تقدّر الجائزة العالمية للرواية العربية، جهد الناشر
والكاتب، ولكنها منفصلة عن العلاقة بينهما ولا تتدخل فيها. ولن توافق على عقود أو ترتيبات
ليست لصالح الكُتاب.
هذا ما أكدته فلور مونتانارو منسقة الجائزة العالمية
للرواية العربية "البوكر" في ردها على أن بعض دور النشر بعض الناشرين يشترطون
على الأدباء بأن يأخذوا منهم نسبة 20% من قيمة الجائزة في حال فوزهم. وقالت مونتانارو
في حديثها لـ "البيان" إن النص هو الذي يفوز بالجائزة وليس الكاتب، معتبرة
الجائزة من أهم الجوائز الأدبية في العالم العربي، واكتسبت ثقة القراء والمبدعين والنقاد
والناشرين.
وأكدت على أن هناك الآلاف من القراء في بلدان مختلفة
ينتظرون إعلان نتائجها ويقرأون روايات القائمتين الطويلة والقصيرة، ويناقشونها في نوادٍ
ثقافية عديدة. وأضافت: تحقق الأعمال مبيعات عالية. وهذا كله إيجابي للكاتب الذي كثيرا
ما يكتب منعزلاً، ولا يعرف إذا كانت روايته ستحظى باهتمام القراء والنقاد.
نص فائز
قالت فلور مونتانارو: تفتح الجائزة الأبواب، أمام
الكتب المترشحة بما فيها باب الترجمة إلى لغات أخرى. وتم ترجمة الروايات التي وصلت
للمراحل الأخيرة إلى عشرين لغة عالمية والتقى مؤلفوها بالقراء الأجانب في ندوات ومهرجانات
أدبية في الخارج، واستقبلت أعمالهم بترحاب كبير.
ونفت بأن تكون الدورة الماضية قد كرست للكتاب الشباب
فقط، وقالت لم يكن كل الذين فازوا في القائمة القصيرة السنة الماضية من فئة الشباب،
وحضروا بثلاث روايات فقط.
وأوضحت: لا ينظر المحكمون لسن الكاتب أو تجربته
السابقة في الكتابة، إنما يقييمون النص الذي أمامهم ولا يعرفون في أحيان كثيرة لأي
فئة عمرية ينتمي المؤلف. وأضافت: النص هو الذي يفوز بالجائزة وليس الكاتب. ونحن في
الإدارة نثق بقدرة اللجنة على اختيار العمل الأفضل بين كل الروايات المقدمة للجائزة.
لجان تحكيم
وعن الآلية المتبعة عادة قالت: ينتهي دور أعضاء
مجلس الأمناء بعد تعيين لجنة التحكيم ولا يتدخلون في شؤون اللجنة، ولا يعرفون شيئا
عن قرارات المحكمين حتى إعلان القائمة الطويلة الأولية المكونة من 16 رواية.
وأشارت إلى أن منسقة الجائزة الإدارية تحضر اجتماعات
لجنة التحكيم الثلاثة لضمان الاستقلالية والنزاهة خلال عملية التحكيم، وللإجابة عن
أية أسئلة إدارية أو تنظيمية حول قوانين الجائزة. وأضافت: على مجلس الأمناء قبول قرارات
لجنة التحكيم باعتبارها نهائية وغير قابلة للنقض.
ونوهت إلى أنه لا يتم ترشيح أي كاتب للمشاركة في
الجائزة إلا بعد توقيعه وتوقيع ناشره على استمارة الترشيح، تأكيداً على موافقتهما على
ترشيح الرواية في تلك الدورة.
وذكرت هذا كرد على بعض الكتاب الذين يقال لهم بأنه
تم ترشيحهم للجائزة، ولكنهم لا يعرفون مصداقية دور النشر. وأضافت: في حال أن أعضاء
لجنة التحكيم يرشحون رواية ما للمشاركة فعلى الناشر والكاتب تعبئة الاستمارة والتوقيع
عليها أيضاً.
ترجمة
وأكدت مونتانارو على أن الروايات الفائزة المترجمة
إلى الإنجليزية، نالت تغطية صحافية مهمة وكُتب عنها في صحف "الغارديان والاندبندنت
والتايمز"، وتوّجت رواية "عزازيل" الفائزة بالجائزة عام 2009 بجائزة
"أنوبي" البريطانية عندما صوّت لها القراء باللغة الإنجليزية من 50 بلداً
عالمياً.
وأشارت إلى أن رواية "في مديح الكراهية"
لخالد خليفة، صنفت بقائمة أحسن 100 رواية في العالم حسب تقدير منظمة "ليست ميوز"
ونوهت إلى أن الترجمة تستهلك وقتا طويلا، وقالت: لا نزال ننتظر صدور عدد من الروايات
الفائزة باللغة الإنجليزية خلال العام القادم.
وأشارت إلى أن الترجمة الإيطالية لرواية "القوس
والفراشة" لمحمد الأشعري الفائز بالجائزة سنة 2011 أهلها أخيرا للفوز بجائزة الزياتور
الإيطالية.
وحول انعكاس الإعلان عن البرفيسور ياسر سليمان كرئيس
لمجلس الأمناء قالت مونتانارو لم تحدث تغييرات في قوانين الجائزة أو مبادئها أو إدارتها
اليومية. التغيير الوحيد هو أن سليمان عربي وسيلقي خطاباته أثناء المناسبات الرسمية
بالعربية.
وأشارت إلى أن رئيس مجلس الأمناء السابق جوناثان تايلور لم يترك المجلس
وسيبقى فيه كجسر بين الجائزتين؛ البوكر البريطانية، و"البوكر العربية".
دلالات نصوص
وأخيرا تحدثت عن تجربتها بالترجمة قائلة: تجاربي
محدودة جدا فأنا مترجمة مبتدئة. فالترجمة متعة ومسؤولية كبيرة، وأشعر بها تجاه النص
الأصلي والمترجم الذي يحتاج إلى فهم دلالات النص الثقافية وليست اللغوية فحسب.
وتمنحني الترجمة فرصة لأخوض في أعماق نص عربي ثم
أرى نصا آخر يتبلور أمامي. وهي أيضا عملية صراع مع اللغة وكيفية صياغتها الأمر الذي
يستهلك وقتا كثيرا.
مشاركات
قالت فلور مونتانارو: وصلتنا للتنافس في الدورة
الحالية لجائزة البوكر 156 رواية مؤهلة للمشاركة مقارنة مع 134 رواية في السنة الماضية.
وهذه زيادة ملحوظة تعكس ثقة الناشرين والقراء بالجائزة وإشارة لاهتمام متزايد بجنس
الرواية بشكل عام.
0 التعليقات :
إرسال تعليق