علاقة الفلسفة بالأدب.. السرد المغربي نموذجا

بالملتقى الوطني الثاني للقصة القصيرة بالصويرة النوارس في موكادور

متابعة : عزالدين ماعزي

بعد استقبال المشاركين والضيوف الذين أتوا من كل حدب من قبل فعاليات جمعية التواصل والابداع بالصويرة تم افتتاح الملتقى القصصي بمعرض الكتاب بالمدرسة العليا للتكنلوجيا جامعة القاضي عياض التي تبعد بكيلومترات من مدينة (موكادور) الصويرة التي عاشت طيلة يومين 21و22 دجنبر 2013 في أبهى حللها الثقافية وجمالها الموشوم بطيور النوارس..

في حدود العاشرة صباحا من اليوم الأول عقدت مائدة مستديرة لمناقشة موضوع : علاقة الفلسفة بالادب.. السرد المغربي نموذجا من قبل فعاليات جمعية التواصل للثقافة والابداع بالتعاون مع ورشة ابولو للكتابة الابداعية في اطار الملتقى الوطني الثاني للقصة القصيرة دورة الكاتب المغربي الحبيب الدايم ربي، موضوع متجدد وله أبعاد قوية في الكتابة الابداعية كما جاء في كلمة مسير الجلسة الاستاذ عبد الجليل شوقي بمشاركة ذ الحبيب الدايم ربي وذ عبد لعاطي الزياني وذ عبد الرحمان التمارة وذ عبد الرزاق المصباحي وذ عبد السلام الجباري..

نوقشت أوراق وتقاطعات بين الفلسفة والادب بكونها رحلة اتصال بين الحياة والعالم وكذلك الفلسفة وهي الدم الذي يحرس عروق الادب عبر كل الأزمان واذا كانت الرواية جاءتنا من الغرب فان الفلسفة هي رحلة الدفاع عن قيم الفرد وحياته وأجمعت العديد من التدخلات على أن الفلسفة تخاطب العقل والادب يخاطب الوجدان وإلى الاشارة العلاقة المتينة بينهما والتباعد والتقارب بين الحقلين والمرجعية الفلسفية في بناء الادب والابداع عموما وملامسة الطرح الفلسفي والادبي في رواية (أهل الوقت) حيث أن الفلسفة تتصل بالهوية والفضاء والشأن اليومي عبر سبر أغوار الرواية والمفاهيم القابعة وجهات نظر اليومي..

في الردود والتدخلات وجه الشكر الى المنظمين والى الاساتذة وأشير الى العلاقة بين العلم والادب مع طرح سؤال الجمالية وتطور المفهوم في الفلسفة واننا نستطيع أن نتعلم من أدباء اكثر ما نتعلم من آخرين ويجب أن نتعامل مع الغرب دون خضوع ومع التراث دون خنوع ايضا وأن المقاربة بين الفلسفة والادب بوجود التمايز ووجود نموذج وتداخل بينهما والى العلاقة بين الرواية والبادية ..

وفي كلمة المحتفى به أشار بملاحظة اذا أردتم مثلا أن تورطوا شخصا فاتركوه إلى نهاية الجلسة شاكرا كل المتدخلين والشكر موصول ايضا للجمعية والى ورشة أبولو التي جعلت اللقاء يحمل موضوع علاقة الفلسفة بالادب المهم ليس هو الإتفاق وإنما مأزقة الأسئلة من جديد. ولاحظ بان افلاطون طرد الشعراء والفنانين والمبدعين باعتبارهم بعيدين عن الحقيقة درجتين مع التذكير أن هذا البعد هو نأي نحو الأعالي لا الأسافل، وهم ضد النسقية الذهنية التي يبتغي الفلاسفة تشييدها، من ثم فهم لا يرتكنون إلى التنميط. ولئن كانت الفلسفة تتوق إلى الحقيقة فإن الابداع والفن عموما يحلقان أبعد بحثا عن الجمال والإنسان . وتحدث عن أسباب النزول المتحكمة في بعض كتاباته.. مستشهدا بسياقات مماثلة في كتابات ماركيز مثلا، حيث يقود الوعي الممكن إلى حدوس لها صلة بالآتي. متوقفا عند بعض الوقائع في محكياته لها صلة بالتموقف الفلسفي من الحياة والوجود كما تعرض لوهم الصراع(المنحل أصلا) بين اللغة الدارجة والفصحى في روايته زريعة البلاد و رواية اهل الوقت والمنعطف التي صدرت 1987..

وفي الحصة المسائية استمع الحضور الى قراءات قصصية لجميع المشاركين والمشاركات في الملتقى الوطني الثاني للقصة القصيرة والعديد من الاسماء الواعدة من ورشة ابولو للكتابة والابداع وأحييت أمسية على شرف المشاركين بتكريم الكاتب الحبيب الدايم ربي الذي تحمل الدورة اسمه حيث استمتع الحضور بأغاني لمجموعة محلية غنائية كناوية وتقديم هدايا رمزية احتفاء بهذا الكاتب العالميى وشهادات من رئيس الجمعية وأصدقائه وأحبته..

وصباح يوم الاحد كان الموعد مع قراءات في ابداعات المحتفى به بمشاركة البشير ايت البشير وعزيز المصباحي وعبد الرزاق والجباري وشهادات لابراهيم ابويه واحمد شكر واكراد وشوقي وحسن برما وعزالدين الماعزي..

وفي الختم تم توزيع شواهد تقديرية على االفعاليات المحلية وأعضاء الجمعية وورشة أبولو والمشاركين في الملتقى الثاني للقصة القصيرة دورة القاص والروائي والناقد الادبي ذ الحبيب الدايم ربي والذي كان تحت شعار علاقة الادب بالفلسفة السرد المغربي نموذجا ، مع أخذ صور تذكارية ...

...