في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تفعيل الشراكة
الثقافية المتميزة بين جهة طنجة- تطوان وجهة الأندلس، وبهدف تثمين التراث التقافي للجهتين،
سيشرف السيد وزير الثقافة على افتتاح فعاليات منتدى الصناعات الثقافية جهة الأندلس/
جهة طنجة- تطوان، تحت شعار: "التراث الثقافي والتكنولوجيات الجديدة"، وذلك
صباح الأربعاء 20 نوفمبر 2013، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف، بمدرسة الصنائع والفنون
الوطنية بتطوان، بحضور ممثلي وكالة التعاون الدولي بحكومة الأندلس، ومجموعة من المؤسسات
الفاعلة في مجال التراث والثقافة بالضفتين، ونخبة من الباحثين والاساتذة، لعرض تجاربهم
في مجال صيانة التراث الثقافي والحضاري، والدور المنوط بالتكنولوجيات المستجدة في تطوير
هذا المجال الحيوي والفاعل في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المنشودة.
وفي ذات السياق، سيقوم السيد وزير الثقافة بتدشين
بعض المرافق الثقافية التي ستشكل قيمة مضافة للبنيات الثقافية بالحمامة البيضاء، حيث
سيفتتحمركز المنظري للتراث والفنون، الذي يحتفي بالإرث الثقافي والعمراني المغربي
– الأندلسي المشترك، وبالتمازج الحضاري والتاريخي بين الضفتين.
كما سيدشن السيد الوزير في الثانية عشر والنصف مركز
تطوان للفن الحديث، هذه المعلمة التي تم إحداثها بشراكة بين وزارة الثقافة والحكومة
الأندلسية بهدف الاحتفاء بالذاكرة الفنية المغربية
– الأندلسية المشتركة التي ساهم في تأثيثهاأجيال
من الفنانين المغاربة و الأسبان الذين شاركوا
في بناء صرح مدرسة تطوان التشكيلية.
نبذة عن مركز المنظري
يندرج إحداث مركز المنظري للتراث و الفنون بمدرسة
الصنائع والفنون الوطنية العريقة بتطوان، وإعطائه
اسم أحد أبرز شخصيات مدينة تطوان المغربية الأندلسية ومؤسسها، القائد سيدي المنظري،
في سياق إستراتيجية وزارة الثقافة،التي تروم
صيانة و حماية و تثمين التراث المادي
و اللا مادي و إبراز الرصيد الحضاري المشرق
لبلادنا و التعريف به و جعله رافدا أساسيا من روافد التنمية الاقتصادية و الاجتماعية
الشاملة .
يعتبر مركز سيدي المنظري كذلك من
العلامات البارزة التي تجسد بحق عمق الصداقة المغربية الأندلسية ذات الروابط المتجدرة في الزمان والمكان والتي ترسخت
بفضل عوامل الجغرافيا و علاقات التلاقح و التفاعل و الترابط الذي وصل حد الانصهار الثقافي والإنساني بين شعبي الضفتين.
يحتفي مركز سيدي المنظري للتراث والفنون بالإرث
الثقافي والعمراني المغربي – الأندلسي المشتركالذي يجسد التمازج التاريخي بين المغرب و الأندلس على جميع
مناحي الحياة, فاختلط ما هو مغربي بما هو أندلسي, فأعطيا مزيجا حضاريافريدا صبغ المظاهر
التقليدية المغربية بصبغة خاصة و غنية سواء في فن العمارة, الفلاحة, الصناعة, اللباس, العادات و التقاليد و الفنون .والتي يمكن رصدها ، بالمركز، عبر وسائط وحوامل
تكنولوجية تفاعلية متطورة ومتنوعة تقرب الزائر من التراثوالفنون الأصيلة لمدينة تطوان
ومحيطها .
كما يعتبر مركز سيدي المنظري رافدا من الروافد التنمية
السياحية للمدينة و قاطرة حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية والجهوية
وجسرا لتمتين مزيد من عرى التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة المغربية و الحكومة الأندلسية
، وترسيخ روابط الصداقة بين شعبي و حكومتي
المغرب و إسبانيا.
نبذة عن مركز تطوان للفن الحديث
يندرج إحداث
مركز للفن الحديث بمعلمة محطة القطار العتيقة
بتطوان في سياق جهود وزارة الثقافة الرامية إلى المساهمة
في الحفاظ على المنجز الفني المغربي وتأهيله بوصفه مكونا من المكونات الأساسية للهوية
المغربية ورافدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، هذا فضلا عن كونه مؤسسة ذات بعد رمزي
خصيب بالنظر إلى احتفاءه بالموروث التشكيلي الوطني
في علاقته بالتراث الإنساني العالمي
و من ثم التعريف به و ضمان إشعاعه و التحسيس بأهميته .
يعتبر مركز تطوان للفن الحديث أحد التجليات العميقة
لآصرة الصداقة المغربية – الأندلسية و تكريسا
لما يجمع البلدين و الشعبين من وشائج تعبر التاريخ و الجغرافيا،و نتاجا لتعاون ثقافي
مثمر بين وزارة الثقافة المغربية و الحكومة الأندلسية تجسيدا
للرغبة المتنامية في توطيد علاقات الصداقة
و حسن الجوار، كما يعتبر بحق رمزا من
رموزالتواصل الإنساني بين الضفتين و التلاقح الثقافي الطويل و الممتد، بين مبدعيها.
هكذا يحتفي المركز بالذاكرة الفنية المغربية – الأندلسية
المشتركة التي ساهم في تأثيثهاأجيال من الفنانين
المغاربة و الأسبان الذين شاركوا في بناء صرح
مدرسة تطوان التشكيلية التي عرفت تطورا تاريخيا
وفنيا منذ إحداث المدرسة الإعدادية للفنون
الجميلة بتطوان -أول مؤسسة للتعليم الفني بالمغرب- سنة 1945، من طرف الفنان الغرناطي
مريانو برتوتشي.
و تجسيدا لهذا البعد، يحتضن المركز،عبر فضاءاته،
مجموعة قيمة من الأعمال الفنية التي تؤرخ للتجربة التشكيلية بتطوان، المتعددة الرؤى،
والمشارب، والحساسيات الجمالية، عبر تاريخ من التقاليد الأكاديمية و التجريب الفني،
الذي اكسبها أصالة و تميزا ضمن التجربة التشكيلية
المغربية المعاصرة.
يهدف المركز–إذن- إلى خدمة الفن التشكيلي المغربي من خلال
عرض إبداعات أجيال مدرسة تطوان التشكيلية،الأمر الذيمن شأنه المحافظة على الرصيد
الإبداعي لهذه المدرسة الفنية العريقة، و تنشيط
الحركة الفنية و الثقافية بالمدينة من خلال تنظيم معارض
دورية خاصة بالفنون التشكيلية الوطنية
والدولية،وكذا ورشات مختلفة للفنون البصرية وندوات للتعريف بالتشكيل المغربي
و التطواني، حيث يشكلمؤسسة للبحث والتوثيق، تشتمل على مكتبة متخصصة في الفنون التشكيلية
لخدمة الباحثين و الطلبة وعموم المهتمين بالتجربة التشكيلية بتطوان والمغرب.
0 التعليقات :
إرسال تعليق