جامعة الأندية السينمائية تعقد مجلسا وطنيا بالبيضاء
نظمت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) مجلسها الوطني الواحد والعشرون ، بدعم من مجلس مدينة الدار البيضاء ، صباح الأحد 15 مارس 2015 بالمركب الثقافي سيدي بليوط ، وقد حضر هذه الدورة الجديدة ممثلو الأندية السينمائية المنضوية تحت لواءها (أكثر من 36 ناديا وجمعية) وأعضاء المكتب المسير وثلة من الفنانين والمثقفين والسينفيليين والصحافيين وأطر حركة الأندية السينمائية القدماء وغيرهم .
وتكريما لروح الفنان الشعبي الأصيل محمد بسطاوي (1954 – 2014) ، أطلقت " جواسم " إسمه على دورة 2015 لمجلسها الوطني ، اعترافا بعطاءاته المتنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون وتقديرا لنضاله المستميت من أجل الرقي بفن التشخيص ببلادنا واعتزازا بمواقفه الداعمة للأندية والجمعيات السينمائية وتظاهراتها المختلفة وتذكرا لها . وتضمن جدول أعمال هذا المجلس الوطني الجديد قراءة الفاتحة على أرواح كل من الممثل الشعبي إدريس الفيلالي شوكة (من فاس) وحسن اليعقوبي ، أحد أطر حركة الأندية السينمائية القدماء بشمال المغرب (نادي الشاشة بتطوان) ، وبسطاوي بحضور إبنيه أسامة وهاشم ، وتم عرض فيلم فيديو قصير (7 دقائق) من إنتاج القناة الثانية " دوزيم " تضمن صورا ومقاطع من بعض أعمال الراحل بسطاوي السينمائية والتلفزيونية ومقتطفات من حوارات معه تعكس وجهة نظره في فن التشخيص وفي نماذج من الأدوار المركبة التي تقمصها باقتدار عبر مساره الحافل بالعطاء .
وبعد تقديم هدايا رمزية لنجلي المرحوم انتقل المجلس إلى فقرة تكريم الأستاذ عبد السلام بوخزار ، الرئيس الثالث ل " جواسم " من 1992 إلى 1994 ، بعد كل من الأساتذين نور الدين الصايل (1973 – 1983) و المختار أيت عمر (1983 – 1992) ، حيث قدمت في حقه شهادتان من طرف الناقدين عادل السمار ومحمد الخيتر ذكرتا الحاضرين بخصاله الإنسانية وعطاءاته الجمعوية والنقدية والثقافية عموما سواء داخل نادي الرائد للثقافة والسينما بالرباط أو لحظة تحمله مسؤولية تسيير الإطار الوطني " جواسم " في مطلع التسعينات من القرن الماضي وما تحقق على يديه من مكاسب ، كما ناشداه أن يعود إلى شغبه النقدي والجمعوي الجميل بعد غيبة عن المجال السينمائي لم تكن بالقصيرة .
وبعد تقديم هدية رمزية للمكرم عبر هذا الأخير عن سروره وامتنانه بهذه الإلتفاتة الدالة وشكر الحاضرين والمكتب المسير ل ّ جواسم " وتمنى له التوفيق في مهامه النبيلة .
في الشق الثاني من أشغال المجلس الوطني قدم رئيس الجامعة الأستاذ عبد الخالق بلعربي حصيلة عمل المكتب الجامعي خلال السنة المنصرمة والمتمثلة أساسا في تنظيم الدورة العشرون للمجلس الوطني (دورة الراحل محمد الحبشي) بتاريخ 16 مارس 2014 ، والدورة السادسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري بالمحمدية من 4 إلى 7 شتنبر 2014 ، وكذا إصدار كتاب " مفتاح نظرية السينما " الذي ترجمه من الفرنسية إلى العربية الأساتذة حسان عبد الفتاح وبوبكر الحيحي ونور الدين بوخصيبي ، هذا بالإضافة إلى مساهمة " جواسم " في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان من خلال معرض لمنشوراتها وآخر لآلات العرض السينمائي والتصوير ، لقيا نجاحا واستحسانا من الزوار ووسائل الإعلام المختلفة .
كما كان لجامعة الأندية السينمائية حضور بمهرجانات خريبكة (للسينما الإفريقية) ووجدة (للفيلم المغاربي القصير) وملتقيات سيدي قاسم (للسينما المغربية) وجرسيف (لسينما الهامش) من خلال جائزة دون كيشوط التي اختارت إسمها الجامعة الدولية للأندية السينمائية . هذا زيادة على توسع دائرة انخراط الأندية السينمائية التي قارب عددها الأربعون وتوقيع اتفاقية شراكة – إطار مع وزارة الشباب والرياضة والعودة إلى المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (الدورة 16) بعد إحداث جائزة الأندية السينمائية لأفضل فيلم طويل التي منحتها لجنة تحكيم مكونة من الأطر التالية أسماؤهم : المختار أيت عمر (رئيسا) من القنيطرة وخالد سلي من وجدة وعزيز الأربعي من طنجة وأحمد كوال من برشيد (أعضاء) ، وتكليف " جواسم " بتقديم وتنشيط أفلام المسابقة الرسمية داخل قاعة روكسي من خلال إطاريها خالد المساري (من نادي الفن السابع بطنجة) وعبد الكريم واكريم (من نادي دونكيشوط بطنجة) .
إن ما تم إنجازه من أنشطة وما تحقق من مكتسبات ، في السنة الماضية ، بفضل مجهودات بعض أعضاء المكتب الجامعي لا ينفي وجود معيقات ذاتية وموضوعية خاصة في الشق المالي . وهكذا فمشروع الموازنة المالية المقترح للموسم الجديد يظهر بوضوح أزمة " جواسم " المالية ، الشيء الذي يقتضي لتجاوزها البحث عن شركاء جدد وموارد مالية إضافية .
وقد دعا المكتب المسير ل"جواسم " كل الأندية السينمائية المنضوية تحت لواء الجامعة إلى الإنخراط الفعلي في دعمه عبر لجان وظيفية تساعده في إنجاح المحطات القادمة التي تضمنها المشروع الثقافي المقترح وعلى رأسها محطة الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري في نسختها السابعة ، التي يطمح هذا المكتب في جعلها دولية ابتداء من 2015 ، كما دعا إلى التعاون والتنسيق بين المهرجانات والملتقيات السينمائية التي تنظمها بعض الأندية والجمعيات المنخرطة والمساهمة في وضع تصورات استراتيجية مستقبلية للفعل السينيفيلي ببلادنا عبر إعادة صياغة التوجه الثقافي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بما يتماشى مع التطورات المتلاحقة التي عرفها ويعرفها المشهد السينمائي والسمعي البصري وطنيا وكونيا ، ووضع تصور مهيكل لمجالي النشر والتواصل الإعلامي .
من الدار البيضاء : أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق