كندا وتركيا والمغرب يحصدون جوائز مهرجان سينما
الشعوب بإيموزار كندر: مراسلة
أحمد سيجلماسي
تم مساء السبت 15 نونبر الجاري الإعلان عن الأفلام
الفائزة بجوائز الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر ، أمام جمهور كثيف غصت
به قاعة المركب الثقافي
.
وهكذا بعد المناداة على المخرجين الحاضرين المشاركين في المسابقة الرسمية
للأفلام القصيرة والإستماع إلى ارتساماتهم واحدا واحدا ، تمت المناداة من طرف منشط
السهرة على أعضاء لجنة تحكيم المسابقة ، المكونة من الكندية الكيبيكية ميراي مورولت
والجزائريان العربي لكحل وعيسى رأس الما والمغربيان إدريس أزضوض وعائشة التازي ، الذين
عبروا بدورهم عن ارتساماتهم بصدد المهرجان ومسابقته . وبعد ذلك تحدث الأستاذ إدريس
أزضوض ، بإسم اللجنة ، عن ظروف اشتغال هذه الأخيرة وصعوبة اختيار جوائز محدودة العدد بعد مشاهدة ومناقشة
22 فيلما تمكنت اللجنة من معاينتها (باستثناء فيلم عبد الإله الجوهري " ماء ودم
" الذي لم تتم مشاهدته لأسباب تقنية خارجة عن الإرادة) ، وقبل أن تعلن رئيسة اللجنة
المخرجة ميراي مورولت عن الجوائز الأربع تباعا
، أوصت اللجنة بما يلي
:
أولا ، ضرورة اعتماد الصرامة مستقبلا من طرف لجنة
انتقاء الأفلام المرشحة للمشاركة في المسابقة وذلك لأن الأفلام المشاركة في مسابقة الدورة 11 لم تكن كلها في المستوى إبداعيا
وتقنيا .
ثانيا ، ضرورة التفريق بين الأجناس الفيلمية إذ
لا يعقل أن تضم قائمة الأفلام المرشحة خليطا من الأفلام الهاوية والمحترفة المنتمية إلى الجنس الروائي والجنس الوثائقي وجنس التحريك .
ثالثا ، ضرورة التأكيد في إعلانات المهرجان القادمة
على شرط تمحور مواضيع الأفلام المرشحة حول
التيمة المميزة للمهرجان وهي " سينما الشعوب " .
وفيما يلي جوائز مسابقة دورة 2014 :
الجائزة الكبرى : فاز بها فيلم " باتيكا
" للمخرج التركي أنور ياكيز .
جائزة لجنة التحكيم الخاصة : كانت من نصيب فيلم
التحريك الكندي " الفج " من إخراج كارل بوشومان .
جائزة أحسن تصوير : نالها الفيلم الكندي "
لعبة الكف " من إخراج كريستيان لورانس .
جائزة أحسن تثمين لثقافة شعب : حصل عليها الفيلم
الكندي " بلاد السكينة " من إخراج بول طوم .
أما جائزة الجمهور فقد منحت للفيلم المغربي الأمازيغي
" ما هذا ؟ " من إخراج حميد عزيزي .
وتجدر الإشارة إلى أن الأفلام المشاركة في هذه المسابقة
ينتمي مخرجوها إلى فرنسا وألبانيا و الجزائر و الطوغو و الشيلي ، بالإضافة إلى كندا
وتركيا والمغرب .
معرض لإصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
بإيموزار :
تميزت الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب بتنظيم معرض
لإصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، بمدخل المركب الثقافي لإيموزار كندر ،
وقد شهد هذا المعرض ، لحظة افتتاحه عشية الخميس 13 نونبر الجاري ، إقبالا ملحوظا من طرف ضيوف المهرجان ومتتبعي فقرات
برنامجه المختلفة على تصفح واقتناء الكتب والدوريات ومختلف المنشورات المتمحورة حول
تيمات متنوعة من الثقافة الأمازيغية .
من العناوين التي لها علاقة بالسينما وثقافتها بهذا
المعرض كتابان : الأول للباحث إبراهيم حسناوي ، أصدره المعهد المذكور سنة 2012 تحت
عنوان " السينما الأمازيغية : دليل المهنيين " , والثاني للباحث لحسن ملواني
، أصدره المعهد الملكي سنة 2013 بتنسيق مع الباحث إبراهيم حسناوي تحت عنوان "
أفلام أمازيغية – ملاحظات وقراءة أولية " .
وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
، قد خفض بنسبة 50 في المائة من أثمنة منشوراته المعروضة في إطار المهرجان تشجيعا منه
لرواد المعرض على اقتناء أكبر عدد منها ، ودعما منه لشراكته مع مهرجان سينما الشعوب
الذي خصص فقرة " في ضيافة المهرجان " للفيلم الأمازيغي المغربي الذي عرضت
نماذج منه طيلة أيام المهرجان (داخل وخارج المسابقة الرسمية) ، كما نظمت صباح الجمعة
14 نونبر بالمركب الثقافي ندوة حول " عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية
" شارك فيها ثلة من الباحثين والمهتمين وعلى رأسهم الأستاذ الباحث إدريس أزضوض
، مدير الدراسات بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي أصدر لحد الآن مجموعة من الكتب
في مجالات الأدب واللسانيات واللغة والثقافة الأمازيغية عموما .
يوم دراسي بإيموزار حول " عناصر الثقافة الأمازيغية
في السينما المغربية "
بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام الأمازيغية
الطويلة ( الوثائقي " زمن الشعراء الجوالين ، الشيخ لوسيور " لحكيم بلعباس
، والروائي " أغرابو " لأحمد بايدو
) والقصيرة (" ما ثويا ! " لحميد عزيزي و " الفاكهة المحرمة "
لنورى أزروال ... ) ، وإقامة معرض لإصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، احتضن
المركب الثقافي لمدينة إيموزار كندر صباح الجمعة 14 نونبر الجاري ندوة حول موضوع
" عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية " سيرها باقتدار الباحث
إبراهيم حسناوي وشارك فيها بمداخلات قيمة النقاد والباحثون إبراهيم ناجي (السينما الأمازيغية
بالمغرب) ومحمد زروال (الأمازيغية في السينما المغربية ، بين المضمر والمعلن ) وفؤاد
أزروال (الكوميديا في السينما الأمازيغية ، ملامح من الثقافة المحلية) وسعيد شملال
(قدسية القانون الوضعي الأمازيغي في فيلم " كنوز الأطلس " لمحمد العبازي)
وإدريس أزضوض (مكر التمثلات ، فيلم " الحلم المغربي " لجمال بلمجدوب نموذجا)
.
في البداية رحب مسير الندوة بالحاضرين وأكد على
أن الهدف من موضوعها هو الوقوف على كيفية توظيف
واشتغال عناصر الثقافة الأمازيغية في الأفلام المغربية ولم يفته التذكير بأن اشغال
هذه الندوة ستنشر لاحقا في كتاب وذلك في إطار الشراكة التي تجمع بين المعهد الملكي
للثقافة الأمازيغية ونادي إيموزار للسينما .
وفيما يتعلق بالمداخلات الخمس التي شكلت العمود
الفقري للندوة ، بالإضافة إلى تدخلات أساتذة آخرين أثناء النقاش (أحمد سيجلماسي ، عثمان
أشقرا ، حميد عزيزي ، فاطمة أكلاز ، الجزائريان العربي لكحل وعيسى رأس الما...) ، يمكن
القول أنها كانت عميقة ومتكاملة ، بعضها تحدث إجمالا عن الفيلم الأمازيغي بالمغرب مذكرا
بالعديد من المعطيات المرتبطة بتاريخه ورواده ونقاده ومشاكله ومهرجاناته والقضايا التي
تناولها وغير ذلك (مداخلة إبراهيم ناجي) وبعضها فضل التركيز على تحليل فيلمين هما
" الطين جا " لحسن لكزولي و " محاولة فاشلة لتعريف الحب " لحكيم
بلعباس للوقوف على الحضور المعلن والمضمر للمكون الثقافي الأمازيغي فيهما (مداخلة محمد
زروال) أو تناول البعد الكوميدي في تجربة الفيلم
الأمازيغي منذ لحظة الفيديو إلى لحظة التلفزيون والسينما ، باعتباره البعد الأكثر هيمنة
، وتساءل عن أسباب هذه الهيمنة وخصائصها .. (مداخلة فؤاد أزروال) أو تناول موضوع فيلم
" كنوز الأطلس " بالتحليل للوقوف على خصوصية القانون الوضعي الأمازيغي (إزرف)
الفريد من نوعه في تنظيم الحياة داخل المجتمع الأمازيغي عبر المحافظة على السلم والإستقرار
وتدبير الامور أثناء الحرب وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الأديان والحفاظ على كرامة
الإنسان وحريته وغير ذلك من القيم الإنسانية النبيلة التي تشكل بالفعل كنوزا ينبغي المحافظة عليها وتطويرها (مداخلة سعيد شملال)
أو تحليل فيلم " الحلم المغربي " لجمال بلمجدوب وعرض مقاطع منه تظهر النظرة
الدونية التي يعكسها الفيلم (بوعي أو بدونه) عن الإنسان الأمازيغي وثقافته والصور المنمطة
له التي يزخر بها ، عكس أفلام أخرى تثمن الإنسان الأمازيغي وثقافته (مداخلة إدريس أزضوض
) .
ويمكن القول إجمالا أن هذا اليوم الدراسي الذي اندرج
في إطار فقرة " الفيلم الأمازيغي في ضيافة المهرجان " قد نجح في تسليط مزيد
من الأضواء على واقع وتاريخ الفيلم المغربي الأمازيغي وعلى طبيعة حضور عناصر الثقافة
الأمازيغية في السينما المغربية ، وقرب هذا المنتوج الفني من جمهور مهرجان سينما الشعوب
. وسيفتح هذا النجاح لا محالة آفاقا جديدة
للتعاون مستقبلا بين المهرجان ومركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي
البصري بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق