فاز مؤخرا الممثل المسرحي المغربي البشير الادريسي
(64 سنة) ، المقيم بالسويد مند سنة 1973 ، بجائزة أحسن ممثل عن دوره في مسرحية
" الدكتور كلاص " للكاتب يلمار سودربارغ ، التي شخص فيها باقتدار ملحوظ شخصية
طبيب نفساني ، ودلك في اطار الدورة 18 لمهرجان مدينة كيرونا المسرحي المنعقدة من 4
الى 10 نونبر 2013
.
ومعلوم أن الانطلاقة المسرحية الحقيقية الأولى لهدا
الفنان المقيم بالمهجر مند أربعين سنة كانت بالدار البيضاء ، مسقط رأسه سنة 1949 بحي
الداخلة (درب اليهودي سابقا) ، مع فرقة البدوي في منتصف الستينات من القرن الماضي .
لقد دفعه عشقه للمسرح وهو لايزال تلميدا بالمرحلة
الثانوية بمعهد عبد الكريم لحلو بشارع مولاي ادريس الأول الى الالتحاق باحدى الفرق
المسرحية الهاوية بدرب كرلوطي ، وليعمق معرفته بفنون المسرح وتقنياته التحق بالمعهد
البلدي للموسيقى والمسرح ، الدي كانت تعطى به دروس مسائية أشرف عليها آنداك الفنان
أحمد الصعري والرائد الراحل أحمد الطيب لعلج ، ومن أصدقائه في الدراسة آنداك ندكر الحسين
بنياز وسعد الله عزيز واسماعيل أبو القناطر (المقيم بالديار الأمريكية مند السبعينات
) وغيرهم .
شارك البشير الادريسي في عديد من المسرحيات عرضت
في المسارح أو على شاشة التلفزيون من بينها " البخيل " و " المثري النبيل
" و" مريض رغم أنفه " و " العرس " و " العاطلون
" و " في انتظار القطار " و " حقنا في الأرض " التي رشحت
لتمثيل المغرب آنداك في مهرجان مستغانم بالجزائر مع مسرح التجربة .
وفي سنة 1972 غادر المغرب والتحق بالفرقة المسرحية
القارة بالكاف بتونس التي كان يشرف عليها الأستاد المنصف السويسي حيث شارك في مسرحية
" ثورة الزنج " لعز الدين المدني ، وقد ساعدته هده المسرحية في الاندماج
داخل الجماعة لأنها كانت مكتوبة بالعربية الفصحى .
وسافر بعد دلك سنة 1973 الى السويد ، الا أن عشقه
للمسرح وطموحه الكبير في أن يحقق داته من خلاله جعلاه يلتحق بالمدرسة الأكاديمية للفنون
المسرحية ، بعد تعلمه طبعا للغة السويدية ، وأول عمل شارك فيه بالسويد كان تلفزيونيا
بعنوان " الغريب " (وهدا العمل لا علاقة له برواية ألبير كامو المشهورة)
. ومن أعماله الفنية الأخرى ندكر مسرحيات " شعب متشرد " ، مع مسرح هيلسينبورغ
، و " الزمن بيننا " للكاتب لارش نورين و " الغرفة المغلقة " لميكايل
فون رييس و " الى دمشق " و " سوناتن الشبح " و " لعبة حلم
" للكاتب السويدي أوغست ستريندبارغ ...
وللتدكير فالفنان البشير الادريسي سبق له ، عندما كان في المغرب ، أن
شخص العديد من الأدوار المسرحية الى جانب ممثلين ومخرجين ، أصبحوا روادا بعطائهم الفني
فيما بعد ، منهم من قضى نحبه كمصطفى سلمات ومحمد مجد وحسن الصقلي وعبد الرحيم اسحاق
(رحمهم الله ) ومنهم من نزلت عليه ستائر النسيان ومنهم من لازال يناضل فنيا كعبد القادر
وعبد الرزاق البدوي وأحمد الصعري وصلاح الدين بنموسى ومصطفى الزعري ومصطفى داسوكين
وعائشة ساجد ونعيمة الياس واللائحة طويلة ...
فتحية للفنان البشير وهنيئا له ولنا بهدا التتويج
السويدي المستحق ، ومزيدا من التألق والعطاء .
أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق