السودان يودع شاعر الشعب محجوب شريف
فجع السودان بأوساطه الثقافية والسياسية والشعبية
السودانية الأربعاء برحيل شاعره الملقب بشاعر الشعب محجوب شريف عن عمر ناهز الـ66 عاما
بعد معاناة طويلة مع المرض التي استمرت سنوات.
فجع السودان بأوساطه الثقافية والسياسية والشعبية
السودانية اليوم الأربعاء برحيل شاعره الملقب بشاعر الشعب محجوب شريف عن عمر ناهز الـ66
عاما بعد معاناة طويلة مع المرض التي استمرت سنوات.
ويعتبر الشاعر الراحل أحد أميز شعراء القصيدة السياسية
والأغنية الوطنية، وقد تميزت حياته بمحطات سياسية أدخلته السجون على فترات متباعدة
وفي ظل أنظمة سياسية مختلفة وبلغت سنوات سجنه نحو 13 سنة.
وتغنى الراحل -الذي انتمى مبكرا لليسار السوداني
في هذه السجون- بأحلام الجماهير وتوقها للحرية عبر رسائل شعرية كانت تنشر سرا، كما
خاض غمار السياسة مترشحا باسم الحزب الشيوعي في فترة الديمقراطية الثالثة عام 1986ولم
يحالفه الحظ بدخول البرلمان حينها.
رد الجميل
أسس الراحل مع آخرين منظمة أطلق عليها اسم
"رد الجميل" لمساعدة المحتاجين في كل المجالات، ليتميز بالتصاق فئات غير
مثقفة بشخصه.
محجوب شريف
شاعر السودان الذي رحل (الجزيرة)
واشتهر الراحل في العمل الإنساني بمساعدة كل من
يطرق بابه في مجالات العلاج والدراسة، مما أكسبه بعدا شعبيا إضافة إلى لقب شاعر الشعب.
وقد أصدر الراحل ديوانا شعريا واحدا باسم الأطفال
والعساكر تم توزيعه مجانا في احتفالية نجاح سكرتير الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم
نقد في انتخابات عام 1986، كما شارك في مطبوعات تُعنى بالأطفال وأدبهم مع مركز عبد
الكريم ميرغني باسم النفاج.
وللشاعر أغانٍ وطنية تغنى بها الفنان محمد وردي،
إضافة إلى أغنيات عاطفية تعتبر الأشهر في مجموعة أغانيه، مثل أغنية "جميلة ومستحيلة".
وقد تحولت كثير من مفردات محجوب شريف إلى مفردات
شعبية متداولة وإلى مشهد متكامل يحكي اللحظة في حياة شخص ما وصارت أغنية "جميلة
ومستحيلة" بديلا لاسم جامعة الخرطوم التي كانت عصية الدخول إلا للنوابغ من الطلاب.
تشييع غير سياسي
كانت وصية الراحل بأن يدفن في مقابر "أحمد
شرفي" بأم درمان، وألا يمشي في جنازته مسؤول حكومي واحد، ليأتي مشهد تشييعه غير
معهود ومبدعا، قوامه نحو عشرين ألفا بمشاركة شبابية ونسائية غير معهودة، كما رفعت أعلام
الحزب الشيوعي السوداني وعلم استقلال السودان مع ترديد شعارات مقتبسة من قصائد الراحل
السياسية.
الناقد عامر محمد أحمد يرى أن الراحل مثل حالة سودانية
خاصة إنسانيا وشعريا "وكان يعرف بذكائه قيمة أن تنحاز إلى غمار الناس مع المجاهرة
بالحقيقة، مما أكسبه الاحترام والارتفاع فوق الحزبية الضيقة".
وأضاف أن ميثاق محجوب شريف الشعري ارتكز على النقاء
والصفاء والبهاء، فأسس صرحا معرفيا بهوية غير متنازعة وخط سياسي التزم به حتى في وصيته
الأخيرة.
ويرى الناقد مجذوب عيدروس أن محجوب شريف مع موهبته
الشعرية إنسان في غاية البساطة والتواضع والدراية "واحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع".
وأشار إلى أن شريف استطاع أن يجمع بين الالتزام
وجماليات القصيدة العامية، وتيسر له وصول قصائده إلى كبار الفنانين، على رأسهم الراحل
محمد وردي والموسيقار محمد الأمين، وأضاف أن محجوب شريف قد دفع ثمنا غاليا "حينما
احتضنته المعتقلات سنين عددا، وظل وفيا للمبادئ التي آمن بها حتى النهاية".
المصدر : الجزيرة
0 التعليقات :
إرسال تعليق