تاريخ الأدب المعاصر في إيران ـ من تاليف: د.عدنان طهماسي و د.أمين مقدسي*


عصر النهضة:‏
إن التطورات التي شهدتها إيران بعد عام 1921م تمخضت عن أدب وشعر جديد، أطلق عليه فيما بعد بالشعر "النيمائي" نسبة إلى نيما يوشيج الشاعر، ومن نافلة القول أن نشير بأن ميزان شعر "نيما" يتوزع على عدة أمور:‏
أولاً: الانطلاق من الشعر الكلاسيكي وقيوده الذي فرض نفسه 11قرناً على الساحة الأدبية في إيران.‏
ثانياً: إن هذه المرحلة ممزوجة بمعترك الحياةالاجتماعية والسياسية والثقافية بحيث لا يمكن انفصامها، ومن يريد الولوج إلى أدبعصر النهضة في إيران يفرض عليه استيعاب هذه الفترة من تاريخ إيران ونشاطها في مختلفالميادين عن كثب، وأن يضع الانفتاح السياسي على أوربا في العصر القاجاري، ولا سيماعهد عباس ميرزا (نائب السلطنة) و الحروب الروسية الإيرانية بعين الاعتبار. فيخضم هذا اندفع المسؤولون الإيرانيون كأمثال قائم مقام الفراهاني وعباس ميرزا (نائبالسلطنة) إثر الحروب التي دارت بين إيران وروسيا ـــ إلى إرسال بعثات طلابية إلىخارج البلاد ـــ على غرار ما قام به محمد علي باشا في مصر ـــ لتأهيلهم في شتىالساحات العسكرية منها والسياسية و...‏
أضف إلى ذلك الثورةالدستورية (مشروطة) وما انبثق عنها من نتائج إيجابية، نلخص أهمها بما يلي:‏
1ـــتداعيات الحرب الروسية الإيرانية وضرورة الانفتاح على تكنولوجيا متطورة وعصرية.‏
2ـــالنهوض لتعلم العلوم والفنون العصرية إثر الجهود التي بذلها عباس ميرزا.‏
3ـــالانفتاح على العالم الجديد ومبادلة الوفود الطلابية وغير الطلابية.‏
4ـــ انتشار صناعةالطباعة.‏
5ـــ انتشار الصحف والمطبوعات‏
6ـــ ترجمة وطبعالكتب المترجمة من اللغات الأجنبية.‏
7ـــ تأسيس مدرسة دار الفنون
إن هذه العواملبدورها فعّلت من نشاط الحركة الثقافية في إيران بحيث أثرت إبان عصر المشروطة(الثورة الدستورية) على جميع مرافق الحياة بما فيها الانفتاح على العصرنة والحياةالجديدة التي تجسدت في أوروبا في ظل الثورة الصناعية هناك فانقسم أبناء الشعب إلىموافق للتراث ومعارض للحداثة والتحديث حيث انبثقت منها حياة أدبية رائعة لم نشهدلها مثيلاً في إيران.‏
شعر عصر النهضة:‏
إثر الحريات و المبادئ الديمقراطية التي شهدتهاإيران وانتشار التعليم في ربوع إيران أخذ الجميع، ومن جملة هؤلاء الحكام، يفكرون فيتقرير مصير الشعب بأنفسهم، فانبرى الأدباء والشعراء يشاركون الشعب في أفكارهموتركوا الأدب السلطاني. ونستطيع أن نقول إن الشعر والأدب قد دخلا في حياة الناس.تاركين الشعر الموروث.‏
عناصر شعر النهضة:‏
نستطيع أن نوجز أهم العناصر بما يلي:‏
1ـــ انتشار الشعربين أبناء المجتمع عامة‏
2ـــ بات الشعر الناطق باسم الشعب في المطبوعات‏
3ـــنبذ شعر الكمال وأنموذجيته والنزوع إلى القضايا العامة التي تخدم مصالح الشعب.‏
هذامن الناحية الثقافية أما على الصعيد الفني فلنا أن نلخص التطورات فيما يلي:‏
1ـــانقسم الشعراء إلى مناصر للشعر الموروث ومناصر للغة الشعب. أما من ناصر الشعرالموروث وإن أدخل فيه ما يفرضه الواقع المعاش فَهُما أديب الممالك الفراهاني ومحمدتقي بهار.‏
أما المنحازون إلى الجديد في كل ألوانه فهم، نسيم شمال (سيد أشرفالدين الجيلاني) وميرزاده عشقي وعارف القزويني.‏
2ـــ طغت اللغةالشعبية على اللغة الأدبية.‏
3ـــ طرأ تغيير على العناصر الشعرية وطال الأمرليستحوذ على محتوياتها.‏
4ـــ في خضم معترك الحياة البرلمانية والسياسية طرأجديد على الحياة الأدبية التي برزت فيها مضامين بديعة مستوحاة من صميم منجزاتالحياة الاجتماعية في عصر الثورة الدستورية.
إن الحياةالاجتماعية السياسية الجديدة انبثقت منها كلمات ومصطلحات طغت على الساحة الأدبيةوأكثر الأدباء من استعمالها ونذكر على سبيل المثال: آزادى (الحرية)، القانون؛الوطن؛ التعليم العصري؛ العلوم والتكنولوجيا المتطورة. وقد ألقت هذه التطوراتالاجتماعية التي شهدتها إيران بعد ظهور واستقرار المشروطة بظلالها على كافة صعدحياة الإيرانيين، بحيث لم يقتصر تأثيرها على المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية بلطال أيضاً الأفكار و العقائد والآداب والتقاليد.‏
الصحف:‏
بظهورالصحف والجرائد في طهران وتبريز ورشت وسائر المدن الإيرانية اندفعت الحركة الأدبيةإلى الأمام علماً بأنه تم تنظيم مضامينها السياسية والاجتماعية غالباً بإطار وأسلوب"المسمط" وربما وجد أصحاب الأقلام والخطباء حينئذ أن هذا النمط هو الأنسب لاستقطابالناس بحيث نجد نماذج كثيرة من المسمط الوطني و الاجتماعي في صحف مثل "المساواةو"نسيم شمال" و "نسيم صبا" وغيرها و"انطلاقاً من عجز النثر الصحفي لوحده عن تحقيقتطلعات دعاة الحرية، فإن رجالها اضطروا إلى تحميل الشعر جزءاً من مهام الصحافة.
وهذاما دفع بالشعراء على أن يتماهوا مع الواقع المعاش فأوردوا "أشعار الأهازيجوالترانيم المختلفة التي كان الناس يترنمون بها في الأزقة والأسواق".‏
ولناأن نقول إن أكثر الشعراء الذين انفجرت مواهبهم في عصر المشروطة، قد انصبت جل جهودهمفي صالح المجتمع وتفعيل عجلة الثورة ولذلك يرى الدكتور أمين بور بأن "عصر المشروطةقد جسد الواقعية السياسية الاجتماعية في الأدب بحيث نعتبره أكثر العصور الأدبيةواقعية واجتماعية".‏
وانسياقاً مع ما حصل في أدب هذا العصر طرق الأدبالعمالي مصاريع الأدب عامة إذ تأثر البعض من الشعراء بالثورة العمالية التي اجتاحتروسيا، فخاطب الشعراء العمال في أشعارهم وجسدوا من خلالها طموحاتهم ولذلك تسلل هذااللون من الأدب إلى شعر عصر المشروطة ليزداد شعبية .‏
الأسلوب الساخر:‏
وإباننهضة المشروطة ظهر أدب السخرية الحقيقي في حيز الحياة العامة مركزاً على عيوبالمجتمع وعيوب العامة من الناس. أما أبرز شعراء النظم الساخر في هذه المرحلة فهم: أديب الممالك الفراهاني، وإيراج ميرزا و نسيم شمال وعلي أكبر دهخدا وعشقي. ومن بينكتاب عصر المشروطة اهتم علي أكبر دهخدا وطالبوف و ميرزا ملكم خان بالأسلوب الساخرفي كتاباتهم. ونرى أن الدكتور حاكمي يقسم المجموعات الشعرية لعصر المشروطة منذانطلاقة بوادر فكر الحرية حتى السنوات المتزامنة لـــ 1882م وما بعدها إلى أربع أوخمس مجموعات:‏
1ـــ المجموعة الأولى تمثل الشعراء الذين يجب وصف شعرهم بـــ"محور شعر المشروطة" أو "قلب الجيش"، فهؤلاء سخرّوا شعرهم لفظاً ومعنى لأحداثووقائع زمانهم. وبالتالي فإن شعرهم تلبس تماماً بلباس شعر المشروطة ومن هؤلاء: السيد أشرف الدين حسيني جيلاني (نسيم شمال)، والعارف القزويني وعشقي.‏
لقدمثل شعر هؤلاء نبض عصر المشروطة إذ واكب أحداث اليوم بلغة قريبة من لغة العواموالسوق والصحف وتخلى عن الالتزام والتقوقع بما جرت عليه سنة السلف، كما أن الشعراءلم يكونوا متمسكين بالضرورة بالأسلوب والمنهج.‏
2ـــ المجموعةالثانية تمثلت في شعراء "ذوي النمطين"، أي أنهم يحاولون قدر المستطاع مراعاة سنَّةالقدماء من جهة، ومن جهة أخرى خلع حلة التجديد على شعرهم في كافة عناصره لتبرز منهملامح العصرنة. في مقدمة هؤلاء يقف: إيرج ميرزا وبهار ودهخدا وأديب الممالك. هذهالثلة يمكن تسميتها بـــ "ميمنة شعر المشروطة".‏
3ـــ لو ألقينا نظرةعلى المجموعة الثالثة في أواخر هذا العصر والتي تميز أعضاؤها وأنصارها برؤية أعمقللأمور والقضايا من الأبعاد الاجتماعية وكذلك إلمامهم بالجوانب الفنية للشعر لاسيما من زاوية الإطلاع على التطورات الأدبية في أوربا فإنه يمكننا أن نتصور أن عددهذه المجموعة قليل جداً لكن تأثيره اتسم بأهمية بالغة. وهذه المجموعة تضم أباالقاسم لاهوتي، ونيما يوشيج وشعراء آخرين، وهؤلاء يجب تسميتهم بـــ "ميسرة شعرالمشروطة" في القضايا الاجتماعية وفي أصول ومبادئ نقد الشعر.‏
4ـــ المجموعةالرابعة تتألف من الشعراء الذين يفهم من خلال شعرهم أنهم عاشوا في عصر المشروطةلكنه قلما نلاحظ في شعرهم سمات المشروطة أو آثار أدب المشروطة.‏
5ـــ أضف إلى ذلكالعدد الكبير ممن يتمسكون بسنّة القدماء والماضين ويتجنبون جر الأدب والتنزل به إلىمستوى الشارع والسوق وهؤلاء هم شعراء "هامش المشروطة". كالأديب البيشاوري والأديبالنيشابوري و غيرهما. إن هؤلاء يهتمون بـــ "كيف تحدّث" أكثر من "ماذا تحدّث" وهمفي الحقيقة "مصورو عصر المشروطة" ومن هؤلاء السيد أحمد أديب البيشاوري النموذجالكامل لهذه النظرية.‏
معالم أدب المشروطة‏
تتبلور وتتضح معالمأدب المشروطة في ظل صراع المقارنة مع الأدب القديم، ولذا فهو يعد ـــ سواء من حيثالمظهر أم المضمون ـــ حديثاً ومخالفاً للنمط التقليدي، الأمر الذي يعد من أولىسمات هذا الأدب. إن كافة مثقفي دعاة المشروطة الذين حملوا القلم في هذه الفترةوخطوا السطور بمختلف الأنماط الأدبية بدءاً من الشعر مروراً بالرواية والمسرحيةوانتهاءً بالمقالات والكتب السياسية والفلسفية والعلمية، أخذوا بنظر الاعتبار هذاالتباين والاختلاف. يدور مضمون أدب المشروطة في المجالات المختلفة مثل: الجوانبالمختلفة للعلاقات الاجتماعية، والوطن والقومية، والتطور والنشاط البحثي، والمساواةالاجتماعية وغير ذلك. علماً بأنه ينبغي تقسيم القرن الأخير فيما يتعلق بالشعرالفارسي إلى مرحلتين:‏

المرحلة الأولى: مرحلة الأعوام الثلاثين الأولى من حركة المشروطة،حيث امتلأت المقطوعات والقصائد والمثنويات والرباعيات بالمضامين الاجتماعيةوالثورية. (سه تابلو مريم: لوحات مريم الثلاث) لعشقي، و(شمع مرده: شمعة المتوفىلدهخدا، والمثنوي (عارفنامه: رسالة العارف) لإيرج ميرزا، وقصيدة (جغد جنك: بومالحرب) لملك الشعراء بهار، ومقطوعة (محتسب ومست: المحتسب والسكران) لبروين اعتصامي،ومقطوعة (عقاب: العقاب) للدكتور خانلري حيث نظمت هذه الأشعار إلى جانب تحليهابالتجديد وامتلاكها لرؤية حديثة في الإطار الشعري القديم.‏
المرحلة الثانية: وبدأت مع إنشاد وظهور أشعار مثل (أفسانه: الأسطورة) "نيما" وما تزال مستمرة حتىالآن. لقد وسع "نيما" دائرة التجسيدات والأوصاف وقرب الشعر لطبيعة البيان وواقعالحياة. ورغم أن "الأسطورة" كانت وصفاً لأوضاع الشاعر وبياناً لتفاصيل محل ولادتهلكنها في نفس الوقت تعد انطلاقة في مضمار الشعر الفارسي الجديد.‏
وفي ظل التغييراتالبارزة في الحياة وفي الثقافة الإيرانية والتي بدأت تقريباً مع ثورة المشروطة، فإنالتغيير والتطور في الشعر الفارسي قد حصل بدرجة من الهدوء بحيث لا يزال الكثير غيرقادر أن يصدق أنه قد بدأ عصر جديد؛ عصر الأسلوب الحديث؛ وعصر الشعر الحديث. وفي كلالأحوال فإن التطورات الاجتماعية التي شهدها مجتمعنا على مدى الخمسين عاماً الماضيةألبست الشعر والنثر حلة جديدة.‏
إن ما يطلق عليه الشعر الحديث لـه مظهر مقبول وآخرمرفوض يجب التمييز والفصل بينهما.‏
إن الشاعر لم يكن قبل ظهور المشروطة يشعر أو يلتفتإلى أنه يعيش بين الناس ولم يكن يرى أن هناك صلة بينه وبين عامة الناس، وإنما كانيكرس نفسه لهدف واحد وهو الوصول إلى السلطة والأمير والوزير فينظم وفقاً لما يماشيذوقهم ويحاكي سلائقهم ويلبي طلباتهم. بل حتى بعض الفرق الأدبية اليوم ما تزال علىنفس الوتيرة فتعتمد أسلوب الغزل وتقليد قصائد القدماء، غير آبهة من الأساس بلغةومصطلحات عامة الناس. لكن الأمر تغير في الواقع بعد استتباب الأمر للمشروطة، فترجمةنتاجات الشعراء والكتاب الأوربيين كانت بمثابة بارقة أمل في أن تربطنا بعالم آخروتحدث تطوراً وتغيراً في الشعر الفارسي.‏
في خضم حركةالمشروطة تأثر شعراؤنا بالتيار القوى السائد حينئذ وسعوا لبث روح الصحوة في أذهانالناس، علماً أن هذه المرحلة استلزمت نظم شعر حماسي ووطني.‏
ولقد كان أديبالممالك من أوائل من اهتموا بهذا الموضوع ونظم أشعاراً اجتماعية (مثلاً؛ القصيدةالتي تحدثت عن دائرة العدل ومحكمة ناحية "صلحية بلد").‏
وظهرت في شعر شعراءهذه المرحلة مفردات جديدة و أجنبية مثل: البرلمان و (تآتر، وتعني المسرحية) و(برسنل، وتعني العناصر أو الموظفين)، و(فاكولته، وتعني الكلية)، و(استامب، وتعنيالوسم أو الختم) وما إلى ذلك.‏
كما شاع في هذه المرحلة الشعر المسمط، والأناشيدو(جهار باره، وهو وزن شعري خاص، ثلاثة أقسام البيت فيه مقفاة والرابع قافيته تتبعقافية القصيد) وهذا النمط الأخير يكون بأسلوب (أشعار النياحة والرثاء)(12).‏
النثرفي عهد المشروطة‏
والمرحلة المعاصرة‏
أطل الإيرانيون بالتدريج على الثقافة والحضارةالغربيتين في القرن الثالث عشر الهجري، وكان عباس ميرزا ابن فتح علي شاه من أوائلمن اطلع على التقدم العلمي في الغرب، ومهد في تبريز إلى دوران عجلة الطباعة وإصدارالكتب والصحف بعد أن استورد أول مطبعة. ثم كان لظهور شخصية فريدة من نوعها كالميرزاتقي خان أمير كبير وبروز أفكاره السامية على نطاق الإصلاحات المختلفة لا سيما تأسيسأول مدرسة في إيران تحت عنوان (دار الفنون) وهو ما يعد من أبر خطواته وإجراءاته،تأثير كبير على المناخ الفكري للشعب الإيراني.‏
وظهرت فكرة الكتابةالصحفية منذ بداية حكومة ناصر الدين شاه. ومن وراء ذلك، جاءت زيارات السيد جمالالدين أسدآ بادي إلى إيران ونشاطه الدعائي والإعلامي ضد الاستبداد ومساعي أتباعهوأنصاره في الاتجاه نفسه لتترك بالغ الأثر في صحوة الإيرانيين وبمستوى لا يمكنإنكاره. وفي السياق نفسه فإن ترجمة مقالات ونصوص مسرحيات ميرزا فتح علي أخوندزادهورسالات وأشعار ميرزا آقاخان كرماني والكتابات التحريرية للشيخ أحمد روحي وكتبميرزا عبد الرحيم طالبوف و"سياحت نامه" لزين العابدين مراغبي، كانت من بين المساعيالتي تركت بصماتها بشكل كبير على تنوير أذهان القراء يومذاك وظهور الأفكارالتحررية...‏
الوضع كان بهذه الصورة، شعور متزايد بالحاجة وقراءة الكتب والصحفوتزايد أعداد الذين تعلموا القراءة والكتابة وإيجاد المدارس الجديدة. ومن هنا صارتأساليب الكتابة القديمة في طي النسيان، وحل الأسلوب السهل والبسيط محل الأسلوبالمعقد وبالتالي وقعت ثورة حقيقية في النظم والنثر.‏
إن العلائم الثوريةفي النثر وبالمفهوم الذي يمكن اعتباره الأساس واللبنة للأدب المنثور في هذا العصر،يمكن ملاحظتها بوضوح وعلى نحو الخصوص في كتابات ونتاجات زين العابدين مراغييوالميرزا عبد الرحيم طالبوف والميرزا علي أكبر خان دهخدا والسيد محمد علي جمالزاده، الكتّاب الأربعة من عهد المشروطة وما بعدها.‏
إن النثر المدوناليوم في الكتابات والكتب المختلفة سواء العلمية والفنية والأدبية أم الرواياتوالقصص الصغيرة والمسرحيات والصحف أو كتب الأطفال، إنما هو نثر تشكل البساطة لبنتهالأساسية. فقد اضطر كتاب النثر والقصة في نصف القرن الأخير وبمقتضى العامل الزمنيللاهتمام باللهجة المتداولة والمعروفة.‏
ويمكن تقسيم كتّابالمرحلة المعاصرة إلى فرقاء أربعة:‏
1ـــ فريق المحققين، من أمثال: محمد علي فروغي ـــالعلامة محمد القزويني ـــ العلامة دهخدا ـــ عبد العظيم قريب ـــ أحمد بهمن يارـــ جلال همايي ـــ بديع الزمان فروزانفر ـــ سعيد نفيسي ـــ محمد تقي بهار ـــمجتبى مينوي ـــ عباس إقبال ـــ الدكتور زرين كوب ـــ نصر الله فلسفي ـــ الدكتورمحمد معين ـــ الدكتور ذبيح الله صفا والدكتور خانلري.‏
2ـــ فريق كتابالمقالات الأدبية والاجتماعية، من أمثال: عبد الرحمان فرامرزي ـــ الدكتور برويزخانلري الدكتور عبد الحسين زرين كوب ـــ الدكتور محمد علي إسلامي ندوشن ـــ الدكتورمحمد جعفر محجوب ـــ حسن صدر و....‏
3ـــ فريق الكتاب (كتاب القصة والرواية)، من أمثال: محمد علي جمال زاده ـــ جلال آل أحمد ـــ صادق هدايت ـــ صادق جوبك ـــ بزرك علويـــ إبراهيم كلتان ـــ بهرام صادقي ـــ جمال مير صادقي ـــ نادر إبراهيمي ـــ أحمدمحمود علي ـــ محمد أفغاني ـــ إسماعيل فصيح ـــ سيمين دانشور ـــ غلام حسين ساعديـــ محمود دولت آبادي هوشنك كليشيري و...‏
3ـــ فريقالمترجمين، من أمثال: الدكتور صفا ـــ سعيد نفيسي ـــ الدكتور خانلري ـــ محمد قاضيـــ م. إيه آذين ـــ أبو الحسن النجفي ـــ نجف دريابندري ـــ كريم كشاورز ـــ مصطفىرحيمي ـــ رضا سيد حسيني ـــ حميد عنايت والدكتورة زهراء خانلري...‏
إنه لمن المؤسف أننعزف عن تعريف وتحليل نتاجات الكتاب كافة بسبب ضيق الحيز المتاح.‏
كما أنه لن يمكنأيضاً تحليل وبحث الفروع المختلفة للكتابة مثل؛ كتابة التمثيلية، وأدب الأطفال،والنثر الصحفي. ولذا نأمل أن تتاح الفرصة في مرات مقبلة لمناقشة النثر المعاصر فيالمجالات كافة.‏
مدخل إلى أدب عصر الثورة الإسلامية:‏
إن أدب الثورةبمعناها العام يعود إلى ولادة الشعر الفارسي أما بمعناها الخاص فيعود إلى تاريخالثورة الإسلامية حسب ما ذهب إليه الدكتور ياحقي.
 بيد أني أرى أن أدب الثورةالإسلامية انفجر قبل بزوغ الثورة الإسلامية (1978م) وحريٌّ بنا أن نفكر بأن لا أدبدون سياسة ولا سياسة دون أدب؛ فعليه تنطوي كل الثورات الاجتماعية السياسية علىأدب.‏
إن أدب عصر الثورة بما أنه فتي والشباب هم الذين في طليعته لذلكيصعب على المرء أن يصدر حكماً شافياً على إنتاج هذا الأدب.‏
ونستطيع على ما ذهبإليه الدكتور ياحقي أن ندرس أدب الثورة الإسلامية من خلال ثلاث مراحل:‏
1ـــهناك أدب يعود إلى ما قبل الثورة حيث تماهى إبّان الثورة أو بعيدها مع القيموالمفاهيم الجديدة التي انبثقت من خلال الثورة والتطورات الاجتماعية والثقافية التيخيمت على المجتمع.‏
2ـــ فرع من الأدب الفارسي المعاصر والمعروف عنه بأنه يناصر الغرببقي على ما كان عليه قبل الثورة وخطا خطواته المتباينة مع الثورة.‏
3ـــ الفرع الثالثمن أفانين أدب عصر الثورة الإسلامية يعود إلى طائفة من الشبان الذين لا يفت شيء فيعضدهم لمناصرة الثورة ومن الواضح أنه لم يكن لهؤلاء دورٌ ملحوظ قبل الثورة.
شعرعصر الثورة‏
ظهر هذا اللون من الشعر إبّان الثورة الإسلامية وفي نهاية العهدالبائد و من سماته الفنية: ‏
ان عام 1891م ولنهاية انقلاب رضا شاه عام 1920م شهدت هذه الأعوامالثورة الدستورية و الحرب الكونية الأولى وتداعي الحكم القاجاري وبالفعل طبع في هذهالفترة ما يقارب 30 رواية.‏
3ـــ من عام 1921م وحتى نهاية الحرب الكونية عام1945م.‏
شهدت هذه الفترة رغم الاستبداد الجاثم لرضا شاه ترجمة ما يقارب100 رواية مما يشكل تقدماً ملحوظاً في هذا الجانب ومن المعروف أن صادق هدايت بصفتهرائد الرواية قد دخل مسرح الترجمة آنذاك.‏
4ـــ من عام 1945 مإلى...‏
إثر الحرب العالمية الثانية ظهرت قوى كبرى في أوروبا وظهرت أمريكاوالاتحاد السوفياتي على مسرح السياسية والقوة، فازدادت حركة الترجمة ولا سيما منالإنجليزية التي طغت على سائر الترجمات.‏
دور الجامعة فيإحياء اللغة الفارسية:‏
إن اللغة التي كتب بها الجامعيون الأوائل كانت تتمتع بقوة وبلاغةنابعة من الكتابة الصحيحة القديمة. ويعود كل هذا إلى اللغة الفارسية التي كانت تدرسفي جامعة طهران، إذ أن الأساتذة اختيروا بدءاً من بين الأدباء الذين كانوا على سنةالقدماء، ومن هؤلاء: ملك الشعراء بهار، عبد العظيم قريب، أحمد بهمنيار، نصر اللهفلسفي، بديع الزمان فروزانفر، سعيد نفيسي، عباس إقبال وجلال همابي فإن جميع هؤلاءقد درسوا في الحوزات العلمية فمن الطبيعي أنَّ من تخرج على يد هؤلاء أن يكونمنحازاً إلى أسلوب الأدب الفارسي القديم. بيد أن الجيل الثاني من أساتذة جامعةطهران ممن كان لـه باع أيضاً في سائر اللغات ومنها اللغات الأوربية، قد شرعوا فيكتابة مبسطة، وهم الدكاترة خانلري، شهيدي، زرين كوب، إسلامي ندوشن، يوسفي، وشفيعيكدكني ولنا أن نقول كان هؤلاء حلقة اتصال بين التراث والحداثة.‏
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار