يسعى المؤتمر للتوصل لمقاربة يمكن عبرها فهم مخاض الثورات وتحدياتها فهما أفضل (الجزيرة)
|
افتتح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أمس الخميس في تونس أعمال المؤتمر السنوي الثالث للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي يتناول هذا العام موضوعي "أطوار التاريخ الانتقالية.. مآل الثورات العربيّة" و"السياسات التنموية وتحدّيات الثورة في الأقطار العربية".
وفي مستهل المؤتمر، ألقى مدير معهد الدراسات الإستراتيجية في رئاسة الجمهورية التونسية طارق الكحلاوي كلمة للرئيس التونسي منصف المرزوقي، وقدم المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة محاضرة افتتاحية رامت البحث في الأصول النظرية للمراحل الانتقاليّة.
وقال الرئيس التونسي في كلمته إن تونس تتشرف باحتضان مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية "وإذا كان الاستبداد في تونس قبل الثورة قد عمل على تحقير المفكرين والمثقفين أو استغلالهم لمآربه السياسية التسلطية، فإننا نسعى في سياق التأسيس للديمقراطية إلى بناء علاقة جديدة مع الفكر والمفكرين والثقافة والمثقفين".
كما اعتبر أن التجربة التونسية "تمثل نموذجا حيا لنجاح -نرجو أن يكتمل- لمسار بناء الديمقراطية في السياق العربي" الذي يقتضي وحدة القوى المتطلعة للتغيير على قاعدة أهداف الثورة وبعيدا عن الحسابات الضيقة.
وانتهز رئيس الجلسة الافتتاحية المؤرّخ التونسي عبد الجليل التميمي مداخلته التمهيدية للإشادة بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يوجد مقره بالعاصمة القطرية الدوحة، وبمديره والمساهمات الفكرية والبحثية التي يقدمها خصوصا في هذه المرحلة من الزمن العربي.
وشدّد على أهمية الموضوعين المختارين لأعمال مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية هذا العام في محاولة لتقديم رؤية علمية لما يمكن أن تكون عليه المرحلة الانتقالية وكذا سياسات التنمية ما بعد الثورات العربية.
نظرية الانتقالوفي محاضرته الافتتاحية بعنوان "نوعان من المراحل الانتقالية، وما من نظرية"، أشار المفكر العربي عزمي بشارة إلى أن الحديث عن نظريّة تاريخية خاصة بالمراحل الانتقالية عموما أمر مستحيل.
وأوضح أن ما يقال عن المراحل الانتقالية عموما يمكن قوله عن مراحل "غير انتقالية"، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على أن المرحلة الانتقالية هي مرحلةُ الأزمات الكبرى، وهي مرحلة تَتّسم في التواريخ كافة بِبروز حركة أفكار جديدة وانطلاقها.
وختم بشارة محاضرته بالتأكيد على أنه يُخطئُ من يبحث عن طريقِ مُمهّد نحو الديمقراطية، بل "يجب أن نَشقّ طريقنا بأَنفسنا".
التنمية عمل ثوريمن جانبه، ألقى أستاذ الاقتصاد في معهد التخطيط القومي بالقاهرة إبراهيم العسوي محاضرة بعنوان "سياسات التنمية المستقلة والثورات العربية"، أوضح فيها أن التنمية عمل ثوري بالضرورة، وليست مجرد إصلاح اقتصادي قد تكون له -أو لا تكون- بعض الآثار الاجتماعية الطيبة.
كما قدم نقدا لسياسات الرأسمالية التابعة أو الليبرالية الجديدة التي تجسدت فيما يسمى "توافق واشنطن"، وهي النهج الذي اتبعته الأنظمة العربية وتسبب في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الضخمة التي كانت أحد مسببات الثورات العربية التي طالبت بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية.
المصدر:الجزيرة
0 التعليقات :
إرسال تعليق