عقدت الفنانة نضال الأشقر والمخرج ناجي صوراتي مؤتمراً
صحافياً أمس في مسرح المدينة/ الحمرا للإعلان عن العرض المسرحي الجديد الذي تعود فيه
الفنانة الأشقر الى التمثيل في مسرحية تحمل عنوان "الواوية". نص مقتبس عن
برتولد بريشت "الأم الشجاعة"، إعداد وترجمة إيلي أضباشي واقتباس وإخراج ناجي
صوراتي.
المؤتمر الصحافي شارك فيه الى الأشقر وصوراتي بعض
فريق عمل المسرحية والممثلين الى صحافيين ووسائل إعلام عدة. وبرز بين الحضور المخرج
والفنان فؤاد نعيم وناشر السفير طلال سلمان وآخرون.
الأشقر استهلت المؤتمر بكلمة رحبت بها بالحضور من
الإعلاميين مستعيدة شريطاً مسرحياً يعود الى العام 1991، الى زمن مسرحية "الحلبة"
حيث تعاونت مع الكاتب والشاعر بول شاوول والمخرج فؤاد نعيم، مروراً بتأسيس مسرح المدينة
والتفرغ لنافذة مسرح يومي مفتوح لكل التجارب الفنية الشابة والمدينية اللبنانية والعربية.
وتحدثت الأشقر عن الشغف بالعودة الى التمثيل وظروف
الإعداد للعمل بالتعاون مع المخرج صوراتي والفنان خالد العبدالله ومنى كنيعو وإيلي
أضباشي وبرنار ملاط وسوزي شمعة وآخرين ومركزة على حداثة العمل وسلاسته وعروضه في العاصمة
بيروت قبل انتقاله الى عواصم عربية وعالمية أخرى.
بدوره تحدث المخرج ناجي صوراتي عن اعتزازه بالعمل
على إدارة ممثلة كبيرة وقديرة كنضال الأشقر، لا سيما مع الشغف الكبير الذي تبديه في
التمارين على الخشبة وعلى نحو قد يكون أقوى من العرض نفسه. واعتبر نفسه محظوظاً بالعمل
مع الأشقر ومع عبدالله ومع فريق عمل متكامل. واعتبر صوراتي أن العرض المسرحي لازمني،
يصح أن يكون في الأمس واليوم وغداً وهو يأتي مواءمة لما يعيشه العالم العربي في خضم
التحولات. أما خالد العبدالله، فأشار الى تجربة موسيقية وغنائية جديدة بالموسيقى والصوت
وعن مسرحية معاصرة، جرى إدخال مقاطع شرقية من وحي شخصية "ابن عربي" دمشق
إليها.
بعدها ردّت الفنانة نضال الأشقر على أسئلة الصحافيين
مركزة على التغيير الذي يحصل في العالم العربي وعما إذا كان سيبقى بالفعل ربيعاً أو
سوف يتحوّل الى حروب لامتناهية وحيث على الفنان الملتزم التأمل فيما يجري ويأتي الى
مسرح بكل طاقته وحيويته ليفرض نفسه مساحة لتشارك الأفكار والأدوار.
وتحدثت عن أهمية المساحة للممثلة نضال الأشقر والشغف
المسكون بالخشبة منذ أيام "الحلبة" في مقاربة ما كانت عليه الأوضاع في قبرص
في العام 1991 وعن النجاح الكبير الذي لاقته تجربة العمل مع بول شاوول وفؤاد نعيم حولها،
مبدية حماسها الشديد للتجربة الجديدة.
تبدأ عروض المسرحية على مسرح المدينة في السابع
من كانون الأول المقبل قبل الشروع بجولة طويلة خارج لبنان وتقوم الأشقر بدور الشخصية
الرئيسية الأم التي تحاول الالتفاف على الحرب لتطعم أبناءها الثلاثة ثم تشغلها التجارة
أيام الحرب لتنتهي وحيدة.
شخصيات عرض بريشتية تقلصت من 27 الى خمس شخصيات
رئيسية في النسخة المقتبسة ويؤدي أدوار الأبناء الثلاثة خالد العبدالله وعبد قبيسي
وعلي الحوت ويجسد هادي دعيبس الشخصيات الأخرى بواسطة الدمى.
يعالج العمل أثر الحرب والسلم بحق النفس البشرية
مستخدماً أسلوب الكوميديا السوداء والمسرحية محاطة بالحروب الداخلية ومدة العرض 65
دقيقة.
مؤتمر صحافي مفعم بحيوية نضال الأشقر وبطاقة هائلة
فنية وبحميمية بالغة بدور المسرح مساحة ونافذة حرية على الشارع ونبراته وأصواته وهو
الدور الذي اضطلع به مسرح المدينة في استقبال فنانين لبنانيين وعرب وتجسد الأشقر في
عودتها الى الخشبة ممثلة وليست مخرجة تعبيراً وتجسيداً لماهية الفنان الذي عليه لعب
كل الأدوار والالتصاق بالخشبة وأن يكون جزءاً أساسياً من التحولات السياسية والاجتماعية
والثقافية القائمة وللمسرح الدور التجريبي المهم في التعامل مع الأحداث والتحولات القائمة.
يقظان التقي
0 التعليقات :
إرسال تعليق