أدونيس يفتح النار على الثقافة العربية والإسلامية
ويقول إنها لا تعلّم سوى الكذب والنفاق والرياء ويصف الشعوب العربية بأنها تعيش على
ثقافة القرون الوسطى وعلى ما يقوله السلف.. ويؤكد استحالة قيام ديمقراطية عربية في
الظروف الحالية.. ومثقفون: جاء تلبية لدعوة السيسي وممثّلا لحكم العسكر ومواجهة الإسلام
السياسي
في قاعة ضاقت على حضورها بما رحبت، صبّ الشاعر السوري
أدونيس جام غضبه على حال الثقافة العربية والإسلامية في الوقت الراهن، واصفا إياها
بأنها ثقافة القرون الوسطى، مؤكدا أنها ثقافة لا تعلّم سوى الرياء والنفاق والكذبولا
تستطيع أن تجهر بالحق وليست حرة، ومشيرا الى أن الرقابة هي جزء عضوي في الثقافة العربية،
ليس فقط من أهل السلطة، وإنما توجد الرقابة الاجتماعية والسياسية. وتابع أدونيس: أنا نفسي لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه بصراحة.
وأضاف أدونيس في ندوته التي انتهت منذ قليل بعنوان
“نحو خطاب ديني جديد “أنه لا يجرؤ على وصف الصورة التي يوصف بها الإسلام في العالم
الآن، مشيرا أن الحرب العربية – العربية لم تتوقف منذ 14 قرنا، فضلا عن الإقصاء الذي
مارسه العرب والمسلمون على الآخر، موضحا أن الإرهاب الحالي ليس سوى تنويع على إيقاع
إرهاب قديم.
وانتقد أدونيس الأنظمة العربية بلا استثناء، مشيرا
إلى أنه لا همّ لها سوى الحفاظ على سلطتهم، ولا يعنيهم من قريب أو بعيد الإنسان العربي
الفرد، وموضحا أننا كعرب ومسلمين لا نعير الفرد أي اعتبار، وإن كل اهتمامنا بالعشيرة
والقبيلة.
ووصف أدونيس الشعوب العربية بأنها شعوب تعيش على
ما يقوله السلف، موضحا أننا شعوب منشطرة الشخصية.
ووصف أدونيس المثقفين بأنهم موظفون،
لا دور لهم على الإطلاق، مشيرا إلى أنه لو كان للمثقف دور، لكان أدى هذا الدور عظماء
مثل طه حسين وعلى عبد الرازق وزكي نجيب محمود” واعتذر أدونيس عن نسيان أسماء أخرى”.
وقال الشاعر السوري إن الثورة الحقيقية هي أن نثور
على أنفسنا، مشيرا إلى أن أعظم معلّم للإنسان هو نفسه إذا كان صادقا معها.
ودعا أدونيس إلى إحداث قطيعة معرفية مع الماضي،
مشيرا إلى أن أول قطيعة يجب أن تكون مع القراءة السائدة للدين.
لست متدينا ولكن
وقال أدونيس إنه ليس متدينا، ولكنه أحرص الناس على
الدفاع عن المتدينين شريطة ألا يفرضوا آراءهم بالقوة على الآخر.
الاسلام دين لا دولة
وقال أدونيس إنه يؤمن تماما بأن الاسلام رسالة روحية،
وليس دولة، مشيرا إلى أن من معاني الدولة أن تحمل معنى العنف، مستنكرا أن يتحول الدين
من رسالة روحية إلى قمع وعنف، وموضحا أن الرسالات السماوية لم تنزل لتقييد البشر ،
ولكن لتحريرهم .
وأكد أدونيس أنه لا يوجد نص سواء من القرآن أو السنة
يقول إن الاسلام دولة، داعيا الى مدنية علمانية على المستوى العربي، وتحرير الثقافة
العربية من الوظيفية، واتجاهها الى النضال من أجل الحرية وفتح الآفاق .
ودعا أدونيس إلى الديمقراطية بمعناها الحقيقي، حيث
الحرية والمساواة ، مؤكدا أن علمنة الدول هو أحد أهم الأشياء التي يجب النضال من أجلها
.
ووصف أدونيس الحكام العرب بأنهم خلفاء ، مشيرا إلى
أن الدولة الوحيدة التي قام فيها ثورة حقيقية نظام الحكم فيها أشبه بالخليفة وهي الجزائر،
متسائلا : فكيف الحال بباقي الدول العربية.
وخلص أدونيس الى استحالة قيام ديمقراطية عربية في
ظل الأوضاع الراهنة .
لا ديني يتحدث عن تجديد الخطاب الديني؟
وبعد فتح باب الأسئلة ، استغرب أحدهم أن يتحدث رجل
لا ديني عن تجديد الخطاب الديني، منتقدا وقوع أدونيس في التعميم الذي من شأنه أن يوقعه
في الخطأ ، منها قوله إن كل الفقهاء كانوا مقلدين، وتناسى أدونيس – بحسب المعلق – أن
الدولة الاسلامية حكمت الدنيا بعدل الاسلام .
وأشاد آخرون بمحاضرة أدونيس، داعين الى تنحية الدين
جانبا ، لتكةن المواجهة فكرية مع المتطرفين
.
مثقفون: لم يقل شيئا جديدا وجاء ممثّلا للعسكر
“رأي اليوم” استطلعت
آراء بعض المثقفين الذين حضروا اللقاء، فقال الشاعر فتحي عبد الله، إن أدونيس لم يقل
شيئا جديدا، وإنما كان بمثابة الظهير والممثل الحقيقي لكل الحكام العسكريين “بشار والسيسي”.
وأضاف فتحي عبد الله أن أدونيس ما جاء إلى القاهرة
سوى لمواجهة ما يسمّى الإسلام السياسي، ولم يقل كلمة واحدة ضد استبداد الحكام الذين
يقمعون شعوبهم ويدمرون أوطانهم، واكتفى بالحديث عن معاني لا تحمل سوى الخنوع والاستسلام
.
واتفق مع فتحي الشاعر والمترجم الشهير محمد عيد
إبراهيم الذي أبدى استياءه الشديد من محاضرة أدونيس.
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
0 التعليقات :
إرسال تعليق