل كبير لمدة ثلاث سنوات، دون أي توضيح أو تصحيح من طرفه أو من قبل “المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ”. وتناول محتوى كتاب “وقفية أبو مدين الغوث في مدينة القدس” الذي صدر بتوقيع “نص زعيم خنشلاوي” سنة 2009 في إطار تظاهرة “القدس عاصمة الثقافة العربية” وتقديم وزيرة الثقافة خليدة تومي، نقلا حرفيا لمحتوى مداخلة قدّمها الباحث الفلسطيني محمد ماجد صلاح الدين الحزماوي، خلال مشاركته في أعمال الطبعة الرابعة للملتقى الدولي حول “التصوف.. ثقافة وموسيقى” المسجلة في سلسلة “ما وراء النص”، بعنوان “وقفية أبو مدين الغوث في مدينة القدس”، وصدرت في مجلة بحث سنة 2008 عن “المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.
يذكر أن زعيم خنشلاوي لم يرسل “ ردا” إلى الجريدة، واكتفى بإرسال رسالة إلى رئيس تحرير “الخبر”، أكد فيها تنازله عن “حق نشر الرسالة الرد”، لاسيما أن رسالته حملت تطاولا صريحا في حق الصحفي، ضمت عبارات مسيئة، على غرار “أن الصحفي يهودي الأصل وأن الغرض من “المقال” هو ضرب الحقوق الإسلامية في حائط البراق الذي يندرج ضمن حدود وقف المغاربة!”. هذه الاتهامات الغريبة تؤكد على ضعف حجة زعيم خنشلاوي الذي لم يجد إلا القول: “أنا لست بصدد الدفاع عن نفسي وإنما بصدد الدفاع عن قضية قومية ومصيرية هي أكبر بكثير من شخصي”. كما أن زعيم خنشلاوي تحدث في رسالته عن كتاب آخر صدر له سنة 2011 عن “حياة وآثار سيدي أبي مدين الغوث”، وهو نفس عنوان موضوع المداخلة الأصلية التي قدمها الباحث الفلسطيني سنة 2008.
يجدر الذكر أن الحكم في هذه القضية سيصدر يوم 22 ماي المقبل.

- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/culture/400149.html#sthash.HLCvRakQ.dpuf
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار