حط "مصنع أفلام الهواة" بمدينة الدار البيضاء المغربية، وهو مشروع فني فريد من نوعه سبق وأن تم تنظيمه في كل من نيويورك وجوهانسبورغ وساوباولو وريوديجانيرو وباريس وروتردام وموسكو.
"مصنع أفلام الهواة" أو "لوزين دي فيلم أماتور"، فكرة طريفة لمشروع طموح يتم من خلاله دعوة عدد من الزوار لتقمص دور كاتب سيناريو ومخرج بإنجاز شريط سينمائي قصير يحمل كل مميزات العمل الدرامي.
الفكرة للمخرج الفرنسي المقيم في هوليوود، ميشال غوندري، صاحب الأعمال المعروفة "إترنال سونشاين" و"بي كايند رووند" و"ثي غرين هورنيت"، وحائز على أوسكار أحسن سيناريو عام 2004.
وستجري أطوار هذا المشروع في فضاء المجازر القديمة للعاصمة الاقتصادية التي تعد من بين معالمها العمرانية التاريخية، وهي مفتوحة لكل من يحبون الاحتكاك بالإخراج السينمائي، ويجد الراغبون في دخول مغامرة إنتاج شريط قصير تحت تصرفهم في هذا الفضاء أستوديو وعدة ورشات وديكورات، منها غرفة نوم، ومطبخ، ومشهد لشارع مزدحم، ومكتب عمل، إلى جانب عدة إكسسوارات وملابس وكاميرا لتصوير المشاهد.
وبعدها سيكون على الفريق اختيار موضوع الفيلم، وكتابة السيناريو والحوار، والتقاط المشاهد في مدة قياسية لا تتعدى 3 ساعات.
الزوار الراغبون في التعرف إلى ديكورات هذا الفضاء الذي روعيت فيها "الألوان المغربية"، هم أيضا مرحب بهم، أما المرشحون الراغبون في المشاركة فيشترط أن تكون أعمارهم في الـ16 فما فوق.
ويستقبل المشروع الهواة والمحترفين، حيث سيتم تجميعهم ضمن فرق تتكون من 5 إلى 20 شخصا، ينطلقون مباشرة بعد زيارة الأماكن والاطلاع على الإكسسوارات والديكورات إلى مباشرة عملهم، بدءا بكتابة السيناريو واختيار الممثلين ثم التصوير والمونتاج، واعتماد المؤثرات التقنية والفنية وفق الوسائل المتاحة، ونهاية بعرض ومشاهدة الفيلم.
هذا وخصصت بعض الأعمال الجزئية لتلاميذ المجموعات المدرسية وأطفال الجمعيات، لكن جميع المشاركين يخضعون لإشراف وتأطير فرق تلعب دور الوساطة، تم تكوينهم خصيصا لهذه المناسبة، إضافة إلى تعيين مخرج محترف يساهم في توجيه الفرق.
وتنظم فعاليات هذا المشروع الفني خلال الفترة الممتدة من 13 مارس إلى 30 أبريل القادم 2014، تحت الإشراف العام لـميشال غوندري، وبشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي وجمعية ذاكرة الدار البيضاء التي كان لها الفضل في تحويل البناية التاريخية للمجازر القديمة إلى فضاء ثقافي في إطار الحفاظ على ذاكرة المدينة.
مشروع ميشال غوندري، اعتبر في البداية يوتوبيا حالمة، لكنه سيتحول إلى حقيقة واقعية، فمن خلاله استطاع العديد من الناس أن يصنعوا أفلامهم التي يتابعها الآلاف على شبكة الإنترنت.
يقول ميشال غوندري إن فكرة المعرض جاءته بعد تصويره فيلم "بي كايند رووند" أو "be kind rewind". فعدا الأبطال الثلاثة للعمل، داني كلوفر، بلاك جاك، موز داف، كل الممثلين الآخرين كانوا من الهواة، وهم تحديدا سكان الحي الذي صور فيه هذا العمل. تجربة ممتعة تركت آثارا إيجابية عند المخرج، وأقنعته بتكرار التجربة: "مشاعر الفخر والسعادة التي رأيتها في وجوه الهواة وتعاونهم الكبير أقنعاني بأن العمل بمبدأ جماعي تفاعلي في مجال السينما، شيء ممكن، بل قد يكون بناء وممتعا للغاية"، يضيف هذا الأخير.