مخططات غربية لتدمير التراث العربي

تخريب ممنهج لآثار سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين

رئيس “الأثريين العرب”: إنقاذ الهوية العربية مهمة الحكام والشعوب

الكسباني: تجارة الآثار مصدر تمويل الجماعات الإرهابية

تسببت الصراعات السياسية وتشدد الجماعات الإرهابية في تدمير كنوز أثرية عربية بالكامل في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين، وأخرى هربت للخارج وبيعت بالملايين، ومتاحف أثرية كانت مرتعًا للصوص، ذاك حال التراث الثقافي العربي، المعرض للاندثار بسبب عفلة الدول العربية، وتكالب المسئولين على السلطة وتناحر الطوائف.

تسببت الحروب الأهلية بين الجماعات والفصائل العراقية المتناحرة دينيًّا ومذهبيًّا وسياسيًّا وعرقيًّا في تدمير مواقع أثرية بالقذائف الصاروخية، فقاد تنظيم داعش تدمير آثار مدينة الموصل كافة، التي تعد ثاني أكبر مدينة بالعراق.

ورغم توقيع كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا على اتفاقيات دولية خاصة بحماية التراث الثقافي، فليس لها دور ملموس، حسب ما أكده خبراء الآثار، حيث وقَّعت تلك الدول على اتفاقية “لاهاي” الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح لعام 1954، واتفاقية اليونسكو لعام 1970 الخاصة بالوسائل التي تستخدم لحظر استيراد تصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، واتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972.

وأضافالدكتور محمد الكحلاوي، أمين الاتحاد الأثريين العرب: يد الإرهاب طالت معظم التراث العربي، وليس العراق فقط، بداية من حلب وحمص بسوريا إلى غزة بفلسطين ومصر والعراق، مشيرًا إلى ضرورة عقد جامعة الدول العربية مؤتمرًا عاجلًا لمواجهة الخطر، الذي تتبناه مؤسسات دولية أوروبية وأمريكية، تسعى لتدمير المنطقة، موضحًا أن الإهمال كان أقوى من الإرهاب في الفترة الماضية، فخطر تدمير الآثار العربية قريب جدًّا من مصر، خاصة بقيام الثورة، بداية بالبناء على المواقع الأثرية، وقتل أحد أفراد أمن متحف ملوي وسرقة المتحف بالكامل، وتفجير أكبر متحف للفن الإسلامي بالشرق الأوسط بالقاهرة.

وأوضح أنه على الدول العربية التصدي لتلك المخططات التي تستهدف التراث العربي، الذي دونه تنتهي الأمة العربية، مضيفًا: منظمة اليونيسكو ليس لها دور ولن تتخذ خطوة نحو إنقاذ تراثنا، فهي تعمل بتوجيهات حكومية، والإعلان عن خطة عاجله لإنقاذ التراث العراقي “شو إعلامي” فقط، متسائلًا عن فائدة دور اليونيسكو بعد استهداف الجماعات الإرهابية الآثار العراقية بالصواريخ! فلم تتبرع سوى بمليون دولار، يتم صرفه على إقامة الوفود الدولية وعقد المؤتمرات والاجتماعات التي ستسمر شهورًا.

وكشف رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية، أن ما يشهده التراث العربي من تدمير مخطط غربي إسرائيلي، لتقسيم المنطقة بالكامل وإلغاء الهوية الثقافية العربية، مطالبًا بإنشاء مركز التوثيق والتسجيل الإسلامي العربي، باتحاد الأثريين العرب، الذي أنشيء بمصر، وبه إمكانيات فنية ضخمة، فضلًا عن احتوائه عددًا كبيرًا من الخبراء المتخصصين العرب بالمجالات الأثرية كافة، مطالبًا بدعم الحكومات العربية هذا العمل، بالماديًّا أو تأمين الوفود التي ستقوم بالمهمة.

ولفت إلى أن التسجيل يتيح إعادة بناء المنشآت الأثرية في حالة تدميرها، من خلال الصور والرسوم والفيديو المسجلة لها، كعمائر غزة الأثرية الإسلامية المملوكية، التي دمرها القذف الصاروخي الإسرائيلي، فيوجد لها تسجيل كامل منذ أكثر من 10 أعوام برسالة دكتوراه منحت للدكتور عاطف عبد الدايم بجامعة القاهرة، ومسجلة بوزارة الثقافة، ولا يجب الاعتماد على منظمة اليونيسكو في إنقاذ التراث العربي؛ لأنها مدعمة بعناصر غير مخلصة من اليهود وغيرهم.

فيما أشار الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إلى أن ما يحدث من تدمير للتراث والآثار العربية هو المخطط الذي أعلنت عنه من قبل كونداليزا رايس، كاشفًا عن تجارة الجماعات الإرهابية بالآثار لتمويل عملياتها، استنادًا إلى فتوى الشيخ محمد حسان والذي حلل تجارة الآثار وأباح التنقيب عنها، موضحًا أن المنظمات الدولية والهيئات العربية الإسلامية المنوط بها حماية التراث سياسيًّا وليس فنيًّا، ولم تتخذ خطوة تجاه الحفاظ على الهوية العربية.

وأشار إلى أن الكيان الرسمي للآثار منظمة اليونيسكو لم تتحرك للدفاع عن التراث العربي، بداية من تفجير متحف الفن الإسلامي على يد الإرهاب، أو تدمير المقابر والمساجد القديمة على يد الجماعات الإرهابية بالعراق، وعندما اتخذت إسرائيل خطوة تسجيل الأكلة الشامية “التبولة” كتراث إسرائيلي لم يتحرك أحد لمنعها، ونأمل أن يكون اتحاد الأثريين العرب الكيان الرسمي لحفظ تراثنا، لافتًا إلى ضرورة تحريك المجتمع الدولي لمنع الإتجار بالآثار العربية التي أصبحت مباحة في بلاد الغرب، فصالة مزادات كريستي بإنجلترا تعرض يوميًّا آثارًا عربية للبيع، ولا تستطيع عرض القلم الخاص بـ” تشيرشي”؛ لأنه تراث قومي إنجليزي.