الطيور لا تنظر خلفها حين تحلق : عزالدين الماعزي


بعض النصوص كالفصوص تشبه الخيام او الدور المنزلية في باديتنا، نوافذها كواتها علاماتها الوانها باعتبار أن (الطيور لا تنظر خلفها حين تحلق) اختيار موفق في النسج والعلامة وإغراء العنوان..
مناسبة هذا الكلام المضيء هي النصوص التي استمتعت بقراءتها في المجموعة القصصية الصادرة مؤخرا للصديق المبدع عبد الرحيم التدلاوي بعنوان: (الطيور لا تنظر خلفها حين تحلق)
هذه المجموعة التي أثارتني باعتبارها قنابل مضيئة تراهن تستفز وتبادر بكونها كما يقول صاحب دار النشر(تسجل كامل المسؤولية القانونية من محتوى مصنفه ولا يعبر هذا المصنف عن رأي دائرة المكتبة الوطنية او اي جهة حكومية اخرى) انتهى الكلام المنقول من الصفحة الاولى من الكتاب والذي يتضمن رقم ايداع وردمك..
المجموعة تقع في 64 ص وب 59 نصا قصصيا قصيرا جدا، تتراوح العناونين بين كلمة واحدة و3 كلمات
نصوص تستدعي التساؤل مطبا وروحا والاجابة عنوانا كبيرا تدعي التفرد وتطرح السؤال: سؤال نازف ص8 وتساؤل آخر..
نصوص تمتلك المفارقة والدهشة والرمز والسرعة والقصر والموسوعة الثقافية المستندة على دراسة التاريخ والتراث العربي والتناص والحضور الطفولي..
من اجوائها اخترت لكم معتمدا على ذوقي واتمنى ان اكون موفقا
تناثر:
نظرت الى نفسي في المرآة ما هذا ؟ ضربتها ارضا تناثرت اقنغة .
اعادة تركيب:
رأيت،فطمسوا عيني. تكلمت، فقطعوا لساني .كتبت، فبتروا يدي.ثم وضعوني في تابوث، وارسلوني الى امي مصحوبا بعبارة:
المرجو اعادة تركيب .
مسارات :
جمعت بينهما مقاعد الدراسة، فرقت بينهما الطريق ..
الاول سار في التعليم حتى منتهاه فكلل غارا..والثاني انكسر وانفصل..واصبح قلما مستعارا ..
الاول كتب قصائد..والثاني كتب تقارير..الاول ارتفع وسما ..والثاني انحنى ..انطوى..ولما غدا كالمنجل ..حصد صديقه .
انحاء:
فار الدم في عروقه وهو يرى رئيسه مقبلا باتجاهه..قرر وضع حد لسنوات القهر..اخرج كل اسلحته. في لحظة ارتباك، تساقطت ارضا ..انحنى ليلتقطها، فوجد حذاء الرئيس قد علق به الغبار ..احس بالمهانة، فقام يلمعه بلسانه..
فهم :
حيرته تناقضات الواقع.. أراد فهما.. أبحر في المطالعة.. ضاعت الغرفة وسدت الكتب منافذ الشمس .. لما خاف الاختناق.. قفز في ذاته.. وجد متسعا..
اغتصاب:
رمق الرجل الصبية طويلا، وهي تلعب مع اقرانها، تلمظ حين انحسر الثوب عن الفخذين الغضين ، تناول مثلجات لترطيب جوفه، بدا بلعقها بتلذذ الى ان.. ذابت.. الطفلة .
ربيع العطش:
وهما يتابعان الاخبار،سأل الابن أباه باستغراب: لم انفصل الجنوب عن السودان؟
رد الاب ساخرا: لكي يصنع ربيع العطش بمصر .
دمية، قصة كاتب، وغيرها ...

نصوص الاخ عبد الرحيم التدلاوي لها مذاق الاكلة التي تنضج على فرن قليل النار، نصوص جديرة بالقراءة والمتابعة وباغراء الكتابة .  
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار