أدونيس لم يتأكد بعد مَن استعمل الأسلحة الكيماوية في سوريا!
"ليست إطلالات الشاعر السوري أدونيس كثيرة في الصحافة والاعلام الغربيين" وهو يقيم في فرنسا منذ 30 عاماً، ومع صدور كتابه الجديد الذي يضم مجموعة مقالات سبق له ان نشرها في الصحافة العربية وعنوانه "الربيع العربي: دين وثورة"، أجرت معه صحيفة "لوموند" مقابلة تحدث فيها عن جديده وعن شؤون أخرى.
وفي الثورة في تونس ومصر وصولاً الى سوريا.
[ في كتابك الجديد تبدو كأنك المنشد لنضال ضد الظلامية ولكن انت نفسك عام 1979 وبعد الانقلاب الذي ازاح شاه ايران عن السلطة على يد آية الله، كتبت عن "الثورة والطغاة المخلوعين" وعنيت في قصيدتك "نار الهواء أو الريح التي تهب"؟
(قدم نصه آنئذ الى الامام الخميني عندما نشره في جريدة اللبنانية).
ـ قد أقبل أي نظام باستثناء نظام الامبراطور مثل الشاه في ايران(!) وأنا كنت ضده. وما صعقني وهزني عام 1979 هو عندما رأيت شعباً بأكمله يستفيق وينتصب ومن دون عنف. تماماً مثل قصيدة حية. كان ذلك في غاية الروعة. في هذا المعنى انا قلت نعم لتلك الثورة. فقط في هذا المعنى، وفي نفس المرحلة كتبت ايضا مقالات رفضت فيها قيام دولة على أسس دينية. والذين ينتقدونني اليوم ينسون هذا التفصيل.
(أدونيس تكلم عندها عن "النبوءة" موحياً بذلك ثورة الخميني).
رسالة الى بشار
[ من بين المقالات الصحفية التي نشرت في "الربيع العربي" "رسالة مفتوحة" وجهتها في حزيران 2011 الى رئيس الجمهورية السورية بشار الأسد "المنتخب" ـ كما أشرت ـ تدعوه فيها "الى فتح الحوار". اليوم، انت مع استقالته وتنحيه عن السلطة ـ لكنك تحديداً لم توجه ادانة له حول كل العنف الذي يمارسه الجيش السوري ان في القصف وان في التعذيب (ومن بين المعذبين الأطفال) كما لم تشر الى استخدام الأسلحة الكيميائية.. هذا الصمت من قبلك أليس ملتبساً؟
ـ إذا كان هناك التباس (!) فهو ليس بإرادتي. أما كرهي للعنف ـ وبشكل خاص التعذيب ـ معروف تماماً (؟) كما أكره وأرفض حكم الحزب الواحد (؟). ولقد كتبت كثيراً عن الجانب الدكتاتوري في النظام السوري الحاكم وفي حزب البعث. فأنا لا أدافع عن هذا النظام، والا لما كنت هنا في باريس (!) لقد كتبت انه تم انتخاب بشار الاسد لأن ذلك كان صحيحاً (!) ولقد اختاره البرلمان السوري (!)، وقد فرض بهذا الشكل. وفي الوقت الذي كتبت فيه هذه "الرسالة المفتوحة"، كان هو وحده من يستطيع ان يوقف تسلسل العنف وتدمير البلاد. فنصيحتي لم تكن مسموعة. أما بالنسبة الى الأسلحة الكيميائية... بالتأكيد أنا ضدها. وهذا واضح. وإذا لم أكتب عن هذا الموضوع فذلك لسبب بسيط: حتى اليوم، لم يتأكد بعد بشكل واضح من استعمل هذه الأسلحة (صحيفة "اللوموند" استنتجت بعد البحث والتدقيق بأن المسؤولية بهذا الموضوع هي على النظام بالتواصل مع بعض المصادر الأخرى).
وأمام أي محكمة تشريعية قد قدم هذا التقرير الدقيق الذي يدين هذا الفريق أو ذاك؟ من من بين الفريقين أي الجيش السوري أو المتمردين الثوار ـ (أو الذين يدعون التمرد) الذي بدأ باستخدام هذه الأسلحة؟ الاثنان قادران على اقتراف كل هذه الفظاعات(!).
[ ولكن هل نستطيع ان نضع في نفس الخانة عنف الدولة ـ عنف ديكتاتورية عائلة الاسد ـ وعنف المتمردين؟
ـ العنف يتشابه اينما وجد ومن أين يأتي. المعارضة السورية المدعومة من قوى خارجية ـ مثل الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وحتى فرنسا ـ تستخدم أيضاً خطاباً قائماً على العنف (لم يشر أدونيس الى ايران وروسيا وحزب الله والعراق) ولكن نحن ننسى المعارضة السورية الداخلية، هؤلاء الذين يرفضون العنف في دمشق كما يرفضون التدخل الأجنبي! أنا أدعم هؤلاء. إنهم الديموقراطيون الحقيقيون. (لم يلمح أدونيس إلى ان كثيرا من المعارضة السورية الداخلية تحت كنف النظام).
[ قبل أسابيع عدة، طالب أحد الأصوليين في الجزائر باحراق كتبك. كيف تلقيت الخبر وما كانت ردة فعلك على هذا الطلب؟
ـ (يضحك) إذا كان مصراً على الدفاع عن القرآن وعن الإسلام فليبدأ بتعلم اللغة العربية! وثمة تحرك جرى من قبل المثقفين الجزائريين لمنع هذه التحركات. للاسف، عدد كبير من العرب لا يعرف اللغة العربية. وهذه مشكلة اكبر وأشد خطورة بالتأكيد من مشكلة تحركات يقوم بها احد السلفيين الصغار.
بعد ربع قرن تقريباً، سيتكلم معظم الشباب العرب الانكليزية افضل من العربية. ماذا نفعل حيال ذلك؟ اللغة كائن حي: لا نستطيع ان نجبرها على شيء، لا على الاستمرار ولا على الموت.
[ من بين البلدان العزيزة على قلبك، يأخذ لبنان مكانة خاصة لديك...
ـ لبنان هو رمز الحرية العربية، أو امكانية الحرية. وهو بلد مفتوح حيث تجد كل المعاني الانسانية والإبداعية. فهو ليس مكبلاً بسلاسل الماضي ولا هو مسجون داخل حدوده. لبنان اكثر من بلد، هو مشروع هو مشروع دائم النشاط، هو منارة. مثل تونس التي تعطينا المثل والأمل.
ننشر مقاطع من حديث أدونيس الى اللوموند حول "الربيع العربي"، من دون تعليق مركز تاركين للقارئ الحصيف ان يستنتج بنفسه ما وراء آرائه من خلفيات "علمانية" و"مدنية" وكراهية لنظام الحزب الواحد في سوريا وسواها.
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=605046[ في كتابك الجديد تبدو كأنك المنشد لنضال ضد الظلامية ولكن انت نفسك عام 1979 وبعد الانقلاب الذي ازاح شاه ايران عن السلطة على يد آية الله، كتبت عن "الثورة والطغاة المخلوعين" وعنيت في قصيدتك "نار الهواء أو الريح التي تهب"؟
(قدم نصه آنئذ الى الامام الخميني عندما نشره في جريدة اللبنانية).
ـ قد أقبل أي نظام باستثناء نظام الامبراطور مثل الشاه في ايران(!) وأنا كنت ضده. وما صعقني وهزني عام 1979 هو عندما رأيت شعباً بأكمله يستفيق وينتصب ومن دون عنف. تماماً مثل قصيدة حية. كان ذلك في غاية الروعة. في هذا المعنى انا قلت نعم لتلك الثورة. فقط في هذا المعنى، وفي نفس المرحلة كتبت ايضا مقالات رفضت فيها قيام دولة على أسس دينية. والذين ينتقدونني اليوم ينسون هذا التفصيل.
(أدونيس تكلم عندها عن "النبوءة" موحياً بذلك ثورة الخميني).
رسالة الى بشار
[ من بين المقالات الصحفية التي نشرت في "الربيع العربي" "رسالة مفتوحة" وجهتها في حزيران 2011 الى رئيس الجمهورية السورية بشار الأسد "المنتخب" ـ كما أشرت ـ تدعوه فيها "الى فتح الحوار". اليوم، انت مع استقالته وتنحيه عن السلطة ـ لكنك تحديداً لم توجه ادانة له حول كل العنف الذي يمارسه الجيش السوري ان في القصف وان في التعذيب (ومن بين المعذبين الأطفال) كما لم تشر الى استخدام الأسلحة الكيميائية.. هذا الصمت من قبلك أليس ملتبساً؟
ـ إذا كان هناك التباس (!) فهو ليس بإرادتي. أما كرهي للعنف ـ وبشكل خاص التعذيب ـ معروف تماماً (؟) كما أكره وأرفض حكم الحزب الواحد (؟). ولقد كتبت كثيراً عن الجانب الدكتاتوري في النظام السوري الحاكم وفي حزب البعث. فأنا لا أدافع عن هذا النظام، والا لما كنت هنا في باريس (!) لقد كتبت انه تم انتخاب بشار الاسد لأن ذلك كان صحيحاً (!) ولقد اختاره البرلمان السوري (!)، وقد فرض بهذا الشكل. وفي الوقت الذي كتبت فيه هذه "الرسالة المفتوحة"، كان هو وحده من يستطيع ان يوقف تسلسل العنف وتدمير البلاد. فنصيحتي لم تكن مسموعة. أما بالنسبة الى الأسلحة الكيميائية... بالتأكيد أنا ضدها. وهذا واضح. وإذا لم أكتب عن هذا الموضوع فذلك لسبب بسيط: حتى اليوم، لم يتأكد بعد بشكل واضح من استعمل هذه الأسلحة (صحيفة "اللوموند" استنتجت بعد البحث والتدقيق بأن المسؤولية بهذا الموضوع هي على النظام بالتواصل مع بعض المصادر الأخرى).
وأمام أي محكمة تشريعية قد قدم هذا التقرير الدقيق الذي يدين هذا الفريق أو ذاك؟ من من بين الفريقين أي الجيش السوري أو المتمردين الثوار ـ (أو الذين يدعون التمرد) الذي بدأ باستخدام هذه الأسلحة؟ الاثنان قادران على اقتراف كل هذه الفظاعات(!).
[ ولكن هل نستطيع ان نضع في نفس الخانة عنف الدولة ـ عنف ديكتاتورية عائلة الاسد ـ وعنف المتمردين؟
ـ العنف يتشابه اينما وجد ومن أين يأتي. المعارضة السورية المدعومة من قوى خارجية ـ مثل الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وحتى فرنسا ـ تستخدم أيضاً خطاباً قائماً على العنف (لم يشر أدونيس الى ايران وروسيا وحزب الله والعراق) ولكن نحن ننسى المعارضة السورية الداخلية، هؤلاء الذين يرفضون العنف في دمشق كما يرفضون التدخل الأجنبي! أنا أدعم هؤلاء. إنهم الديموقراطيون الحقيقيون. (لم يلمح أدونيس إلى ان كثيرا من المعارضة السورية الداخلية تحت كنف النظام).
[ قبل أسابيع عدة، طالب أحد الأصوليين في الجزائر باحراق كتبك. كيف تلقيت الخبر وما كانت ردة فعلك على هذا الطلب؟
ـ (يضحك) إذا كان مصراً على الدفاع عن القرآن وعن الإسلام فليبدأ بتعلم اللغة العربية! وثمة تحرك جرى من قبل المثقفين الجزائريين لمنع هذه التحركات. للاسف، عدد كبير من العرب لا يعرف اللغة العربية. وهذه مشكلة اكبر وأشد خطورة بالتأكيد من مشكلة تحركات يقوم بها احد السلفيين الصغار.
بعد ربع قرن تقريباً، سيتكلم معظم الشباب العرب الانكليزية افضل من العربية. ماذا نفعل حيال ذلك؟ اللغة كائن حي: لا نستطيع ان نجبرها على شيء، لا على الاستمرار ولا على الموت.
[ من بين البلدان العزيزة على قلبك، يأخذ لبنان مكانة خاصة لديك...
ـ لبنان هو رمز الحرية العربية، أو امكانية الحرية. وهو بلد مفتوح حيث تجد كل المعاني الانسانية والإبداعية. فهو ليس مكبلاً بسلاسل الماضي ولا هو مسجون داخل حدوده. لبنان اكثر من بلد، هو مشروع هو مشروع دائم النشاط، هو منارة. مثل تونس التي تعطينا المثل والأمل.
ننشر مقاطع من حديث أدونيس الى اللوموند حول "الربيع العربي"، من دون تعليق مركز تاركين للقارئ الحصيف ان يستنتج بنفسه ما وراء آرائه من خلفيات "علمانية" و"مدنية" وكراهية لنظام الحزب الواحد في سوريا وسواها.
0 التعليقات :
إرسال تعليق