نظمت جمعية آباء
وأولياء تلامذة ثانوية ابن خلدون الإعدادية بالفقيه بن صالح لقاء مفتوحا مع الزجال
عز الدين خويا ، وذلك يوم الجمعة 21 فبراير 2014 ، بقاعة العروض بالمؤسسة ، على الساعة الرابعة
بعد الزوال . تقدم في البدء رئيس جمعية الآباء الأستاذ جيلالي صقري بكلمة ترحيبية
بالحضور والضيوف ، مبرزا أهمية اللقاءات الثقافية بالمؤسسات التربوية ، قصد خلق
دينامية ثقافية مرغوب فيها . بدوره مؤطر اللقاء المحجوب عرفاوي بسط للحضور دوافع هذا الاحتفاء الرمزي والثقافي،
منها رفع بعض الحيف عن رجل ظل مغمورا ويكتب في الظل . وإذا علمنا أن الزجال عز
الدين خويا كان من بين كتاب الكلمات للفنان محمد رويشة دون إعتراف وإعلان ذلك ؛ قد
يزداد تقديرنا لمقطوعاته التي ينبغي قراءتها وتداولها . وقد تأكد ذلك في هذه
المحطة مع ثلة من الباحثين والشعراء . فالباحث في الأغنية الشعبية مكي أكنوز وجد
نفسه حائرا أمام عز الدين خويا الذي كتب لحد الآن ما يفوق ثلاث آلاف قصيدة . وهو
بذلك مهما تحدث لن يعطي للشاعر حقه الذي ظل مهضوما ولو من طرف الفنان محمد رويشة
نفسه الذي تغنى ببعض أشعاره . وعلى الرغم من ذلك فالفنان والزجال سقطا في غرام
الكلمة ، ومشيا معا تعبدا في محرابها . فالزجال عز الدين أخرج محمد رويشة من
المحلية إلى الوطنية ، كما أخرجه الشاعر موحى بيبي إلى العالمية كما يتبث الباحث
مكي أكنوز .
الزجال والملحن موحى بيبي أدلى بشهادة في حق
صديقه عز الدين خويا مؤكدا على مكانة هذا الرجل والتي تظهر في المقطوعات المؤداة
من قبل رويشة ك "حرقة من سافر"
، القطعة الجميلة والمؤثرة . وبالتالي فلقاء اليوم يذكر بالماضي المتصف بأحواله وتقلباته
وهي نفسها أحوال الناس . لكن الأداء إذا كان جيدا ، فهو يمنح نفسا آخر للكلمات
التي ينبغي أن تكون بدورها جميلة ومؤثرة .
بعد ذلك تقدم الزجال عز الدين خويا بشهادة
أثنى فيها أولا عن الجمعية المنظمةمن خلال هذه الالتفاتة الجميلة التي تستحضر
اليوم مسيرته الطويلة ، في علاقته
الحميمية مع الكلمة التي ابتدأت من الثمانينيات من القرن السالف وتراكمت . وفي هذا
الصدد، تحدث عن علاقته برويشة المطبوعة بالاحترام والحب المتبادل . ثم قرأ من
قصائده " حرقة من سافر " ، القصيدة التي تسوق تجربة موت خاصة تتقاطع مع
تجارب الآخرين . فامتد تأثير هذه التجربة إلى حضور القاعة الذي تلذذ بنغمة الأسى
في الكلمة والإلقاء .
اللقاء برز للضوء حطب الفنان محمد رويشة في
الغناء أي خلف الأغنية أو كلماتها ، ويتعلق الأمر بالشاعرين عز الدين خويا وموحى
بيبي. الشي الذي أدى إلى طرح السؤال من قبل حضور القاعة : لماذا يتنكر الفنان
المغني لكاتب الكلمات؟ وقد يتطور الأمر إلى تجارة مربحة ، لكن الكثير من المعنيين
يعيشون على عطاء الآخرين اليوم . الشيء الذي أدى إلى التكرار والإجترار . وفي نفس
الآن ، أكد في الختام الأستاذ عرفاوي أن الزجل فرع من الشعر ، وبالتالي ينغي البحث
في جماليته التي تغني مكونات العملية الإبداعية ، مثلما أن الاغنية الشعبية
لاتنفصل عن الأغنية بشكل عام . الشيء الذي يغني في المحصلة الفن والإنسان معا .
0 التعليقات :
إرسال تعليق