لم ينل «أهلاً وسهلاً في نيويورك» لدى عرضه في «مهرجان كان» استحسان النقّاد ولا الحضور، وكان بطل الفيلم الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو حاضراً في المهرجان ليتلقى ردود الأفعال السلبية من كل الجهات. والجدير ذكره أن «أهلاً وسهلاً في نيويورك» يتناول قضية سقوط المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس خان بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على عاملة فندق في نيويورك. أما الشخصية فيجسّدها دوبارديو ليكون اسمه في الفيلم جورج دوفورو. وكان قد سبق العرض الأول للفيلم وهو للأميركي آبيل فيرارا سجالاً حاداً حول مضمونه وحول رؤية المخرج الخاصة له وقد شهد تنفيذ الفيلم تحديات كثيرة بدءاً بالممثلين واختيارهم: دوبارديو إلى جانب جاكلين بيسّيه الذي استلزم ميزانية عالية لأجورهم إلى جانب الإنتاج المكلف. لكن مع العرض الأول تأكد أن الجمهور كما النقاد لم ينسجموا مع فكرة أن دوبارديو يجسد شخصية ستراوس خان خاصة أنه كان قد صرّح سابقاً: «أنا لا أحب رجال السياسة». «وهنا في هذا الفيلم لن يعثر المشاهد على السياسي ستراوس خان بل على دوبارديو»! كما كتبت صحيفة «لوفيغارو» فور عرض الفيلم في المهرجان.
ووجه النقاد حملة قاسية على الفيلم الذي يتّجه أكثر ليكون فيلماً إباحياً في عرضه لحياة ستراوس خان التي تميل إلى الانحراف بحسب الفيلم وحيث يبدو كل الوقت محاطاً بالعاهرات في مشاهد جريئة للغاية. ويبدو أن دوبارديو لا يعارض هذه المشاهد على الإطلاق بل كثف الفكرة في أدائه. ولا إحراج على الإطلاق على ما يبدو للممثل جيرار دوبارديو في أن يظهر عارياً وفي كل الأوضاع مع الحالة المزرية حسب قول لوفيغارو لجسده الذي تعرّض في السنوات الأخيرة للبدانة المفرطة والترهّل والشيخوخة، فوصفه أحد النقاد بالدب كذلك بالغول الشره الذي يفترس ضحاياه وينهش لحمها الطريّ من دون أي حسّ إنساني ومن دون أي تعاط طبيعي مع الأمر إنما «وحشية حيوانية محض»!
هكذا وصف النقاد فيلم «أهلاً وسهلاً في نيويورك»، فهل يكون وقعه مختلفاً على الجمهور حين يبدأ عرضه في الصالات؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق