الجميع ظنوا أن «قُطنة» ستكون سبباً للسلام بين
عشي
رتين متحاربتين منذ عهود طويلة. منذ ذلك الزمن الذي جاءت فيه قبيلة العنزة من نجد
وزاحمت السردية التي كانت على قدر كبير من الصولة والجولة في حوران والمناطق المحاذية
لها جنوباً، فالسردية كانت قد امتلكت حق مرافقة قوافل الحج، وحاز شيوخها امتيازاتٍ
كثيرة، منها لقب شيخ حوران، لكن «عنزة» سلبتها مكانتها في نهاية القرن الثامن عشر.
وبين وقت وآخر كانت تعلو صيحة حرب السردية «شمّا بنجه» مقابل نخوات «عنزة» الكثيرة.
وانتقل حق مرافقة قافلة الحجيج إلى «العنزة». رغم أن زعماء السردية حافظوا أول الأمر
على لقب شيخ حوران وتلقي عباء شرفية وأسلحة خلال الاحتفالات السنوية بتجديد منحهم اللقب،
وقدموا بالمقابل فرساً إلى والي دمشق تعهداً بتقديم القوات والإمدادات وقت الحرب، بالمقابل
واصلوا أخذ الخوة من قرى النقرى والجولان وعجلون ومعان والسلط وبعض قبائل جبال حوران،
لكن حقوقهم تلك أضاعتها سنين القرن التاسع عشر، إلى أن وصل بهم الحال ليصبحوا ممحوقين
بين قبيلة «الرولة» من «عنزة» و «بني صخر» الذين تحالفوا معهم في وجه الرولة.
فراراً أيها السراب المتنكر بثياب غزالة.. بلا لجام
ومهاميز، غادر صورك العطشى حيث لا ممرّ، لا طريق، وغازل «البخت» لعله يفتح لك درباً
تمرق منه حافياً..
من رواية سلطانات الرمل
هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
0 التعليقات :
إرسال تعليق