ينعي
وفاة الشاعر الأرجنتيني الكبير:
خوان
خيلمان
تلقى بيت الشعر في المغرب، بحزن عميق، نبأ
وفاة الشاعر الأرجنتيني الكبير خوان خيلمان، أحد رموز الحركة الشعرية العالمية
وأحد الوجوه البارزة في المشهد الشعري في أمريكا اللاتينية والعالم الناطق
بالإسبانية.
وقد فقد
بيت الشعر في المغرب، برحيل خوان خيلمان، شاعرا كبيرا وصديقا جميلاً لبيت الشعر في
المغرب ولعدد من الشعراء المغاربة الذين ربطتهم به علاقة ود وتواصل وحوار على مدى
سنوات؛ بل ومنهم من توج هذه العلاقة بترجمات ستغني المكتبة الشعرية المغربية
والعربية. وكان لحضور خوان خيلمان في مهرجان الدارالبيضاء الدولي الرابع للشعر أثر كبير إلى جانب نخبة من الشعراء
من مختلف القارات الشعرية، حيث أضفت قصائده التي أنشدها بنبرة حزينة ورقيقة طابعا
خاصا على تلك الدورة من المهرجان الذي ينظمه بيت الشعر في المغرب.
رحل خوان خيلمان عن هذا العالم بين ذويه
وأهله بمقر سكناه بمدينة مكسيكو، حيث أقام الشاعر منذ سنة 1988 حين اختار هذه
المدينة محطة لمنفاه الاختياري الدائم. فقد غادر خوان خيلمان وطنه الأرجنتين سنة
1976 في ذروة الدكتاتورية بعد الانقلاب العسكري، إذ وجد نفسه- بسبب انتمائه
اليساري المعارض وكونه منظراً لإحدى
الحركات الثورية التي كان ناطقها الرسمي- في صراع مفتوح مع الانقلابيين. هكذا غدا الالتزام
السياسي والدفاع عن قيم حقوق وكرامة الإنسان عنوانا لأعماله الشعرية ومقالاته
الصحفية. لكن، رغم ذلك كله، فقد ظل خيلمان
يعتبر اللقاء المباشر بين الشعري والإيديولوجي تعسفا لأنه لقاء لا يكاد يتحقق في
عمل كاتب أو شاعر مبدع إلا عبر قنوات شديدة الإعتام.
إن جرح المواطنة العميق والشفيف الذي يتلخص
في معاني الحب والموت والألم هو الموجه الأساسي لمسار هذا الشاعر الكبير وأعماله،
خصوصا بعد أن تعرض ابنه مارثيلو وزوجة ابنه كلاوديا الحامل للاختطاف من أجهزة
القمع العسكري والطغمة الحاكمة بالأرجنتين آنذاك، فأعدم الابن وبعده زوجة الابن
بعد أن وضعت حملها، لتبدأ رحلة أخرى بالنسبة لخوان خيلمان، محنة البحث عن تحقيق
العدالة والإنصاف، واستعادة الحفيد/الحفيدة التي استمرت على امتداد ثلاث وعشرين
سنة. ولقِيَ الشاعر خلال هذه الرحلة دعما لامشروطا من كبار الكتاب والشعراء
والفنانين العالميين من أمثال: غونترغراس، وداريو فو، وجوسيه ساراماغو، وفيتو
بايث، وجوان مانويل سيراط...وغيرهم. وقد تكللت جهود هذه السنوات وعناؤها بلقاء
الحفيدة في الأورغواي سنة 2000، وتعرفها على جدها وعلى أهلها وعلى المصير الذي
لقيه أبواها. و إكراما لهما غيرت الحفيدة اسمها القديم وهو أندريا وتبنّت اسم
ماكارينا. وفي سنة 2008، اكتملت الرحلة إذ قٌدِّم المتورطون العسكريون والمدنيون في
قتل ابن خيلمان، أب ماكارينا وغيره من ضحايا التعذيب الوحشي والاختطاف والاختفاء
إبان مرحلة الدكتاتورية بالأرجنتين، للعدالة لتقول كلمتها في حقهم وتدينهم على
جرائمهم وتنصف الضحايا...
حصل خوان خيلمان على العديد من الجوائز
العالمية للشعر وللآداب، أهمها: الجائزة الوطنية للشعر الأرجنتيني (1997)، وجائزة
خوان رولفو للآداب بأمريكا اللاتينية والكاريبي (2000)، وجائزة بابلو نيرودا
للشعرالإيبيرو أمريكي (2005)، وجائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبيرو أمريكي (2005)
وتوِّج مساره بنيل جائزة ثيربانطيس للآداب سنة 2007.
من دواوين خوان خيلمان الهامة: الكمان وأسئلة
أخرى(1956)، اللعبة التي نمضي فيها (1959)، غوطان (1962)،أحداث وعلاقات (1980)،
مواعيد وتعليقات (1982)، باتجاه الجنوب (1982)، بشارات (1988)، رسالة إلى أمي (1989)، أجور الكافر (1993)، يستحق العناء
(2001)، البلاد التي كانت ستكون (1982)، تحت مطر غريب (2009)، واليوم (2013).
0 التعليقات :
إرسال تعليق