تحتفي الدورة العشرون لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بذكرى زعيم جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا، أيقونة النضال ضد الفصل العنصري، الذي توفي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ويقام المهرجان الذي سينظم من 13 حزيران (يونيو) المقبل إلى 21 منه، تحت شعار «منطق الطير... عندما تسافر الثقافات». ويضم مجموعة من العروض الفنية والسهرات الموسيقية، من بينها العرض الذي ينتظره عشاق الموسيقى العريقة والذي سيجمع يوم 15 حزيران بين فنانين عملاقين هما يوسو ندور وجوني كليغ في فضاء باب المكينة التاريخي ابتداء من الساعة التاسعة مساء.
ويعد يوسو ندور رائد الموسيقى الشعبية في السنغال، ومن الفنانين الذين دافعوا منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي عن القيم التي كان يناضل من أجلها الراحل مانديلا، ونظم في هذا الإطار حفلة فنية كبيرة العام 1985 للدعوة لإطلاق الزعيم السجين، كما أصدر ألبوماً بعنوان «نلسون مانديلا».
أما الفنان الجنوب أفريقي جوني كليغ فقد ربط مبكراً بين الموسيقى التي يؤديها ومعركته ضد نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) ووقف بجانب الشعب عبر سلاح الموسيقى، إذ غنى لنلسون مانديلا أغنيته الشهيرة «اسينيمونغا» بلغة الزولو الإفريقية متحدياً النظام العنصري الذي كان يمنع الغناء بهذه اللغة. وقد اختيرت أغنية كليغ المعروفة «أيبهولا ليتو» التي تعالج موضوع الفصل العنصري في الملاعب كشعار لكأس العالم لكرة القدم 2010.
وإلى جانب السهرات الموسيقية، ستكرَّم روح مانديلا من خلال مجموعة من اللقاءات والندوات التي ستقام في إطار منتدى فاس «روح للعولمة» والتي ستتمحور على شخصيته باعتباره أيقونة للنضال واستطاع بصبره وحنكته أن يقود شعب جنوب إفريقيا للقضاء على سياسة الفصل العنصري.
كما ستحضر حياة مانديلا ونضاله في إطار المنتدى يوم 17 حزيران في متحف «البطحاء» من خلال لقاء يناقش ملف تعثر المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يؤطره سؤال يحمل أكثر من دلالة ارتأى المنظمون صَوغه على الشكل الآتي: هل يمكن أن يوجد شخص مثل مانديلا في الشرق الأوسط؟
وحاولت مؤسسة «روح فاس» جعل البرنامج يعكس شعار هذه الدورة الذي يكرس القاعدة التي يرتكز عليها مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة باعتباره يساهم في التقريب بين الشعوب والثقافات وفي وضع الفنون والقيم الروحية في خدمة التنمية البشرية والمجتمعية.
وتفيد مؤسسة «روح فاس» التي تشرف على تنظيم المهرجان بأن دورة هذه السنة ستتميز بمشاركة الكثير من الرموز الفنية العالمية والموسيقيين الرواد الذين سيحيون سهرات فنية في مجموعة من الأمكنة التاريخية في المدينة العتيقة، منها باب المكينة ودار عديل ودار المقري ودار التازي وغيرها من الساحات والفضاءات التي دأبت على احتضان حفلات المهرجان.
ومن بين الفنانين الذين سيحيون الحفلات كاظم الساهر (العراق) ولوزميلا كاربيو (بوليفيا) وروبيرتو ألاغنا (فرنسا) ومجموعة أطلان (إرلندا) ورقية تراوري (مالي)، إضافة إلى فرق موسيقية من هنغاريا وكازاخستان وأوزبكستان وغيرها.
وسيكون العرض الافتتاحي للمهرجان حفلة تتخذ من شعار هذه الدورة «منطق الطير... عندما تسافر الثقافات» موضوعاً لها.
0 التعليقات :
إرسال تعليق