ندوة وطنية بطنجة حول " الأندية والمهرجانات السينمائية : الأدوار والتقاطعات "
بالموازاة مع الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، التي ستحتضن عروضها السينمائية قاعة سينما روكسي من 20 إلى 28 فبراير 2015 ، ينظم المرصد المغربي للصورة والوسائط بتعاون مع نيابة التعليم طنجة- أصيلة ، ندوة وطنية حول موضوع " الأندية والمهرجانات السينمائية : الأدوار والتقاطعات " ، وذلك صباح يوم السبت 21 فبراير القادم ابتداء من العاشرة بقاعة صامويل بيكيت (التابعة للمعهد الفرنسي والمتواجدة بالقرب من سينما روكسي على بعد حوالي 70 مترا) .
وتهدف هذه الندوة ، حسب مدير المرصد المذكور الناقد السينمائي عز الدين الوافي، إلى "المساهمة في نشر ثقافة الصورة ومساءلة القضايا المرتبطة بها" عبر مداخلات
ثلة من النقاد والفاعلين في الحقلين السينمائي والتربوي، من بينهم الأساتذة مصطفى الطالب (ناقد سينمائي ومستشار وزير الاتصال) والمختار آيت عمر (رئيس سابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية ومدير مهرجان سبو للفيلم القصير بالقنيطرة) وإبراهيم إغلان (عضو المكتب المسير ل " جواسم" وإطار بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط) وفريد بوجيدة (باحث سوسيولوجي ومدير فني للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة) إضافة إلى رئيس المرصد.
وتهدف هذه الندوة ، حسب مدير المرصد المذكور الناقد السينمائي عز الدين الوافي، إلى "المساهمة في نشر ثقافة الصورة ومساءلة القضايا المرتبطة بها" عبر مداخلات
ثلة من النقاد والفاعلين في الحقلين السينمائي والتربوي، من بينهم الأساتذة مصطفى الطالب (ناقد سينمائي ومستشار وزير الاتصال) والمختار آيت عمر (رئيس سابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية ومدير مهرجان سبو للفيلم القصير بالقنيطرة) وإبراهيم إغلان (عضو المكتب المسير ل " جواسم" وإطار بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط) وفريد بوجيدة (باحث سوسيولوجي ومدير فني للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة) إضافة إلى رئيس المرصد.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (المعروفة إختصارا ب " جواسم ") تعد من بين أقدم الهيئات المدنية الوطنية التي واكبت مختلف مراحل الحركة السينمائية ببلادنا ، عبر تنظيم التظاهرات السينمائية المتنوعة والندوات والموائد المستديرة والورشات التكوينية والمواكبة الإعلامية عبر مختلف الصحف والمجلات الوطنية والتوثيق لجوانب من تاريخنا السينمائي وغير ذلك من الانشطة .
فيما يلي أرضية الندوة التي أعدها المرصد المغربي للصورة والوسائط:
عرفت حركة الأندية السينمائية بالمغرب توهجا ملحوظا جاء نتيجة مرحلة تاريخية أنتجت العديد من الرموز والخطابات ، حيث كانت هذه الحركة بمثابة مدرسة للتكوين السينمائي والثقافي والجمعوي ساهم في بناء صرحها ثلة من السينيفيليين والمناضلين اليساريين من مشارب ثقافية وسياسية متنوعة .
استطاعت هاته الحركة أن تشكل علامة بارزة في المشهد الثقافي الوطني برمته ، ليس فقط كمحطة أساسية في تشكيل الوعي السينيفيلي من خلال تنظيم العروض السينمائية الأسبوعية والندوات والموائد المستديرة والتظاهرات السينمائية المختلفة وما واكب ذلك كله من كتابات في الصحف والمجلات ، ولكن أيضا من خلال بناء ثقافة حول نوع من السينما ملتزم بقضايا الإنسان والتحرر .
غير أن قدرا هاما من الشروط الموضوعية والذاتية ، متمثلة في الإنتشار الواسع لأشرطة الفيديو والمنافسة الشرسة للفضائيات وتراجع العمل التطوعي وانصراف المؤطرين أو انشغالهم بأمور أخرى وسيادة منطق الإقصاء وغياب روح القيادة الجماعية مع غياب رؤية واضحة المعالم لمشروع سينيفيلي مستقبلي والتضييق الذي مورس على أطر الأندية السينمائية النشيطة من قبل السلطات المحلية مع غياب الإمكانيات المادية واللوجيستيكية وغير ذلك ، شكلت كلها حواجز متفاوتة التأثير حالت دون استمرارية حركة الأندية السينمائية بنفس التوهج في ظل غياب بلورة منظور جديد لواقع التحولات التي شهدها المجتمع وطبقاته المثقفة ، الشيء الذي فسح المجال أمام بعض الأنشطة الموازية التي استقلت بذاتها (ملتقيات الفيلم التربوي ، ملتقيات أفلام الهواة ، تظاهرات أفلام الفيديو... ) مع تحول مسيري بعض الأندية السينمائية القدماء إلى منظمي مهرجانات متفاوتة القيمة والمردودية الثقافية هنا وهناك .
في هذه الفترة بالذات ، وهي فترة انتقالية نوعا ما ، حاولت الأندية السينمائية المنضوية تحت لواء " جواسم " ، كإطار وطني ، أن تقاوم لتبقى على قيد الحياة بالرغم من الضربات الموجعة التي تلقتها من جهات صديقة وغير صديقة . وهكذا انتشرت وتوسعت ظاهرة تنظيم المهرجانات والملتقيات السينمائية بغثها وسمينها عبر ربوع المملكة ، إلا أن أسئلة مؤرقة صاحبت هذا الإنتشار في سياق التحولات الثقافية والسينمائية التي شهدتها أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي .
وبالرغم من تباين وجهات النظر حول الأندية والمهرجانات السينمائية الحالية والنقاش الدائر حول شروط إنتاجها وأدوارها المتأرجحة بين الفعل السينمائي الجاد والرصين وبين الفعل الموسمي والسطحي ، وحول غياب أي تصور واضح لماهية الثقافة السينمائية عند كثير من المتحكمين فيها ، الشيء الذي يشكك في قدرتها على تشكيل ذوق جمالي بصري لدى روادها والمساهمة في إغناء المتخيل الإبداعي السينمائي الوطني ، يبدو من الضروري طرح الأسئلة التالية :
ما هي حدود التلاقي والتباعد بين الأندية والمهرجانات السينمائية ؟
هل لكل من النادي السينمائي والمهرجان طبيعته التنظيمية والتكوينية الخاصة ؟
هل بإمكان المهرجانات السينمائية أن تقوم مقام الأندية السينمائية ؟ وإلى أي مدى ؟
إذا كان الأمر غير ذلك ، ما هي الأدوار الموكولة لكل طرف منهما ؟ وهل توجد مناطق مشتركة بينهما؟ أليس فعل الأندية ذو طبيعة نضالية تطوعية ، وفعل المهرجانات فعل فرجوي واحتفالي؟
هل للأندية السينمائية منطقها الخاص بها وهو مخالف لمنطق المهرجانات السينمائية؟
إذا كان النادي السينمائي يقوم بمهام التكوين والتأطير وغرس الثقافة السينمائية من خلال العروض والمناقاشات ، أليس بإمكان المهرجان السينمائي أن يقوم بمثل هاته الأدوار؟
أليس بإمكان الأندية والمهرجانات السينمائية أن تتعايش فيما بينها ويكمل بعضها البعض الآخر ؟
استطاعت هاته الحركة أن تشكل علامة بارزة في المشهد الثقافي الوطني برمته ، ليس فقط كمحطة أساسية في تشكيل الوعي السينيفيلي من خلال تنظيم العروض السينمائية الأسبوعية والندوات والموائد المستديرة والتظاهرات السينمائية المختلفة وما واكب ذلك كله من كتابات في الصحف والمجلات ، ولكن أيضا من خلال بناء ثقافة حول نوع من السينما ملتزم بقضايا الإنسان والتحرر .
غير أن قدرا هاما من الشروط الموضوعية والذاتية ، متمثلة في الإنتشار الواسع لأشرطة الفيديو والمنافسة الشرسة للفضائيات وتراجع العمل التطوعي وانصراف المؤطرين أو انشغالهم بأمور أخرى وسيادة منطق الإقصاء وغياب روح القيادة الجماعية مع غياب رؤية واضحة المعالم لمشروع سينيفيلي مستقبلي والتضييق الذي مورس على أطر الأندية السينمائية النشيطة من قبل السلطات المحلية مع غياب الإمكانيات المادية واللوجيستيكية وغير ذلك ، شكلت كلها حواجز متفاوتة التأثير حالت دون استمرارية حركة الأندية السينمائية بنفس التوهج في ظل غياب بلورة منظور جديد لواقع التحولات التي شهدها المجتمع وطبقاته المثقفة ، الشيء الذي فسح المجال أمام بعض الأنشطة الموازية التي استقلت بذاتها (ملتقيات الفيلم التربوي ، ملتقيات أفلام الهواة ، تظاهرات أفلام الفيديو... ) مع تحول مسيري بعض الأندية السينمائية القدماء إلى منظمي مهرجانات متفاوتة القيمة والمردودية الثقافية هنا وهناك .
في هذه الفترة بالذات ، وهي فترة انتقالية نوعا ما ، حاولت الأندية السينمائية المنضوية تحت لواء " جواسم " ، كإطار وطني ، أن تقاوم لتبقى على قيد الحياة بالرغم من الضربات الموجعة التي تلقتها من جهات صديقة وغير صديقة . وهكذا انتشرت وتوسعت ظاهرة تنظيم المهرجانات والملتقيات السينمائية بغثها وسمينها عبر ربوع المملكة ، إلا أن أسئلة مؤرقة صاحبت هذا الإنتشار في سياق التحولات الثقافية والسينمائية التي شهدتها أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي .
وبالرغم من تباين وجهات النظر حول الأندية والمهرجانات السينمائية الحالية والنقاش الدائر حول شروط إنتاجها وأدوارها المتأرجحة بين الفعل السينمائي الجاد والرصين وبين الفعل الموسمي والسطحي ، وحول غياب أي تصور واضح لماهية الثقافة السينمائية عند كثير من المتحكمين فيها ، الشيء الذي يشكك في قدرتها على تشكيل ذوق جمالي بصري لدى روادها والمساهمة في إغناء المتخيل الإبداعي السينمائي الوطني ، يبدو من الضروري طرح الأسئلة التالية :
ما هي حدود التلاقي والتباعد بين الأندية والمهرجانات السينمائية ؟
هل لكل من النادي السينمائي والمهرجان طبيعته التنظيمية والتكوينية الخاصة ؟
هل بإمكان المهرجانات السينمائية أن تقوم مقام الأندية السينمائية ؟ وإلى أي مدى ؟
إذا كان الأمر غير ذلك ، ما هي الأدوار الموكولة لكل طرف منهما ؟ وهل توجد مناطق مشتركة بينهما؟ أليس فعل الأندية ذو طبيعة نضالية تطوعية ، وفعل المهرجانات فعل فرجوي واحتفالي؟
هل للأندية السينمائية منطقها الخاص بها وهو مخالف لمنطق المهرجانات السينمائية؟
إذا كان النادي السينمائي يقوم بمهام التكوين والتأطير وغرس الثقافة السينمائية من خلال العروض والمناقاشات ، أليس بإمكان المهرجان السينمائي أن يقوم بمثل هاته الأدوار؟
أليس بإمكان الأندية والمهرجانات السينمائية أن تتعايش فيما بينها ويكمل بعضها البعض الآخر ؟
عن المرصد : أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق