القاص السوري أحمد عمر يمزج الواقع اليومي بالمتخيل في
كتابه الجديد
المجموعة القصصية حرب أهلية عن دار نون للنشر
الإماراتية
رأس الخيمة – يمزج القاص السوري أحمد عمر أحداث الواقع
اليومي بالزمان والمكان المُتخيل، ضمن سرد
تمتزج فيه المفرد العامية بالفصحى عبر ستة
عشر نصاً قصصياً احتوتها مجموعته القصصية الجديدة الصادرة مؤخراً عن دار نون للنشر
الإماراتية بعنوان حرب أهلية، رأى الناشر في بدايتها أن يضع تنويهاً للقارئ يوضح
فيه أن أحمد عمر يكتب بفصحى تسعى لمقاربة اللهجة المحكية، وهو بذلك يحاول تبسيط
الفصحى في كتاباته الشعبية الساخرة، والتي يقع هذا الكتاب في جنسها؛ ولأن القارئ
قد يظن أن هناك أخطاء لغوية في الكتاب فقد اقتضى التنويه.
يترك أحمد عمر غالباً نهايات قصصه مفتوحةً بلا حلول أو
نهايات منطقية أو سحرية لعقدة السرد، يبقيها كما هي في الواقع مستمرةً، وبالإضافة
لممازجة العامية بالفصحى، يضفي على نصه طابع السخرية عبر التلاعب في مفردات
ومسميات النص، لتميل قصصه أحياناً لطابع الحكاية اليومية بتفاصيلها ورتابتها
وأحداثها وعقدتها.
ومن أجواء المجموعة، من قصة : حكاية البئر التي تموء
إن جار الشقة الأرضية متعود على سماع أنين البشر بل ويستمتع
به، ولن يهمه أنين قطيط. ها هي عمارتنا عامرة بالكائنات الخيالية الخارقة: رجل مطاطي
ورجل خفي وعسكري أسود! تذكرت الشقة الأرضية التي لم تخضع لقرعة الجمعية وتم ادخارها
للعسكري الأسود بقوة النفوذ، فصارت أعلى شقة من حظي الأسود، لو دخلت الشقة القرعة لربما
صارت من حظي وارتحت من صعود الأدراج وحمل أكياس التراب إلى ضفاف الغيوم واستمتعت بتربية
القطط في جنينة الشقة الأرضية ونقب حيطان آبار المناور بلا ذنب.
يبدو أن بلوندي سيعيش عمره في المنور. لقد مضى عليه اثنان
وعشرون يوماً حتى كتابة هذه السطور. قافلة الحياة تزحف ببطء حلزون غارقة في عرقها ودبقها...
والآبار الثكلى تموء.
أخيراً جاء الكتاب في 97 صفحة من القطع الوسط، وصمم
غلافه الذي حمل لوحة الفنان رياض نعمة، الشاعر الفلسطيني خالد سليمان الناصري،.
0 التعليقات :
إرسال تعليق